
الرئيس الصيني يؤدي زيارة لإيران لتعزيز مسار التقارب
بكين - من المنتظر أن يقوم الرئيس الصيني شي جينبينغ بزيارة دولة إلى إيران، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الصينية الخميس في ختام زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي للصين التي استمرت ثلاثة أيام وذلك في خضم تقارب هام بين البلدين الذين يواجهان ضغوطا أميركية كبيرة.
وقال بيان مشترك أن شي جينبينغ "قبل بكل سرور دعوة" نظيره الإيراني، لكن لم يُذكر موعد الزيارة. وستكون هذه الزيارة الأولى للرئيس الصيني في إيران منذ العام 2016 ما يكشف حجم التقارب بين البلدين في الآونة الأخيرة في إطار تلاقي المصالح ومواجهة العداء الاميركي المتصاعد ومحاولات الاحتواء.
وتربط بكين وطهران علاقات اقتصادية قوية، ووقعتا في العام 2021 "اتفاقية للتعاون الاستراتيجي" مدتها 25 عامًا.
وتمارس دول غربية ضغوطًا على الدولتين بسبب مواقفهما حيال غزو روسيا لأوكرانيا فيما تخضع إيران العقوبات أميركية صارمة على خلفية برنامجها النووي وكذلك بسبب قمع الاحتجاجات الداخلية وتزويد روسيا بالطائرات المسيرة.
وألقى بيان الخميس باللوم على واشنطن في التوترات الحالية ودعا إلى رفع العقوبات، قائلا إن "ضمان المكاسب الاقتصادية لإيران" هو "جزء مهم" من الاتفاق النووي لعام 2015.
ودعا الزعيمان في البيان إلى تطبيق اتفاق إيران النووي المبرم في 2015 المعروف بخطة العمل الشاملة المشتركة، الذي اتفقت طهران بموجبه مع عدة دول منها الولايات المتحدة على تقييد برنامجها للأسلحة النووية مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية.
لكن في 2018 انسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق وأعاد فرض العقوبات الأميركية على إيران.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في 2021 إن واشنطن ستعود إلى الاتفاق إذا عادت طهران إلى الالتزام به، لكن المحادثات تعثرت.
وقال شي ورئيسي "يتعين رفع كافة العقوبات ذات الصلة بشكل كامل وبطريقة يمكن التحقق منها من أجل الدفع نحو التطبيق الكامل والفعال (للاتفاق)".
وأكد البلدان أن رفع العقوبات وضمان المنافع الاقتصادية لإيران عناصر مهمة في الاتفاق.
ويوم الثلاثاء أبلغ شي رئيسي أن بكين "ستشارك على نحو بناء" في المحادثات لاستئناف المفاوضات المتعلقة بتطبيق الاتفاق، وعبر في الوقت نفسه عن دعمه لإيران في الحفاظ على حقوقها ومصالحها.
وذكر الزعيمان في البيان أن "الصين تعارض بشدة تدخل قوى خارجية في الشؤون الداخلية لإيران وتقويض أمنها واستقرارها".
ووضع الرئيسان أيضا عدة مبادرات تشمل تعزيز التجارة الإلكترونية والزراعة.

ويأتي إظهار التعاون على النقيض من غضب إيراني في ديسمبر/كانون الأول الماضي بسبب بيان أصدرته الصين ودول الخليج خلال زيارة لشي إلى المملكة العربية السعودية.
وناشد مجلس التعاون لدول الخليج العربية والصين إيران بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبالحل السلمي لقضية الثلاث جزر التي تحكمها إيران التي تقول الإمارات العربية المتحدة إنها جزء من أراضيها.
واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير الصيني ردا على ذلك وعبرت عن "استيائها الشديد" من البيان.
وتنظر إيران بكثير من القلق من التعاون والشراكة بين الرياض والصين حيث تعتبر ذلك محاولة من السعودية لسحب حلفائها التقليديين والتأثير عليهم في العديد من الملفات عبر منح مزايا اقتصادية.
وأدى الرئيس الصيني زيارة إلى الرياض في ديسمبر/كانون الأول الماضي التقى خلالها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان تم التاكيد فيها على ضرورة العمل على تعزيز التعاون الثنائي في عدة مجالات وتاسيس شراكة اقتصادية ودفاعية واسعة.
وأثار هذا التقارب قلق ومخاوف ايران وكذلك الولايات المتحدة التي سعت مرارا الى احتواء النفوذ الصيني في العالم.