إيران تفاوض الإمارات والسعودية حول إنشاء مناطق حرة

متحدث الخارجية الإيرانية يؤكد أن بلاده طرحت مبادرة لانعقاد مجمع للحوار والتعاون بين دول المنطقة.
إيران وقعت مذكرة تفاهم مع سلطنة عمان وسوريا تتعلق بالتعاون في المناطق الحرة

طهران - تتفاوض طهران مع السعودية والإمارات لتعزيز التعاون المشترك بما يفضي إلى التوصل إلى اتفاق لإنشاء مناطق حرة، وفق ما أكده حجة الله عبدالملكي رئيس المجلس الأعلى للمناطق التجارية والصناعية والاقتصادية الخاصة في إيران، في وقت توجه فيه الجمهورية الإسلامية بوصلتها إلى الاستثمارات الخليجية في خضم مساعيها لإيجاد منافذ تنفّس من خلالها أزماتها المتراكمة الناجمة عن العقوبات الغربية.

وقال عبدالملكي "نعمل على تطوير مناطق حرة مشتركة مع الدول الأخرى خاصة مع دول الجوار والدول العربية والإسلامية"، وفق موقع "سبوتنيك" الروسي.

وكشف أن "طهران وقعت مذكرة تفاهم مع سلطنة عمان وسوريا تتعلّق بالتعاون في المناطق الحرة"، مضيفا أن "بلاده تتفاوض مع بغداد لإنشاء مناطق حرة مشتركة"، كما أكد "وجود مباحثات مع الإمارات والسعودية من أجل التعاون المشترك في المجال نفسه".

وأضاف "نحن مهتمون باستخدام منطقة لوتس الحرة والمنطقة الحرة في موسكو لنقل بضائعنا"، لافتا إلى أنه تم "التوصل إلى اتفاقيات أولية"، موضحا أن "وفدا إيرانيا سيزور قريبا موسكو للشروع في المفاوضات النهائية لتوقيع مذكرات تعاون بين البلدين"، وفق المصدر نفسه.

بدوره قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني خلال مؤتمره الأسبوعي اليوم الاثنين "نعتبر منطقة الخليج الفارسي ذات أهمية إستراتيجية ودول الخليج لهم مكانة خاصة في سياسة الجوار الإيرانية"، مشيرا إلى أن "الأمن موضوع جماعي يتم ضمانه من خلال آليات مشتركة ومشاركة دول المنطقة".

وتابع أن وزير الخارجية الإيراني حسين أميرعبد اللهيان جمعته خلال جولته الخليجية الأخيرة لقاءات بالعديد من المسؤولين وصفها بـ"الجيدة" وقال "طرحنا مبادرة لانعقاد مجمع للحوار والتعاون بين دول المنطقة بما يضمن أمن المنطقة".

وقال إن "التعاون متعدد الأطراف يسهل الأرضية للتنمية وضمان مصالح مختلف الدول"، موضحا أن "هدف طهران من هذه المبادرة ضمان السلم والاستقرار المستديمين في المنطقة والدول التي شملتها جولة عبد اللهيان رحبت بهذه الفكرة وسوف نعلن عن تفاصيلها".

وأجرى عبداللهيان خلال زيارته إلى أبوظبي الخميس مباحثات مع رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تطرقت إلى "العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعم التعاون والعمل المشترك بما يحقق مصالحهما المشتركة"، وفق وكالة الأنباء الإماراتية.

وفي سياق متصل قال كنعاني إن "علاقات إيران والسعودية عادت ونحن في مرحلة استئنافها بناء على إرادة قادة البلدين"، موضحا أن "هناك اتفاقا بين الجانبين لاستمرار التعاون في مختلف المجالات لاسيما الاقتصادية والاستثمار وعدم اقتصارها على المستوى السياسي".

ويشمل الاتفاق الذي أنهى 7 سنوات من القطيعة بين القوتين الإقليميتين تعزيز العلاقات ودفع التعاون في الاقتصاد والتجارة والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة، بينما أكدت الرياض استعدادها للانفتاح على الاستثمار في إيران.

وتعوّل طهران على مسار المصالحات الناجم عن المصالحة الدبلوماسية بين السعودية وإيران برعاية صينية لرفع العقوبات التي تكبِّل اقتصادها، بالإضافة إلى الإفراج عن الأموال الإيرانية العالقة في الخارج.