وديعة سعودية للمركزي اليمني للمساعدة في كبح انهيار الريال

السعودية ستودع مليار دولار في البنك المركزي اليمني كما ستدعم تقديم خدمات مجانية للمرضى في 3 مستشفيات بالبلاد.
السعودية والإمارات تعهدتا بدعم اقتصاد اليمن بقيمة ثلاثة مليارات
اقتصاد اليمن تكبد خسائر بنحو مليار دولار جراء هجمات الحوثيين

الرياض -  قال مصدر سعودي إن المملكة ستودع مليار دولار في البنك المركزي اليمني اليوم الثلاثاء، فيما تعاني الحكومة اليمنية من أزمة اقتصادية خانقة فاقمها ضعف العملة وارتفاع أسعار الوقود والسلع الأولية، إثر تكبد اقتصاد البلاد خسائر بنحو مليار دولار جراء هجمات شنها الحوثيون على موانئ نفطية أدت إلى توقف تصدير النفط.

وأوضح المصدر أنه من المتوقع صدور إعلان رسمي في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء في ختام مؤتمر إنساني رئيسي يستضيفه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في الرياض.

وتقود السعودية تحالفا عسكريا داعما للشرعية في اليمن يخوض قتالا مع جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران منذ 2015 بعدما أطاحت الجماعة بالحكومة المدعومة من الرياض من العاصمة صنعاء.

ودخل الصراع حالة من الجمود إذ توقف القتال إلى حد كبير، لكن الطرفين فشلا في تجديد هدنة توسطت فيها الأمم المتحدة وانتهت في أكتوبر/تشرين الأول.

ولم يتضح إذا كان المبلغ جزءا من حزمة دعم معلنة بالفعل بقيمة ثلاثة مليارات دولار تعهدت بها السعودية والإمارات في مايو/أيار الماضي لدعم اقتصاد اليمن.

وشهدت الحكومة المعترف بها دوليا والمتمركزة في جنوب اليمن تدهور أوضاعها المالية العامة بعدما شنت جماعة الحوثي سلسلة من الهجمات على موانئ هناك تسببت في عرقلة صادرات النفط، وهي مصدر رئيسي للإيرادات.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني وقع صندوق النقد العربي اتفاقا بقيمة مليار دولار لدعم برنامج الإصلاح الاقتصادي اليمني.

وتسبب الصراع في مقتل عشرات الآلاف واضطرار 80 في المئة من السكان البالغ عددهم 30 مليونا إلى الاعتماد على المساعدات ودفع الملايين إلى براثن الجوع، فيما يحتاج آلاف من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين إلى علاج طبي عاجل غير متوافر في البلد الذي تعرّضت بنيته التحتية للتدمير.  

ورفعت الحكومة المتمركزة في عدن الشهر الماضي سعر صرف الدولار المستخدم لحساب الرسوم الجمركية على السلع غير الأساسية 50 في المئة مع نقص الدولار، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار لأعلى مستوياتها، بينما قال متعاملون إن الدولار بلغ اليوم الثلاثاء 1225 ريالا يمنيا في السوق السوداء بعدن.

ولدى اليمن بنكان مركزيان متنافسان ولجأت الحكومة إلى طباعة النقود لتوفير تمويل من أجل تغطية العجز، لكن في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، حيث يحظر تداول النقود المطبوعة حديثا، وصل سعر صرف الدولار إلى 600 ريال يمني.
وقال وزير الصحة اليمني قاسم بحيبح اليوم الثلاثاء إن السعودية تدعم تقديم خدمات مجانية للمرضى في 3 مستشفيات بالبلاد، بينما تستمر جهود إيصال الخدمات ذاتها إلى 6 مستشفيات أخرى وذلك خلال لقائه بممثلين عن مجموعة السعد للتنمية والاستثمار (سعودية) المشغلة لمستشفيات يمنية، على هامش منتدى الرياض الدولي الإنساني الثالث الذي ينظمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وهذه المستشفيات هي "السلام في صعدة (شمال) ومستشفى عدن العام في العاصمة المؤقتة (جنوب) والمستشفى السعودي في حجة (غرب)" وفق بحيبح.
وأشار الوزير اليمني إلى أن "هناك 6 مستشفيات أخرى جارٍ العمل عليها موزعة على محافظات المهرة وحضرموت (جنوب شرق) ولحج وأبين (جنوب) وتعز (جنوب غرب)".
وكان رئيس الحكومة معين عبدالملك قد قال مؤخرا إن "مخزون قدرة اليمن على الصمود يستنزف، حيث انكمش الاقتصاد الوطني إلى النصف بسبب الهجمات الإرهابية الحوثية الأخيرة على المنشآت والموانئ النفطية"، مضيفا أنه "كان سيحدث انهيار اقتصادي، لولا الإصلاحات التي نفذتها الحكومة، إضافة إلى تماسكها".
وأفاد بأن" الرواتب باتت في حدها الأدنى والقدرة الشرائية تراجعت إلى مستويات قياسية والتعليم والمستشفيات والموازنات التشغيلية وغيرها من القطاعات في وضع صعب جراء تداعيات هجمات الحوثيين".

 ويعاني اليمن حربا بدأت عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وعدة محافظات نهاية 2014، بإسناد من قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي قتل في 2017 بمواجهات مع مسلحي الجماعة إثر انتهاء التحالف بينهما.
وازداد النزاع حدة منذ مارس/آذار 2015، بعد أن تدخل تحالف عسكري عربي بقيادة السعودية لإسناد قوات الحكومة الشرعية في مواجهة جماعة الحوثي المدعومة من إيران.