هجمات الحوثيين على قطاع النفط تستنزف الاقتصاد اليمني
صنعاء - أعلنت الحكومة اليمنية الثلاثاء عن خسائر مادية كبيرة بسبب الانتهاكات التي يرتكبها الحوثيون خاصة استهداف قطاع النفط وذلك خدمة للمصالح الإيرانية في المنطقة فيما بات الشعب اليمني الذي تعاني فئات كبيرة منه خاصة الأطفال الجوع وسوء التغذية اكبر ضحية لهذه الجرائم التي تستهدف الاقتصاد.
وقالت الحكومة أن اقتصاد البلاد تكبد خسائر بنحو مليار دولار جراء هجمات شنها الحوثيون مؤخرا على موانئ نفطية ما تسبب بتوقف تصدير النفط في البلاد عبر البحر الأحمر.
وقال رئيس الحكومة معين عبدالملك، خلال الجلسة الرئيسية لأعمال اليوم الثاني للقمة العالمية للحكومات المنعقدة في دبي "أن مخزون قدرة اليمن على الصمود يستنزف، حيث انكمش الاقتصاد الوطني إلى النصف (منذ بدء الحرب)".
وأضاف وفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).أنه "بسبب الهجمات الإرهابية الحوثية الأخيرة على المنشآت والموانئ النفطية، خسر اليمن حوالي 800 مليون إلى مليار دولار".
ولفت إلى أنه "كان سيحدث انهيار اقتصادي، لولا الإصلاحات التي نفذتها الحكومة، إضافة إلى تماسكها".
وأفاد بأن" الرواتب باتت في حدها الأدنى، والقدرة الشرائية تراجعت إلى مستويات قياسية، والتعليم والمستشفيات والموازنات التشغيلية وغيرها من القطاعات في وضع صعب (جراء تداعيات هجمات الحوثيين)".
القدرة الشرائية تراجعت إلى مستويات قياسية
وطالب عبدالملك المجتمع الدولي والمانحين "بضرورة مواصلة مساندة جهود الحكومة وفقا لأولويات مجلس القيادة الرئاسي للعمل، والتخلص التدريجي من تراكمات الحرب، وعودة اليمن وشعبه الصامد في وجه الحرب والأزمات المتعاقبة إلى الوضع الطبيعي".
وفي أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني الماضيين، شن الحوثيون هجمات على 3 موانئ نفطية هي "الضبة" و"النشيمة" و"قنا" في محافظتي حضرموت وشبوة شرقي اليمن، ما أدى إلى توقف تصدير النفط الذي تعتمد عليه الحكومة في صرف رواتب موظفيها وجلب العملة الصعبة.
وجاءت تلك الهجمات خدمة للمصالح الإيرانية وبعد ان تعرضت طهران لعقوبات مشددة بسبب التورط في قمع الاحتجاجات السلمية والتنصل من الالتزامات النووية وتزويد روسيا بالطائرات المسيرة لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا.
وهدد الحوثيون باستهداف ناقلات النفط في البحر الأحمر سواء عبر استهدافها بالصواريخ المضادة للسفن او الألغام البحرية وكذلك الزوارق المفخخة في محاولة لتخفيف الضغط على داعمتهم طهران.
وقام الحوثيون بتجارب على صواريخ مضادة للسفن تسلموها من الحرس الثوري الايراني وقاموا بالكشف عنها في عروضهم العسكرية.
ويعاني اليمن حربا بدأت عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وعدة محافظات نهاية 2014، بإسناد من قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي قتل في 2017 بمواجهات مع مسلحي الجماعة إثر انتهاء التحالف بينهما.
وازداد النزاع منذ مارس/آذار 2015، بعد أن تدخل تحالف عسكري عربي بقيادة السعودية لإسناد قوات الحكومة الشرعية في مواجهة جماعة الحوثي المدعومة من إيران.
وحتى نهاية 2021، أسفرت حرب اليمن عن مقتل 377 ألفا بشكل مباشر وغير مباشر، وفق الأمم المتحدة.
وأدت الحرب إلى خسارة اقتصاد البلاد 126 مليار دولار، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم، حيث يعتمد معظم السكان البالغ عددهم 30 مليونا على المساعدات.