روسيا تعزز تحالفها مع إيران دون أن تخسر أصدقاءها السعوديين
طهران - يصل أمين عام مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف طهران اليوم الأربعاء لإجراء مشاورات مع المسؤولين الإيرانيين بشأن المسائل الأمنية فيما يواجه البلدان حملة من الضغوط والعقوبات الغربية فرضت عليهما مزيدا من التقارب لمواجهتها في حين يسعى الروس لطمأنة الجانب السعودي.
ونقلت وكالة تاس للأنباء الروسية عن المكتب الإعلامي لمجلس الأمن الروسي قوله "في طهران، سيعقد باتروشيف مشاورات أمنية روسية إيرانية مقررة بمشاركة خبراء في مجلس الأمن وممثلين من وزارات وأجهزة البلدين".
ومنذ اجتياح روسيا لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير الماضي وما تلتها من عقوبات طالت موسكو عمد المسؤولون الروس لتعزيز العلاقات مع الجانب الإيراني الذي يواجه بدوره عقوبات غربية مشددة على خلفية الملف النووي وكذلك تهديد امن المنطقة من خلال تزويد الميليشيات بالسلاح.
وتأتي زيارة أمين عام مجلس الأمن الروسي كذلك بعدما شدد الاتحاد الأوروبي من عقوباته على إيران بعد أن اتهمها بتزويد روسيا بطائرات مسيرة انتحارية لدعم غزو أوكرانيا حيث ينظر الغرب بكثير من القلق لحجم التقارب الروسي الإيراني.
وفي مطلع الأسبوع، أقرت طهران لأول مرة بأنها أرسلت "عددا صغيرا" من الطائرات المسيرة إلى موسكو، لكنها قالت إنها شحنت قبل بدء الحرب بينما نفى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أن تكون بلاده قد زودت روسيا بصواريخ معتبرا الاتهامات "باطلة تماما".
وتقول كييف والغرب إن روسيا استخدمت الطائرات المسيرة الإيرانية لاستهداف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا في سلسلة من الهجمات على مدى الأسابيع الماضية أجبرت أوكرانيا على تطبيق قطع متناوب للتيار الكهربائي في المدن الكبيرة ومنها كييف للحفاظ على الطاقة.
ويرى مراقبون ان روسيا التي تسعى لمواجهة حملة تشنها الولايات المتحدة لفرض العزلة الدولية عليها قررت تدعيم التقارب على كل المستويات مع إيران ليصل الى تحالف يهدف الى تخفيف الضغوط وبالتالي كسر العزلة الغربية.
ويشمل هذا التحالف الجانب العسكري حيث تدعمت العلاقات العسكرية الايرانية الروسية في المدة الاخيرة من خلال تطوير التعاون وتبادل الخبرات وبيع التكنولوجيا المتطورة.
وفي المقابل لا تريد موسكو ان تثير من خلال هذا التقارب والتحركات مخاوف دول خليجية مثل المملكة العربية السعودية حيث أعلنت روسيا الثلاثاء القيام بوساطة بين السعودية وإيران إذا أراد البلدان ذلك.
وقال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى منطقة الشرق الأوسط ودول إفريقيا، ميخائيل بوغدانوف في تصريحات نقلتها وكالة أنباء "تاس" وصف المسؤول الروسي السعوديين والإيرانيين بالأصدقاء.
وأشار المسؤول الروسي ان بلاده على تواصل مع الجانبين لحل جميع سوء الفهم والتناقضات في إطار حوار بناء على طاولة المفاوضات حيث تمسك موسكو بالعصا من الوسط كي لا تخسر أيا من الطرفين في مواجهة الضغوط الغربية.
ولا تريد روسيا ان تخسر في إطار دعم تحالفها مع إيران الجانب السعودي الذي تعرف علاقاته مع ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن توترا كبيرا بسبب قرار اوبك + بتاييد من الرياض خفض إنتاج النفط بنحو 2 مليون برميل يوميا للحفاظ على توازن السوق.
واتهم وزير الخارجية الروسي يرغي لافروف وسائل إعلام غربية بإطلاق حملة قد تؤدي إلى تصعيد الوضع في منطقة الخليج فيما أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشخصية وسياسة ولي العهد الامير محمد بن سلمان.
وتشعر الدوائر الاميركية والغربية بخطر اختراق روسيا والصين لمنطقة الخليج حيث تعتبر هذه المنطقة ساحة نفوذ تاريخية لواشنطن فيما يحمل الجمهوريين ادارة الرئيس بايدن مسؤولية الإخفاق في كسب ثقة الدول الخليجية.