أردنية تصنع من الأسلاك الكهربائية تصاميم مراعية للبيئة

حنان العطيش تساعد على خلق فرص عمل للكثير من السيدات من خلال تعليمهن هذه الحرفة.

السلط (الأردن) - تعلمت الأردنية حنان العطيش بكل إصرار وعزيمة حرفة إعادة تدوير الأسلاك الكهربائية، لتصبح بذلك منتجة ومدربة تساهم في المحافظة على البيئة.

العطيش (52 عاما) حاصلة على دبلوم في العلوم، وتعمل منذ نحو عقدين من الزمن بحرفة القشيّات، ما سهل سرعة إتقانها لحرفة تدوير الأسلاك الكهربائية، عقب موقف عابر عاشته قبل ثماني سنوات، وخلق فرص عمل لـ500 سيدة.

وتسهم العطيش من خلال حرفتها في المحافظة على البيئة، حيث تجمع الأسلاك الكهربائية المستخدمة وتقوم بتحويلها بمقر عملها الواقع في شارع الخضر التاريخي بمدينة السلط غرب العاصمة عمّان، بأسلوب متقن إلى أوان ومقتنيات ذات مناظر جميلة.

وتقول العطيش للأناضول "أعمل أساسا بحرفة القشيات، وأضفت لها فكرة أسلاك الكهرباء عندما شاهدت طبقا مصنوعا منها معلقا بجدار منزل إحدى صديقاتي قبل ثمانية أعوام".

وتضيف "لفتني المنظر والأسلوب المتقن في صناعته، فأعجبتني الفكرة، وقمت بمجهود شخصي على تدريب نفسي عليها"، متابعة "خلال شهرين فقط، أتقنتها تماما، ثم تحولت إلى مدربة في المجال نفسه".

تتميز السيدة الأردنية بحبها للعمل الاجتماعي، وتتطرق إلى عملها في محو الأمية مدة 23 عاما، منها خمس سنوات مع إحدى الجمعيات الخيرية بمحافظة معان جنوب البلاد. ذلك العمل كان هو الأساس في تعلم العطيش عددا من الحرف اليدوية، وأتاح لها عملها مع الجمعية الخيرية الالتحاق بكافة الدورات التدريبية التي كانت تعقدها الجمعية.

وتلفت إلى أن سيدات محافظة معان يتميزن بحبهن لتزيين بيوتهن بالأشغال اليدوية، وهو ما كان دافعا أساسيا لها لتعلم تلك الحرف، وخاصة القشيات.

وتكمل "عدت إلى مدينة السلط عام 2005 ودربت طيلة السنوات الماضية نحو 500 سيدة بشكل مجاني، على حرفة إعادة تدوير أسلاك الكهرباء، وتحويلها إلى مناظر جميلة"، مضيفة "اللواتي أتقنّ الحرفة تحولن إلى منتِجات، وبدوري آخذ منتجاتهن وأعرضها في سوق الخضر التراثي بمدينة السلط".

وتقول "أصبح لدي خط إنتاج، وحاليا يعمل معي نحو مئة سيدة، أوفر لهن المواد اللازمة، ويحصلن على أجرة عملهن"، مبينة أنه "من خلال هذه الحرفة، نحافظ على البيئة من جهة، ونحقق دخلاً ماديا من جهة أخرى".

أما عن المنتجات، فتوضح أنهن يصنعن من الأسلاك الكهربائية أطباقا مختلفة الأشكال، تشمل أدوات لحفظ الطعام ومعلقات وميداليات، وغيرها من الأشكال الجمالية الأخرى.

وتعتبر السيدة الأردنية أن تجهيز تلك المنتجات يحتاج إلى "دقة وإتقان"، حيث يتم تصميمها بما يتاح من أسلاك كهرباء متعددة الألوان، لافتة إلى أنها تشتري بعضا منها، وتحصل على البعض الآخر مما يتم جمعه من المخلفات.

وتوضح أن "المدة التي يحتاجها تجهيز الطبق تعتمد على حجمه، لكنها تكون من يومين إلى ثلاثة للطبق الواحد، بمجموع 10 إلى 15 قطعة شهريا". أما الأسعار، فتعتمد أيضا على حجم المنتج، وتبدأ من 5 دنانير (7 دولارات)، وتصل في أقصاها إلى 50 دينار (70 دولار).

وتؤكد العطيش أن ما تقوم به "شيء من لا شيء، فالنتيجة النهائية وجماليتها تعكس إمكانية الحفاظ على البيئة بأبسط الوسائل"، معربة عن تطلعها للحصول على الأسلاك التالفة من شركات الاتصال العاملة بالبلاد، لاسيما أن نوعية ما تستخدمه في عملها يأتي من أسلاك تخص شبكات الاتصالات والإنترنت.