السيسي يستكشف مع شي فرص الدعم الصيني
بكين - بحث الرئيس الصيني شي جينبينغ مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي في بكين الأربعاء العديد من الملفات الهامة في وقت تستضيف العاصمة الصينية عددا من القادة العرب في إطار منتدى تأمل بأن يعمّق العلاقات مع المنطقة حيث تسعى مصر لتعزيز تعاونها مع الجانب الصيني بعد نحو عام من الانضمام لمجموعة بريكس والذي فتح مزيدا من افاق الشراكة الاقتصادية بين البلدين فيما تواجه مصر العديد من التحديات المالية رغم الدعم الذي تلقته من جهات مانحة.
ويزور عدد من القادة العرب بكين هذا الأسبوع في وقت تأمل ثاني قوة اقتصادية في العالم بأن يعكس الاجتماع "صوتا مشتركا" بشأن النزاع بين إسرائيل وحماس ويعزز التعاون.
واستقبل شي نظيره المصري في إطار حفل كبير خارج قاعة الشعب الكبرى في بكين بعد ظهر الأربعاء، وفق ما أظهر بث للإعلام الرسمي الصيني، فيما تم عزف النشيدين الوطنيين للبلدين.
وأفاد موقع الرئاسة المصرية بأن الزعيمين عقدا "مباحثات شاملة تتناول العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية والدولية".
ونقلت قناة "القاهرة الإخبارية" المقربة من السلطات عن المُتحدث باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي قوله إن "الحرب في غزة، وسبل استعادة الاستقرار في المنطقة، بما يحقق تطلعات شعوبها نحو السلام والأمن والتنمية" ستكون على رأس المباحثات.
وعانت مصر من أزمة مالية خانقة لكنها تلقت في الاشهر الاخيرة دعما ماليا من جهات دولية مانحة بما فيها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والاتحاد الاوروبي ناهيك عن الدعم الخليجي.
وأثرت الحرب في غزة على الوضع الاقتصادي والمالي في البلاد خاصة وضع قطاعات حيوية مثل السياحة والاستثمار الاجنبي وعائدت قناة السويس ما كان له تداعيات سلبية على قيمة العملة المحلية والاحتياطي من العملة الصعبة.
وسعت بكين لتوطيد علاقاتها مع البلدان العربية في السنوات الأخيرة ورعت العام الماضي اتفاق تقارب بين طهران والرياض. ولطالما أبدت الصين تعاطفا مع القضية الفلسطينية وأيّدت حل الدولتين لوضع حد للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
واستضافت بكين الشهر الماضي كلا من حماس وفتح لإجراء "محادثات معمّقة وصريحة بشأن دعم المصالحة بين الفلسطينيين". ومن بين الشخصيات التي يتوقع أن تحضر المنتدى رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى جانب عدد من القادة الإقليميين والدبلوماسيين.
ومن المقرر بأن يلقي الرئيس الصيني شي جينبينغ خطابا في افتتاح المنتدى الخميس، وفق ما أفادت بكين، بهدف بناء "توافق مشترك" بين الصين والدول العربية.
وستتصدر الحرب بين إسرائيل وحماس جدول أعمال المنتدى، علما بأن شي دعا إلى عقد "مؤتمر دولي للسلام" على أمل إيجاد حل.
وقال الباحث في برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى "تشاتام هاوس" أحمد أبودوح إن الصين ترى "فرصة استراتيجية لتحسين سمعتها وموقعها في العالم العربي" عبر تسليط الضوء على جهودها الرامية لإنهاء النزاع في غياب تحرّك أميركي".
وأضاف أن "ذلك بدوره يخدم تركيز بكين على تقويض مصداقية الولايات المتحدة ونفوذها في المنطقة" مؤكدا أنه "كلما طال أمد الحرب، بات من الأسهل على الصين تحقيق هذا الهدف".
والتقى وزير الخارجية الصيني وانغ يي الثلاثاء نظيريه اليمني شايع محسن الزنداني والسوداني حسين عوض في بكين، معربا عن أمله في "تعزيز التضامن والتنسيق" مع العالم العربي.
وناقش مع الزنداني مخاوف الصين حيال الهجمات التي تعطل حركة الملاحة في البحر الأحمر من جانب الحوثيين المدعومين من إيران الذين يقولون إن تحرّكهم يأتي للتضامن مع الفلسطينيين في غزة.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة عنه قوله إن "الصين تدعو إلى وضع حد لمضايقة السفن المدنية وضمان سلامة الممرات المائية في البحر الأحمر".