إقالة وزير المال البريطاني في خضم أزمة تعصف بحكومة تراس

وزير المال البريطاني كواسي كوارتينغ أقيل من منصبه فيما تحاول رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس إنقاذ منصبها في خضم ازمة غلاء المعيشة وارتفاع أسعار الطاقة.
قيمة الجنيه الاسترليني تراجعت بعد الإعلان عن خبر إقالة وزير المال

لندن - أُقيل وزير المال البريطاني كواسي كوارتينغ، حسبما أفادت شبكتيْ "بي بي سي" و"سكاي نيوز" الجمعة، فيما تحاول رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس إنقاذ منصبها في خضم ازمة غلاء المعيشة وارتفاع اسعار الطاقة.
وقالت "بي بي سي" إن كوارتينغ "لم يعد وزيرًا". وكان كوارتينغ قد قال الخميس إنه "لن يذهب إلى أي مكان" رغم الاضطراب في الأسواق بسبب الخطط الاقتصادية المثيرة للجدل التي طرحتها الحكومة. وتراجعت قيمة الجنيه الاسترليني الجمعة بعد الإعلان عن خبر إقالته.
ومثل انخفاض قيمة الجنيه الإسترليني مقابل الدولار في أدنى مستوى له منذ أربعة عقود يعد من أهم المؤشرات على الصعوبات التي تواجه بريطانيا فيما يرى مراقبون ان رئيسة الوزراء قدمت وزير المالية كبش فداء امام تصاعد الضغوط ضدها.
وستعقد ليز تراس مؤتمرا صحافيا الجمعة في أوج أزمة اقتصادية وسياسية تتعلق ب"ميزانيتها المصغرة"، كما أعلنت رئاسة الحكومة بعد ساعات على الإعلان عن عودة وزير المال على عجل من واشنطن.
وكانت تراس أكدت الأسبوع الماضي بعد شهر من توليها رئاسة الوزراء في بريطانيا او أولوياتها تتمثل في خفض الضرائب وتحسين الخدمات الصحية ومكافحة الهجرة غير الشرعية في مواجهة موجة من الانتقادات.
ودافعت تراس عن مقاربتها “المسؤولة” للموازنة فيما أثارت “الموازنة المصغرة” التي عرضتها في الثالث والعشرين من سبتمبر/أيلول الماضي انتقادات واسعة بسبب خفض للضرائب ممول بالدين والتي تبقى قيمتها غير معروفة.
وكانت تراس ألغت مع تشديد الضغوط الشريحة الضريبية الأعلى، وهو الإجراء الذي أثار معارضة شديدة لأنه يفيد دافعي الضرائب الأثرياء، في أوج أزمة ارتفاع كلفة المعيشة.
وتأتي هذه التطورات فيما ستشهد بريطانيا انتخابات في اقل من سنتين خاصة وأن المعارضة العمالية بدفع من زعيمها كير ستارمر، الوسطي خرجت أقوى من مؤتمرها في نهاية سبتمبر/أيلول.
وكان استطلاع للراي كشف أن العماليين يتقدمون بنسبة 33 في المئة عن المحافظين، وهو فارق غير مسبوق منذ نهاية التسعينات ووصول توني بلير إلى السلطة (1997 - 2007).
ويظهر جليا ان العامل المالي والاقتصادي سيكون المحدد الاساسي في اية انتخابات مستقبلية لا يظهر ان المحافظين سيحققون فيها الكثير بسبب الوضع المالي المتازم في بريطانيا.