هل تعيد 'دبلوماسية الزلازل' الدفء للعلاقات اللبنانية السورية

الرئيس السوري يستقبل وفدا لبنانيا يضم عددا من الوزراء والمسؤولين يترأسهم وزير الخارجية في زيارة هي الأولى لوفد رسمي تأتي للتعبير عن دعم لبنان لسوريا في محنتها على إثر الزلزال المدمر.
وفد لبناني يعرض على الأسد فتح المطارات والموانئ للمساعدات الدولية لسوريا
الوفد اللبناني يناقش مع الأسد تنسيق جهود أعمال الإغاثة
لبنان لم يقطع الاتصالات مع دمشق خاصة الأمنية بسبب الارتباط الحدودي

دمشق/بيروت - حرك الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وخلف آلاف القتلى والجرحى الجمود الذي أصاب العلاقات اللبنانية السورية على مدى أكثر من عقد وفتح الباب على ما يبدو لاستئناف العلاقات الدبلوماسية أو التمهيد لاستئنافها.

ولم ينقطع التواصل بين البلدين خاصة في ما يتعلق بالشؤون الأمنية بحكم الارتباط الحدودي والاجتماعي، لكن الوضع لم يرق أبدا لمستوى أرفع من ذلك، وسط انقسامات في لبنان حول إعادة تطبيع العلاقات.

وقد استقبل الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الأربعاء وفدا وزاريا لبنانيا برئاسة وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، في أول زيارة ولقاء من نوعهما منذ اندلاع النزاع السوري في العام 2011.

وبحسب بيان نشرته الرئاسة السورية على صفحاتها الرسمية بمنصات التواصل الاجتماعي، "نقل أعضاء الوفد للرئيس الأسد تعازي وتضامن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي وجميع أعضاء الحكومة مع سوريا إثر الزلزال الذي تعرضت له".

وبحسب المصدر ذاته أكد الوفد، أن "الزيارة تأتي لتقديم واجب العزاء وواجب المساعدة لأنّ اللبنانيين يعتبرون أنفسهم شركاء بالحزن لما حصل وعليهم الوقوف مع الشعب السوري في هذه المحنة".

وتحدث الوفد اللبناني الذي ضم كذلك وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية ووزير الشؤون الاجتماعية والعمل هكتور حجار ووزير الزراعة عباس الحاج حسن ورئيس الهيئة العليا للإغاثة والأمين العام لوزارة الخارجية والمغتربين ومدير قسم الشؤون العربية في وزارة الخارجية والمغتربين، عن حزمة الإجراءات والقرارات التي اتخذتها حكومة نجيب ميقاتي من أجل تقديم الدعم لسوريا والتنسيق المؤسسات السورية التي تعمل على الأرض للإنقاذ والإغاثة.

وأشار الوفد كذلك إلى أن لبنان مستعد لفتح المطارات والموانئ لاستقبال المساعدات التي ترد إلى سورية من أيّ دولة أو جهة.

وذكرت الرئاسة السورية أن الأسد شكر الوفد اللبناني على الإجراءات العملية التي اتخذتها حكومة تصريف الأعمال من أجل تقديم وتسهيل وصول المساعدات إلى سوريا والتي تحقق آثارا فعلية على الأرض وتترك أثرا معنويا لدى الشعب السوري.

وشدد الرئيس السوري على أهمية التعاون بين البلدين في جميع المجالات بما توفر لديهما من إمكانات وبما يخدم المصالح المشتركة.

ومنذ أن ضربت الزلازل جنوب تركيا وشمال سوريا فجر يوم الاثنين، أطلقت السلطات اللبنانية وجمعيات أهلية ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حملات تضامن وتعاطف مع البلدين المنكوبين.

وبالرغم من الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعيشها اللبنانيون منذ عام 2019، إلا أن الكثير منهم تضامنوا واقعيا وافتراضيا مع تركيا وسوريا ووضعوا محل صورهم الشخصية على مواقع التواصل صورا تحمل شعارات "بالسلامة" في إشارة للتضامن مع ضحايا الزلزال.

وأعلن وزير البيئة اللبناني ناصر ياسين الاثنين، أن بلاده أرسلت فريقا من 72 شخصا من الجيش والدفاع المدني وفوج إطفاء بيروت والصليب الأحمر إلى تركيا للمشاركة في جهود البحث والإنقاذ.

وأطلقت جمعيات أهلية لبنانية حملات تعاطف وتضامن مع الشعبين التركي والسوري وأرسلت فرق إغاثة إلى المناطق المتضررة بالتنسيق مع السفارة التركية في بيروت.

وأكد نائب رئيس جمعية الوعي والمواساة اللبنانية (أهلية) عماد سعيد "وقوفهم إلى جانب أهالي الضحايا في تركيا لتخطي الأزمة الإنسانية الكبيرة التي أصابتهم جراء الزلزال".

وبالتعاون مع جمعية وقف القدس للرعاية والتنمية، أطلقت هيئة علماء المسلمين في لبنان حملة عاجلة لدعم المتضررين من الزلزال في تركيا وسوريا.