'بيت عمر' يصادق البيئة في قرية لبنانية
بيروت - في قرية بسكنتا بقضاء المتن، حول المهندس نزار حداد حلمه إلى حقيقة من خلال بناء منزل صديق للبيئة يحقق هدف الاكتفاء الذاتي ويعكس رؤيته لما يجب أن تبدو عليه العمارة البيئية.
ونظرا للمشاكل الكثيرة المرتبطة باتجاهات البناء والمنازل السائدة حاليا، والتي تلوث البيئة بشدة وتحتاج إلى التدفئة والتبريد والكهرباء، أراد حداد توفير البديل ورفع مستوى الوعي بالعمارة الصديقة للبيئة.
يتميز منزله، الذي يُطلق عليه "بيت العمر"، بجدران من الطوب اللبن الطبيعي بنسبة 100 في المئة مع قوارير زجاجية معاد تدويرها بالداخل للإضاءة، بالإضافة إلى جدران مصنوعة من الإطارات المستعملة المحشوة بالرمل.
وقال "هلق عم نعمل بشي اسمه حجر الطوب.. عم نعمل حيط داخلي فالفكرة هي العمار تبعه بيشبه كتير اللبن بس كله معمول من تراب طبيعي موجود بالأرض".
وأضاف "قررت أعمله بمرحلة من المراحل بحياتي إللي هي صوب (حوالي) 2015-2016 أعمل نموذج أولي لما أعتقد أنه الصيغة النهائية (بالإنجليزية) تبع شو معقول (لما ينبغي أن) تكون (عليه) الهندسة البيئية بنظري إللي هي مفروض تكون الهندسة البديلة لنوع الهندسة المعتمدة اليوم وين ما كان".
قام حداد بصنع الطوب اللبن، ووضعه واحدة تلو الأخرى بالطابق الثاني الذي لا يزال قيد الإنشاء.
ويحتوي المنزل أيضا على غرفة زجاجية "لها دور مهم في تبريد وتدفئة المنزل"، وتسمح لحداد بزراعة الفاكهة الغريبة التي لا تزرع عادة في البلاد نظرا للمناخ الدافئ الذي توفره على مدار السنة.
توجد مشكلة بالهندسة اليوم.. ملوثة للبيئة كثيرا
وتحدث عن المشاكل البيئية في الهندسة وطرز البناء الحالية وقال "في مشكلة بالهندسة اليوم.. كتير ملوثة للبيئة البناء (بالإنكليزية) من أوله لآخره مش صديق للبيئة يلوث الماي والهوا هيدي أول شغلة. تاني شغلة هو مش كفؤ.. العمار إللي عم يعتمد اليوم عايز على طول تدفئة وتبريد وكهربا من الدولة وهالقصص، في اعتماد كتير عالي".
بمساعدة العمال والمتطوعين، استغرق الأمر من حداد ما يقرب من 4 سنوات لبناء المنزل.
ويقول "بهيدي الطريقة وفرت وكنت صديق للبيئة لأنك نضفت البيئة من هيدي القناني إللي عم تنكب بالمكبات... طين إللي هو مواد عنده مميزات كتيرة بتسحب الرطوبة من البيت وباظبط الصوت وبخزن وبعدل الحرارة بالبيت".
على النقيض من معظم اللبنانيين، لا يحتاج حداد للاستعانة بمصادر خارجية للكهرباء والمياه، حيث يتم تغذية المنزل من خلال نظام تجميع مياه الأمطار والألواح الشمسية على السطح لتوفير الكهرباء.