غوتيريش في أول زيارة للعراق منذ 6 سنوات
بغداد - أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ثقته في قدرة العراق على التغلب على التحديات التي يواجهها وذلك خلال يؤديها الأربعاء إلى بغداد هي الأولى منذ ستّ سنوات، يلتقي خلالها الرئاسات الثلاث في البلاد، ويؤكد على "التضامن" مع العراقيين والدعم "لمؤسسات ديمقراطية متينة" مع التهديدات التي تطالها خاصة بسبب التدخلات الايرانية.
وقال غوتيرش الذي تأتي زيارته تزامناً مع مرور عشرين عاماً على سقوط نظام صدام حسين على يد تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة في آذار/مارس من العام 2003 "نثق بأن العراقيين سيتمكنون من التغلب على التحديات والصعوبات التي يواجهونها". مضيفا "إذا سمحت الفرصة، سأقابل النازحين العراقيين في إقليم كردستان العراق".
وأشار في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أنه زار الجالية العراقية في سوريا (سابقا) وشاهد "الظروف التي تسهّل لهم العودة للعراق"، وفي هذا المجال، رحّب بـ"جهود الحكومة العراقية بتسهيل عودة النازحين من الخارج".
وتثير التدخلات الايرانية في الشان السياسي العراقي مخاوف المجتمع الدولي والقوى الغربية والخليجية التي ترى بان العراق بات حديقة خلفية لطهران بسبب اللعاقة بين السلطات الايرانية وقوى سياسية مهيمنة على السلطة في بغداد.
من جهته، قال فؤاد حسين إن "العلاقات بين العراق ويونامي (بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق) قوية، وبالنتيجة العلاقات بين العراق والمنظمة تفاعلية".
وأشاد بدور "انطونيو غوتيريش لدعمه للعراق في مختلف المراحل، سواء كانت المسيرة السياسية العراقية أو المسيرة الديمقراطية" معربا عن تطلعه لـ"إجراء لقاءات ومباحثات مكثفة معه حول تطورات الوضع السياسي في العراق والمنطقة والوضع العالمي".
وأشار إلى وجود "تحديات كبيرة سواء وطنية أو إقليمية وعالمية"، مؤكدًا على أهمية "تبادل وجهات النظر ودعم غوتيريش لهذه التحديات".
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال المتحدث باسم الخارجية العراقية أحمد الصحاف لوكالة الأنباء العراقية "واع"، إن الزيارة "تأتي في سياق دعم جهود الحكومة العراقية على الصعد كافة، وهي تعبير عن الدور المتوازن الذي يلعبه العراق وبما يعزز الأمن والسلم الدوليين".
وأضاف أن "الزيارة تؤكد انفتاح السياسة الخارجية للعراق، ودورها المحوري في مجمل قضايا المنطقة والعالم".
وأعلن غوتيريش خلال مؤتمر صحافي من مطار بغداد ليل الثلاثاء اثر وصوله مباشرة أنّ "هذه زيارة تضامن. مع الشعب والمؤسّسات الديمقراطية في العراق، وتضامن معناه أنّ الأمم المتّحدة ملتزمة تماماً دعم توطيد مؤسّسات البلاد".
وأعرب في تصريحه كذلك عن "ثقته بأنّ العراقيين سيتمكّنون من تجاوز الصعوبات والتحدّيات التي يواجهونها بفضل حوار مفتوح وشامل"، معبراً عن "إعجابه" بالشعب العراقي.
وإذ أكّد دعمه للجهود التي تبذلها الحكومة العراقية لإعادة مواطنيها الذين غادروا البلاد، أعرب عن أمله في أن يكون للعراق "مستقبل سلام وازدهار مع مؤسسات ديمقراطية متينة".
والتقى غوتيريش مع الرئيس العراقي عبداللطيف جمال رشيد مؤكدا أن بلاده تأمل بالتعاون مع الأمم المتحدة في حسم ملف النازحين والمهجرين وفق بيان لرئاسة الجمهورية العراقية.
وشدد على أن" البرنامج الحكومي الطموح يشمل ترسيخ الأمن والاستقرار، وكبح الفساد وإعادة إعمار البنى التحتية وتقديم أفضل الخدمات الضرورية للعراقيين، وخلق فرص استثمارية جيدة لتشغيل المعامل والمصانع وإيجاد فرص عمل جديدة".
وقال ان "هناك جهودا مستمرة لإدامة الحوار بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية، من أجل التفاهم ووضع الحلول الناجعة، وكذلك العمل على الاتفاق لإقرار قانون النفط والغاز".
من جانبه قال امين عام الامم المتحدة "لمسنا أن هناك حالة من الاستقرار الأمني في البلاد والجهود لتخفيف معاناة النازحين" ، مؤكدا أن الأمم المتحدة تقف إلى جانب العراق وتدعم كل المساعي والجهود لحماية أمنه واستقراره .
واكد التزام المنظمة الدولية بتقديم الدعم للنازحين وإنهاء معاناتهم الإنسانية ، معبرا عن سعادته بمشاركة العراق في مؤتمر المياه في نيويورك وأن الظروف في العراق قد تغيرت الآن نحو الأفضل.
وفتح الغزو الأميركي للعراق في 20 آذار/مارس 2003 وسقوط نظام صدام حسين واحدةً من الصفحات الأكثر دمويةً في تاريخ العراق، من محطاتها اقتتال طائفي عنيف وصعود لجهاديي تنظيم الدولة الإسلامية.
وشهد البلد الذي يتمتع بثروة نفطية هائلة، في العام 2019 موجة من الاحتجاجات غير المسبوقة المنددة باختلالات النظام السياسي والبطالة بين الشباب وهيمنة فصائل مسلحة والفساد المزمن وتهالك البنى التحتية بعد عقود من النزاعات.
ومن المقرر أن يلتقي غوتيريش في وقت لاحق الأربعاء بممثّلين عن منظّمات تدافع عن حقوق المرأة والشباب، وفق بيان للمتحدث باسم الأمم المتحدة.
ويزور الخميس مخيّماً للنازحين في شمال العراق، قبل أن يتوجّه إلى أربيل حيث سيلتقي ممثّلين عن حكومة إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي. وتعود آخر زيارة لغوتيريش إلى العراق إلى ربيع 2017.
ومن العراق يتوجّه إلى قطر للمشاركة خصوصاً في قمّة أقلّ البلدان نمواً.