توافق اماراتي قطري حول مبادرات وقف النار في غزة

الرئيس الإماراتي يحرص على الدفع في اتجاه وقف التصعيد، وتوفير الحماية للمدنيين وفق قواعد القانون الدولي الإنساني.

أبوظبي - تمحورت مباحثات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في لقائه مع رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في أبوظبي، حول قضايا وملفات عديدة في علاقاتهما الثنائية أبرزها حرب غزة  والمقترحات التي قدمها الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن الأزمة، مؤكدين دعمها لها.

وأكدا دعم جميع المبادرات والمساعي الجادة التي تدفع نحو وقف التصعيد في المنطقة وحماية أرواح المدنيين كافة وإنهاء معاناتهم في قطاع غزة والدفع تجاه أفق سياسي واضح للسلام العادل والشامل والدائم الذي يقوم على أساس "حل الدولتين" ويحفظ أمن المنطقة واستقرارها.

وأفادت وكالة الأنباء الإماراتية، بأن مباحثات رئيس البلاد وأمير قطر ناقشت “سبل تعزيز التعاون والتنسيق المشترك في مختلف المجالات وتطورات الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط وتداعيات الأزمة الإنسانية في قطاع غزة”.

وأكد الجانبان خلال اللقاء الذي جرى في أبوظبي، أهمية تكثيف الجهود من أجل الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في القطاع وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين وفق قواعد القانون الدولي الإنساني، إضافة إلى تعزيز الاستجابة للأوضاع الإنسانية المتفاقمة في غزة.

وبدأ الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، صباح الأحد زيارة أخوية إلى دولة الإمارات يرافقه ممثلُه الشخصي الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، ورئيسُ الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ووفدٌ رسمي رفيع المستوى، بحسب بيان الديوان الأميري القطري.

وهذه هي الزيارة الثانية التي يجريها أمير قطر للإمارات خلال الأشهر القليلة الماضية، إذ سبق أن زار أبوظبي في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وبحث مع الرئيس الإماراتي العلاقات الأخوية، والتطورات في قطاع غزة وتداعياتها الإنسانية المتفاقمة.

وقال الرئيس الإماراتي حينها إن بلاده "حريصة على التشاور المستمر مع الأشقاء والأصدقاء للدفع في اتجاه وقف التصعيد، وتوفير الحماية للمدنيين وفق قواعد القانون الدولي الإنساني، وضمان ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وإيجاد أفق للسلام العادل والشامل في المنطقة".

ومنتصف أبريل/نيسان الماضي، استقبل أمير قطر وزيرَ خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد، في العاصمة الدوحة.

وشهدت العلاقات بين الإمارات وقطر تحسناً كبيراً منذ المصالحة الخليجية، في يناير/كانون الثاني 2021؛ حتى أصبحت أفضل مما كانت عليه قبل الأزمة الخليجية في العام 2017.

ويواصل البلدان المضي قدماً بالعلاقات في ظل التغييرات السياسية والاقتصادية الكبيرة في المنطقة، حيث تؤدي أبوظبي والدوحة دوراً بارزاً فيها. ومنذ اتفاق العلا تبادل البلدان التصريحات الودية والزيارات الدبلوماسية، والاجتماعات المنتظمة لتنفيذ مخرجات الاتفاق.

وبوساطة قطر ومصر ومشاركة الولايات المتحدة، تجري إسرائيل وحماس منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة، فيما تتواصل الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

ودعا الوسطاء الثلاثة في المناقشات الجارية لضمان وقف إطلاق النار في قطاع غزة وطلاق سراح الرهائن والمحتجزين كلا من حماس وإسرائيل لإبرام اتفاق يجسد المبادئ التي حددها بايدين في  31 مايو /أيار الماضي”، وفق بيان مشترك السبت.

وتلك المبادئ التي تحدث عنها بايدن “تتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من كل المناطق المأهولة بالسكان في قطاع غزة، والإفراج عن المحتجزين بمن فيهم النساء وكبار السن والجرحى، مقابل إطلاق سراح مئات من الأسرى الفلسطينيين، ودخول المساعدات إلى القطاع”، وفق ما ذكره بيان للخارجية القطرية السبت.

وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 118 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.