التراث الثقافي ومقارباته الفولكلورية والأنثروبولوجية في 'الموروث'
صدر في الإمارات العدد 34 من مجلة الموروث الفصلية المحكمة المعنية بالتراث الثقافي والتي تصدر عن معهد الشارقة للتراث.
وقد احتوى العدد على مجموعة من الدراسات والمقالات التي دارت في فلك التراث وقضاياه، وتناولها الدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس التحرير بالتحليل والنقاش في مقاله الافتتاحي الذي تصدر صفحات المجلة.
سرد الحيوان في التراث الأدبي
وفي موضوعات العدد، نقرأ دراسة للباحثة نادية هناوي حول "سرد الحيوان في التراث الأدبي: أطواره ونماذجة واغراضه "، وتنطلق "هناوي" في دراستها تلك من نتائج بحوث المدرسة الأنجلو أمريكية في دراسات سرد الحيوان، بغية مراجعة عدد من المفاهيم، سواء فيما يتعلق بالدراسات الاستشراقية المغرضة وما يترتب عليها من متابعات عربية نمطية، وصولاً الي الدور الكبير الذي قدمه سرد الحيوان لتاريخ السرد الأوربي أو العربي الكلاسيكي.
وعلى صفحات العدد، يقدم لنا الباحث خالد أبوالليل، دراسة حول "النكتة الشعبية والتحولات الاجتماعية من الشفاهى إلى المرئي"، وهي دراسة تطبيقية للنكتة الشعبية المصرية التي رافقت عدد من أنظمة الحكم المصرية من خلال متابعة مفردات هذا الفن السردي من فنون الثقافة الشعبية خلال الفترة من (2011 – 2013)، وما شهده (فن الكوميكس) من أدوار مهمة خلال هذه الفترة الحساسة التي ازدهر فيها فن النكتة.
ونطالع في العدد أيضا: دراسة لمبروك محمد الذماري بعنوان: "تسجيلات وارشيف الكوماني للتراث الصوتي بذمار- اليمن "، حيث يتخذ الباحث من تسجيلات الأرشيف وسيلة للتعرف بها والكشف عن قيمتها الفنية الفريدة، ومسلطاً الضوء على الجهود التي أسهمت في حفظ هذا التراث وصونه من خلال التصنيف والتحليل لموضوعات هذا الأرشيف الذي ينطوي على تاريخ أدبي وموسيقي شعبي غني كان له تأثير كبير في انتشاره في أرجاء واسعة من اليمن.
الموروث الشعبي المغربي
ونبقى في قسم الدراسات، حيث نطالع دراسة الباحث علام عبد الإلاه: "المقدس والفرجوي في الموروث الشعبي المغربي، الذي يتخذ من رقصة الكدرة الشعبية بمنطقة وادنون بالجنوب الغربي نموذجًا"، حيث تسعى الدراسة للوقوف على ما تطوية من حمولة رمزية وتاريخية ودينية، فضلا عما يحيط بها من حضور للمقدس في عدد من الطقوس المرافقة لهذا الفن الشعبي.
ونقرأ للباحث الزبير مهداد دراسة بعنوان: "كرنفالات الطقوس التنكرية في الموروث الشعبي"، حيث تقدم هذه الدراسة مقارنة بين احتفاليات التنكر في الطقوس المقامة بموازات الأعياد الدينية خاصة عيد الأضحى وعاشوراء في البلدان المغاربية واليمن، حيث تختلف هذه العروض في ملامحها من بلد لأخر، لكنها في الجوهر والغاية تظل تقليدا واحدا مشتركا بين هذه الشعوب.
ونقرأ للباحث محمد العساوي دراسة بعنوان: "جدلية الأعتقاد والممارسة في ذهنية زوار أضرحة الأولياء الصلحاء"، حيث يتخذ الباحث من ضريح سيدي يحيى بن يونس بمدينة وجدة نموذجًا يرصد من خلالها تجليات هذه الممارسة الطقسية، وما تعبر عنه من سلوك اجتماعي وفضاء رمزي معبر عن محتوى المعتقد الشعبي.
وفي قسم الدراسات نقرأ نقرأ – أيضا- دراسة بعنوان "انواع الشعر الشعبي الأمازيغي:تصنيف وتدقيق" للباحث مبارك أبا عزي. وفي تلك الدراسة يعرض لنا الباحث مجموعة متنوعة من الشعر الشعبي الأمازيغي مناقشا من خلالها أشكالية المفاهيم والمصطلحات التي تطلق على بعض أنواع الشعر، بجانب تتبعه لطقوسه ومناسباته وارتباط بعض أنواعه ببعض المناطق.
الأزياء الشعبية في صعيد مصر
ويُقدم لنا الباحث حارص عمار النقيب دراسة بعنوان: "الأزياء الشعبية وصحة الإنسان في صعيد مصر"، وفي تلك الدراسة ينقلنا الباحث للحديث عن الأزياء المرتبطة بالظروف التاريخية والجوانب الطبيعية والعوامل الاجتماعية والثقافية إلى جانب التعرف على أهمية الأزياء في حياة الإنسان، وطرق أستخدامه لها في الوقاية من الأمراض الفسيولوجية والنفسية، وحرص المجتمعات على تطويرها لمواكبة التغيرات الاجتماعية والثقافية.
وتختتم المجلة قسم الدراسات بدراسة للباحثة لوبني زبير، والتي حملت عنوان: "اسهام التراث المسيحي المخطوطات في كتابة تاريخ المغرب الوسيط "متخذة "نموذج ترانيم القديسة مريم للملك الفونسو العاشر نموذجًا".
وفي قسم المقالات نقرأ للباحث:زكوان العبدو "،مقالا بعنوان:"تجليات الموروث الشعري العربي القديم في الشعر الشعبي الاماراتي "، وفيه قراءة لكتاب "قراءات في الشعر الشعبي الاماراتي "، حيث تناول المقال نقد الشعراء الشعبيين الإماراتيين الشعر، الي جانب الوقوف على الديار لدى الشعراء الإماراتيين، واتخاذ تجربة مبارك العقيلي نموذجًا ، كما عرض لأناشيد "المالد"، والاحتفاء بالمولد النبوي في الشعر الإماراتي.
وتختتم المجلة قسم المقالات، بمقال للباحث عبد المقصود محمد الذي جاء بعنوان بعنوان: "المسلات المصرية تزين ميادين العواصم الكبرى"، حيث سلط الباحث الضوء على "المسلات المصرية " التي تُعد إحدى معالم المعابد الفرعونية وانتشارها في دول العالم منذ العهد الاشوري وحتى القرن التاسع عشر، متناولاً ما تعرضت له هذه المسلات من عمليات نهب انتهت بها إلى عدد من الدول الكبرى منها إيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وتركيا، مزينة ميادين تلك الدول ما جعلها تحظى باعجاب مشاهديها.
يذكر أن مجلة "الموروث "هي مجلة فصلية تعنى بالموروث الثقافي، وتصدر عن معهد الشارقة للتراث، ويرأس تحريرها الدكتور عبد العزيز المسلم، ومدير التحرير الدكتور صالح هويدي، وتضم الهيئة الاستشارية للمجلة الدكاترة:حمد بن صراي، وخزعل الماجدي، وسعيد يقطين، وضياء الكعبي، وعبد الحميد بو رايو، ومحمد الجويلي، ومحمد حسن عبد الحافظ..فيما تضم هيئة التحرير الدكاترة:راشد المزروعي، عبدالله المغني، عبدالله يتيم، مبروك بو طقوقة.. فيما تتولى لطيفة المطروشي السكرتاريه التنفيذية، والتصميم والإخراج لمنير حمود، والتدقيق اللغوي لبسام الحفل.