قتلى وجرحى في قصف مدفعي وجوي مكثف في الخرطوم
الخرطوم - سقط عدد من القتلى المدنيين في منطقة قندهار التي تقع على هوامش مدينة أم درمان غرب العاصمة الخرطوم في قصف جوي ومدفعي مكثف، وفق مقطع فيديو نشرته قوات الدعم السريع على حسابها بفيسبوك نقلت خلاله شهادات سكان المنطقة تؤكد أن القصف الذي طال منطقتهم لم تكن فيه قوات الدعم.
وتعرضت أجزاء من العاصمة السودانية لقصف مدفعي وجوي اليوم الأحد مع غياب أي دلائل على استعداد أي من الفصيلين العسكريين المتحاربين للتراجع عن موقفه في صراع أودى بحياة المئات رغم محادثات وقف إطلاق النار في السعودية.
في بيان لاحق قالت قوات الدعم السريع إن ما وصفتها بـ"القوات الانقلابية وفلول النظام البائد المتطرفة" هاجمت الأحد بالمدافع الثقيلة والدبابات عددا من الأحياء السكنية في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور مما تسبب في مقتل 20 شخصا وإصابة العشرات، مضيفة أن "القصف المدفعي العشوائي تسبب في تدمير عدد من المنشآت من بينها مسجد بحي الزريبة غرب حي النسيم في وسط مدينة الجنينة".
ويتذرع الجيش لتبرير قصف مناطق بسلاح الجو بأنه يقو بضرب مواقع قوات الدعم السريع التي يصفها بـ"المتمردة" منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي بعدما كان قائدها محمد حمدان دقلو ولا يزال نائبا لقائد رئيس مجلس السيادة والذي يرأسه عبدالفتاح البرهان قائد الجيش.
وتركز الصراع منذ بدء القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية قبل شهر في الخرطوم ومدينتي بحري وأم درمان، الواقعتين قبالتها على الجانب الآخر من فرعي النيل الأبيض والأزرق، بالإضافة إلى إقليم دارفور في غرب البلاد.
وذكر مراسل من رويترز وشهود أن قذائف مدفعية سقطت على مدينة بحري وتعرضت أم درمان لغارات جوية في وقت مبكر اليوم الأحد. وأفادت قناة العربية التلفزيونية بوقوع اشتباكات كثيفة في وسط الخرطوم.
وقالت سلمى ياسين وهي مدرسة تعيش في أم درمان "وقعت غارات جوية مكثفة قريبا منا في منطقة صالحة هزت أبواب البيت".
عدد القتلى الذين سقطوا يومي الجمعة والسبت في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور في قصف مدفعي وجوي تجاوز 100 شخص بينهم إمام المسجد القديم بالمدينة
وأسفر القتال عن مقتل المئات ولجوء 200 ألف شخص إلى الدول المجاورة ونزوح 700 ألف آخرين داخل السودان، وهو ما تسبب في كارثة إنسانية ويهدد باستقطاب قوى خارجية إلى الصراع وزعزعة استقرار المنطقة.
وقالت هيئة محامي دارفور في بيان إن عدد القتلى الذين سقطوا يومي الجمعة والسبت في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، تجاوز 100 شخص بينهم إمام المسجد القديم بالمدينة.
وألقت المنظمة الحقوقية المحلية مسؤولية أعمال القتل والنهب والحرق في الجنينة، حيث قتل المئات في أعمال عنف الشهر الماضي، على هجمات شنتها جماعات مسلحة تستقل دراجات نارية، بينما نفت قوات الدعم السريع مسؤوليتها عن الاضطرابات.
وتقاسم قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، السلطة بعد انقلاب 2021 الذي أعقب انتفاضة 2019 التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير.
إلا أن الجنرالين اختلفا حول شروط وتوقيت الانتقال المزمع إلى الحكم المدني ولم يظهر أي منهما استعداده لتقديم تنازلات ويسيطر الجيش على القوات الجوية، فيما تنتشر قوات الدعم في عدة مناطق في الخرطوم.
وتواصل الولايات المتحدة والسعودية جهود وساطة في محادثات تجرى في جدة بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وقالت سلمى ياسين "لا نعرف إلى متى ستستمر هذه الحرب... البيت أصبح غير آمن وليس لدينا ما يكفي من المال للسفر خارج الخرطوم. لماذا ندفع ثمن حرب البرهان وحميدتي؟"
واتفق الجانبان يوم الخميس على إعلان مبادئ لحماية المدنيين وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، لكن القتال لم يهدأ رغم مناقشات تجري اليوم الأحد من المقرر أن تتناول آليات المراقبة والتنفيذ الخاصة بهذا الإعلان.