إبراهيم الحيدري يدرس 'سوسيولوجيا العنف والإرهاب'

الكاتب العراقي يتناول في كتابه قضية في غاية الأهمية وموضوع الساعة في العالم.

عن دار الساقي للنشر والتوزيع صدر كتاب جديد حمل عنوان: "سوسيولوجيا العنف والإرهاب" لمؤلفه الدكتور إبراهيم الحيدري، ويتناول الكاتب في كتابه قضية في غاية الأهمية وموضوع الساعة في العالم، ألا وهو الإرهاب وانتشاره في جميع أنحاء العالم، ويبحث خطورته وحساسيته وتعقيده ونتائجه الوخيمة على المجتمع والفرد، وذلك عبر دراسته من الناحيتين السوسيولوجية والسيكولوجية.

ويركز على الحركات الأصولية السلفية، وكذلك على جذور الفكر السلفي الجهادي. كما يبحث في أهم الحركات الإسلامية الأصولية المتطرفة، وعلى رأسها حركة الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة وتفرعاتها، وخاصةً تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، إضافةً إلى الأصوليات الدينية الأخرى، كاليهودية والمسيحية، وكذلك الحركات الثورية التي خرجت على السلطة في الإسلام كالخوارج والحشاشين وغيرهما.

الإرهاب ظاهرة عالمية قديمة جديدة عامة وشاملة، لكنه ظاهرة معقدة وخطيرة، بل هي أخطر وأعقد المشاكل التي تواجه البشرية، فالإرهاب لا يقتصر على دولة دون سواها، أو جنسية دون أخرى، فهو يُشكل اليوم خطرا عالميا وإنسانيا، بات يُهدد كل مظاهر الحياة والمجتمع والحضارة البشرية، إنه حرب على جوهر الحياة الذي هو سعادة الإنسان على هذه الأرض، لذلك تصبح مهمة محاربته وتتبع منابعه والقضاء عليه مهمة إنسانية، وعالمية يجب أن تتخذ جميع الإجراءات الممكنة لدرء أخطاره المتنامية.

يُشير إبراهيم الحيدري في كتابه "سوسيولوجيا العنف والإرهاب" إلى أن العقود الأخيرة اتسمت بعدد كبير من أعمال العنف والإرهاب التي اتسعت حتى شملت جميع المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وشكّلت تحديا جديا للأمن الوطني والبيئي والاجتماعي، وتحوّلت إلى أبرز علامات تهديد السلم العالمي، ومنذ ظهور الإنسان على الأرض واجهت البشرية ظاهرة العنف في المجتمع الإنساني، ولا تزال مستمرة حتى اليوم.

وكما يرى المؤلف أن أدوات العنف وأساليبه شهدت طفرة كبيرة، وبصورة خاصة بعد التطور التكنولوجي وثورة المعلومات والاتصالات التي جعلت من العالم قرية صغيرة.

والحل أن الخطوة الأولى للوقوف أمام العنف بشتى أشكاله وأنواعه تبدأ بوعينا بخطورة ثقافة العنف والتربة التي ينبت فيها ومحاربته بكل الطرق والوسائل، وأن نقد العنف والإرهاب ينبغي أن يرتبط بالحق والعدل والقانون وبمواصفات معيارية، وإذا كان لهذه العلاقة من غاية ووسيلة فالعدالة والأخلاق واحترام الآخر المختلف هو المعيار الوحيد الذي توزن به الغاية والوسيلة.

إن الاهتمام بالعنف ودراسته ومعرفة أسبابه ودوافعه ونتائجه على الفرد والمجتمع يأخذ اليوم مكانا واسعا في الوعي الجمعي والاجتماعي، وذلك بسبب تفاقم أعمال العنف والإرهاب والصراعات والحروب وقمع الأنظمة الشمولية وأساليبها التعسفية، وكذلك إرهاب الدول ومخاطر الأسلحة النووية والتلوث والتصحر والجفاف.

كل هذه الأمور تُثير الرعب والمخاوف وتؤدي إلى انهيار التوازن الاجتماعي والبيئي، بحيث أخذ الحديث عن العنف والإرهاب يتردد في البيوت والمنتديات العامة، وفي جميع وسائل الاتصال لما يفرزه من كوارث وآثار مادية ومعنوية وخيمة على الفرد والمجتمع، دون التوصل إلى دوافعه الحقيقية المعلنة والمسكوت عنها، وهي ثقافة العنف والجهل والفقر والاستبداد التي تستشري في الدول والأنظمة التي لا تريد رفع مستوى الوعي الاجتماعي والثقافي والسياسي في بلدانها.