ألمانيا تحث الصين على دعم علاقات اقتصادية متوازنة
بكين - طالب المستشار الألماني أولاف شولتس الجمعة الصين، خلال زيارته الى البلاد، بعلاقات تجارية واقتصادية "متساوية" تستند إلى مبدأ "المعاملة بالمثل" وسط مخاوف غربية من التمدد الاقتصادي للصين في العالم واتهامات للمستشار الألماني بتكريس التبعية لبكين في المجال التجاري.
وقال "نحن لا نؤيد فصل" العلاقات الاقتصادية مع الصين لكن "من الواضح أيضا بالنسبة لنا أن هذا مرتبط بعلاقات اقتصادية متساوية مع المعاملة بالمثل لقضية الانفتاح المتبادل على الاستثمار".
واعتبر رئيس الحكومة الألمانية في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الصيني المنتهية ولايته لي كه تشيانغ في بكين أنه "يجب ألا تكون هناك ظواهر تبعية والتي يمكن ان تساهم في عدم تمكننا من القيام بالتجارة بحرية".
وفي لقائه بالرئيس الصيني شي جينبينغ في قاعة الشعب الكبرى قال شولتس إنه يسعى إلى "تنمية" التعاون الاقتصادي بشكل أكبر بينما أقر بوجود وجهات نظر متباينة حيال عدد من القضايا.
ونقل عنه مصدر حكومي ألماني قوله "من الجيد بأن يكون بإمكاننا تبادل وجهات النظر هنا بشأن جميع القضايا، بما فيها تلك التي نراها من منظورين مختلفين. هذا هو الهدف من التواصل".
وأضاف "نريد أيضا أن نناقش كيف يمكننا تطوير تعاوننا الاقتصادي في مواضيع أخرى: تغير المناخ والأمن الغذائي والدول المثقلة بالديون".
بدوره، شدد شي جينبينغ على ضرورة عمل الصين والمانيا معا في أوقات التغيرات وعدم الاستقرار والمساهمة بشكل إضافي في السلام العالمي والتنمية كما أوردت وكالة انباء الصين الجديدة عن اللقاء.
ونقل عنه مصدر حكومي ألماني قوله "من الجيد بأن يكون بإمكاننا تبادل وجهات النظر هنا بشأن جميع القضايا، بما فيها تلك التي نراها من منظورين مختلفين. هذا هو الهدف من التواصل".
وأضاف "نريد أيضا أن نناقش كيف يمكننا تطوير تعاوننا الاقتصادي في مواضيع أخرى: تغير المناخ والأمن الغذائي والدول المثقلة بالديون".
بدوره، شدد شي جينبينغ على ضرورة عمل الصين والمانيا معا في أوقات التغيرات وعدم الاستقرار والمساهمة بشكل إضافي في السلام العالمي والتنمية كما أوردت وكالة انباء الصين الجديدة عن اللقاء.
ويسعى شولتس للرد على العديد من الانتقادات التي يتعرض لها في المانيا والخارج بسبب هذه الزيارة الى الصين في وقت عزز فيه الرئيس الصيني للتو سلطته مع ولاية ثالثة ما في ما يعتبره منتقدوه نزعة سلطوية.
ويواجه المستشار اتهامات بانه يخلق مع الصين في المجال التجاري نفس التبعية التي تعاني منها ألمانيا اليوم في مجال الطاقة مع روسيا.
ويرى شولتس ان "الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا" كانت أحد العوامل الرئيسية التي تجعل "العالم غير آمن" اليوم خاصة مع ارتفاع أسعار الطاقة ومشاكل الإمدادات الغذائية.
وتعيش العلاقات الالمانية الصينية فتورا كبيرا بعد 50 من الشراكة العميقة خاصة في المجال الاقتصادي فالبلدان شركاء في مئات المشاريع حيث ان هناك أكثر من 100 شراكة بين المدن الألمانية والصينية.
وتعتبر مدينة دويسبورغ الالمانية مركزا لطريق الحرير الجديد، إذ يصلها كل أسبوع نحو 60 قطار شحن قادم من جمهورية الصين الشعبية.
ووفق تقارير اقتصادية يوجد حاليا 5000 شركة ألمانية تنشط في الصين حيث استثمر رجال الاعمال الالمان استثمروا حوالي 90 مليار يورو هناك.
ويرتبط الاقتصادان الألماني والصيني بشكل وثيق. ويرى البعض في برلين أن العلاقة تحمل أهمية بالغة بالنسبة لألمانيا التي تشهد أزمة طاقة أثارتها حرب أوكرانيا ويتّجه اقتصادها نحو الركود.
وتوفر الصين سوقا مهما للمنتجات الألمانية، من الآليات وصولا إلى المركبات التي تصنعها شركات مثل "فولكسفاغن" و"بي إم دابليو" و"مرسيدس بنز".
كما يواجه اعتماد الصناعات الألمانية الشديد على الصين انتقادات في وقت تتأثر برلين بشكل كبير من تداعيات اعتمادها المبالغ فيه على واردات الطاقة الروسية التي تركتها في أزمة عندما قررت موسكو تقليص الإمدادات.
وفي تعليقه على ذلك، قال النائب المعارض نوربرت روتغن لصحيفة "راينيش بوست" إن نهج شولتس ما زال قائما على فكرة "أننا نرغب بمواصلة التعامل تجاريا مع الصين بغض النظر عن ما يعنيه ذلك بالنسبة لتبعية اقتصادنا وقدرتنا على التحرك".
ولم تخف شخصيات ضمن الائتلاف الحاكم أيضا قلقها حيال العلاقة مع الصين إذ قالت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك إن على الأخطاء التي ارتُكبت في الماضي مع روسيا ألا تتكرر.
وبرزت شدة حساسية المسألة عندما اندلع خلاف الشهر الماضي بشأن إن كان سيُسمح لمجموعة الشحن الصينية العملاقة "كوسكو" شراء حصة في محطة حاويات في ميناء هامبورغ.
وبينما رفض شولتس الاستجابة لدعوات ست وزارات لرفض الصفقة على خلفية مخاوف أمنية، سمح للشركة بدلا من ذلك بشراء حصة أصغر.
وتحدث شولتس على الازمة التايوانية قائلا أن ألمانيا ملتزمة بسياسة صين واحدة بينما تعالج أيضا المخاوف المتزايدة بشأن الاستقرار والسلام في المنطقة.
وقال شولتس "لقد أوضحت ... أن أي تغيير في الوضع الراهن لتايوان يجب أن يكون سلميا أو بالاتفاق المشترك".
وأعلن المستشار الألماني أولاف شولتس أنه طلب من الرئيس الصيني شي جينبينغ بعد لقائه به استخدام "نفوذه" لدفع روسيا لوقف "حربها العدوانية" ضد أوكرانيا.
وقال شولتس "لقد قلت للرئيس (الصيني) إنه من المهم أن تستخدم الصين نفوذها على روسيا" مشيرا الى ان "الأمر يتعلق بضرورة احترام مبادئ ميثاق الأمم المتحدة التي نلتزم بها جميعا، وهبمبادىء مثل السيادة ووحدة الأراضي والتي تعتبر مهمة أيضا بالنسبة للصين".