حميدتي يُعزز موقفه الدولي في أول جولة خارجية
أديس أبابا - حظي محمد حمدان دقلو 'حميدتي' قائد قوات الدعم السريع باستقبال رسمي خلال وصوله إلى أديس أبابا قادما من أوغندا، في أوّل جولة خارجية تقوده إلى عدد من الدول بهدف شرح تطورات الأوضاع في السودان، بالتزامن مع تأجّل لقائه مع قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان الذي كان مقررا اليوم الخميس إلى الشهر المقبل. وتؤشر الحفاوة بالبرهان على تعزيز موقفه الدولي، خاصة بعد أن أبدى استعداده الجدّي وتجاوب إيجابيا مع المبادارت التي تهدف إلى وقف الحرب الدموية.
وأفادت الدعم السريع في منشور على منصة 'إكس" تويتر سابقا بأن "حميدتي وصل صباح اليوم الخميس إلى أديس بابا وكان في استقباله بمطار بولي الدولي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأثيوبي ديمكني ميكونين وعدد من المسؤولين في الدولة حيث أجريت له مراسم استقبال رسمية".
وتابعت أن "قائد قوات الدعم السريع أجرى فور وصوله مباحثات رسمية مع نائب رئيس الوزراء الأثيوبي تناولت تطورات الأوضاع في السودان والجهود المبذولة لوقف الحرب واستعادة الأمن والاستقرار في البلاد"، مضيفة أن "حميدتي عبر عن شكره وامتنانه للحكومة والشعب الأثيوبي على تعاطفهم مع الشعب السوداني واستضافة الفارين من الحرب".
وأكد حميدتي أن "أثيوبيا ظلت على الدوام تقف إلى جانب الشعب السوداني بحكم الروابط التاريخيه التي تجمع شعبي البلدين".
بدوره "أعرب ميكونين عن ترحيبه بقائد قوات الدعم السريع في بلده الثاني أثيوبيا"، مشيرا إلى أن "أديس أبابا تتطلع إلى إنهاء الحرب في السودان وعودة الاستقرار إلى السودان".
وأوضحت قوات الدعم السريع أن زيارة حميدتي إلى إثيوبيا تأتي في إطار جولة تشمل عددا من الدول الشقيقة والصديقة لشرح الأوضاع في السودان.
بدورها أفادت وزارة الخارجية الإثيوبية عبر صفحتها على 'فيسبوك' بأن حميدتي وصل إلى العاصمة أديس أبابا دون الإشارة إلى مدة الزيارة وذكرت أن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية كان في استقباله.
وكان حميدتي قد التقى الأربعاء الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني وتمحورت المباحثات حول المبادرة التي طرحها قائد قوات الدعم السريع لإنهاء الحرب وتأسيس الدولة السودانية الجديدة وأكد موسفيني دعم بلاده لجهود إحلال السلام في السودان.
وقال مصدر قريب من قوات الدعم السريع أنه "بعد زيارة أوغندا وإثيوبيا يتوجه حميدتي إلى نيروبي العاصمة الكينية لمحاولة الحصول على تأييد الدول أعضاء إيغاد لموقفه، قبل الانتقال إلى جيبوتي للقاء الفريق البرهان".
وجدد حميدتي التزامه بمخرجات قمة الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) التي أفضت إلى اتفاق على أول لقاء مباشر بين الجنرالين المتحاربين، بعد أن تمكنت المنظمة من وضع حد لمناورات البرهان الذي أجهض باشتراطاته العديد من المفاوضات التي كانت تهدف إلى وقف الحرب الدموية.
ووافق قائد قوات الدعم السريع دون أي تردد على الجلوس على طاولة الحوار مع البرهان، مطالبا بأن يحضر بصفته كقائد للجيش وليس رئيسا لمجلس السيادة السوداني.
وطبع التذبذب مواقف البرهان الأخيرة حيال هذا الاتفاق الذي أنعش الآمال بإنهاء الأزمة السودانية، إذ تراجع قائد الجيش السوداني بعد يومين عن التعهّد الذي قطعه أمام قمة 'إيغاد' مشترطا "إقرار وقف دائم لإطلاق النار في السودان وخروج قوات الدعم السريع من الخرطوم قبل لقاء حميدتي"، فيما وُصف هذا الشرط بـ"التعجيزي". وهي ليست المرة الأولى التي ينقلب فيها على اتفاقاته مع أطراف قادت أو توسّت في مفاوضات لحلّ الأزمة السودانية.
وعجز البرهان عن الخروج من عزلته الدولية رغم جولاته الخارجية المكوكية التي أداها خلال الآونة الأخيرة إلى عدد من الدول ولم تفض إلى تحقيق أي نتائج ملموسة، بينما سحبت بعض الدول سفراءها من السودان إثر الاتهامات التي ألقاها جزافا عدد من الوزراء السودانيين ومن بينها تشاد والإمارات.
ويرى مراقبون أن البرهان يتظاهر في العلن بتأييده لمساعي إنهاء الصراع، لكنه يُبطن نوايا لإدامة الحرب، رغم الانتكاسات المتتالية للجيش السوداني وفقدانه السيطرة على أغلب مقراته الحيوية، مقابل تقدم قوات الدعم السريع في العديد من المناطق وآخرها مدينة ودّ مدني.
وبانتقال المعارك إلى ولاية الجزيرة، تنضم الأخيرة إلى 9 ولايات تشهد اشتباكات مستمرة، بينها العاصمة الخرطوم وولايات دارفور وكردفان من أصل 18 ولاية.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل/نيسان الماضي حربا بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خلّفت أكثر من 12 ألف قتيل وأكثر من 6 ملايين نازح ولاجئ، وكان الطرفان قد اتفقا في العديد من المناسبات على وقف إطلاق النار لكن لم يتم الالتزام به.