السيسي يلتقي وفدا روسيا لدفع علاقات التعاون بين البلدين

مباحثات حول تطورات الاستثمارات الروسية والمشروعات المشتركة في مصر وما يتعلق بإنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية.
حرص مشترك بن مصر وروسيا على تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين

القاهرة - التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم الأحد في القاهرة وفدا روسيا رفيع المستوى يضم ميخائيل بوغدانوف الممثل الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فيما يأتي هذا اللقاء في إطار مساعي موسكو لتعزيز نفوذها بالمنطقة مستغلة أزمات بلدانها وفي صدارتها الأزمة الغذائية وحاجتها الملحّة إلى القمح.

وأفادت الرئاسة المصرية بأن اللقاء الذي حضره رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي تركّز على التباحث حول "تطورات الاستثمارات الروسية والمشروعات المشتركة في مصر وما يتعلق بإنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية"، كما تطرق الجانبان إلى مشروع إقامة المنطقة الصناعية الروسية بالمنطقة الاقتصادية بقناة السويس.

ويعاني الاقتصاد المصري من تداعيات سنوات ماضية من الأزمات السياسية والهزات الأمنية، تلتها جائحة كوفيد وفاقمتها تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية، بما أن طرفي النزاع هما البلدان الأساسيان اللذان كانت مصر تستورد منهما القمح، كما أنهما كانا مصدرا أساسيا للسياح الذين يزورون بلاد النيل.

وبحسب البيان فقد تم خلال اللقاء بحث العلاقات الاقتصادية المصرية الروسية التي يدعمها الإطار العام للشراكة الإستراتيجية بين البلدين بالتزامن مع اللجنة المشتركة المنعقدة بالقاهرة.

وقال المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية إن اللقاء "شهد تأكيد الحرص المتبادل بين الجانبين على مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات والاعتزاز بالعلاقات الثنائية الوثيقة والصداقة التاريخية بين الشعبين المصري والروسي".

ويأتي هذا اللقاء بعد أيام من محادثة هاتفية جمعت الرئيس المصري بنظيره الروسي وتطرقا خلالها إلى سبل التغلب على الأزمة الغذائية وأكد الرئيسان، بحسب بيان للرئاسة المصرية، على "أهمية تعزيز الأمن الغذائي خاصة للدول المتضررة في أفريقيا التي تأثرت دولها أكثر من غيرها".

وكان وزير الصناعة والتجارة الروسي، دينيس مانتوروف، قد صرح مؤخرا بأن أشغال بناء محطة الضبعة للطاقة النووية في مصر والتي تنجزها "روساتوم" الروسية تسجل تقدّما رغم تطورات الحرب الروسية الأوكرانية.

وكانت مصر وروسيا قد وقعتا، في العام 2015 اتفاقية تعاون مشترك لإنجاز هذا المشروع وحصلت القاهرة على قرض روسي بقيمة 25 مليار دولار لبناء المحطة، فيما وقّع الرئيسان الروسي والمصري في العام 2017 العقود النهائية للانطلاق الفعلي في الأشغار خلال زيارة قام بها بوتين إلى القاهرة.

وتأتي مصر في طليعة مستوردي القمح في العالم وهي ثاني زبائن روسيا، لكن الحرب الروسية الأوكرانية تسببت في أزمة تزوّد، ما سلّط أعباء مالية كبرى على الخزينة المصرية بسبب الارتفاع الكبير في أسعاره، في وقت يشهد فيه الجنيه انهيارا أمام الدولار وباتت الدولة غير قادرة على مجاراة الوضع.

وتكثّف موسكو من مساعيها لمواجهة العقوبات الغربية مستغلة الأزمة الغذائية لتعزيز نفوذها في أفريقيا، فيما تشير التقديرات إلى أن نحو 346 مليون شخص في المنطقة صاروا مهددين بالمجاعة.

ويؤكد المسؤولون الروس في زياراتهم إلى أفريقيا أن واشنطن تعمل على فرض نظام أحادي يستند إلى الهيمنة على العالم، مشيرين إلى أن العقوبات التي استهدفت بلدهم تعرقل علاقات موسكو مع الدول الأفريقية.