الجزائر تعزز علاقاتها مع 'أفريكوم' لمكافحة الإرهاب
الجزائر- تباحث الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون اليوم الثلاثاء مع قائد القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا 'أفريكوم' الفريق أول مايكل لانغلي، الذي يؤدي زيارة إلى الجزائر على رأس وفد عسكري مهم، مختلف القضايا الأمنية المطروحة على الساحتين الدولية والإقليمية، وسط مخاوف جديدة من عودة الإرهاب إلى منطقة الساحل والصحراء.
وأكد رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق الأول السعيد شنقريحة في كلمة خلال لقاء جمعه بلانغلي أن "الجزائر تواصل جهودها لتعزيز المسعى الإفريقي المشترك لمكافحة الإرهاب والوقاية منه'، مشيرا الى أنها "رفعت العديد من المبادرات، على غرار إعداد مخطط إفريقي لمحاربة الإرهاب وتفعيل الصندوق الإفريقي لصدّ هذا التهديد وإعداد قائمة إفريقية للأشخاص والكيانات المتورطة في أعمال إرهابية، إضافة الى إعداد مذكرة توقيف إفريقية"، وفق بيان لوزارة الدفاع الجزائرية.
وأوضح البيان أن الطرفين تطرقا إلى التحديات الأمنية التي تواجهها القارة الإفريقية وتبادلا وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، والوسائل الكفيلة بتعزيز علاقات التعاون العسكري بين البلدين.
وأضاف شنقريحة أن السلطات الجزائرية ملتزمة بدعم كل مبادرة افريقية لمواكبة المسائل الأمنية التي تواجه القارة عموما ومنطقة شمال افريقيا على وجه الخصوص، على اعتبار ما تخوّله له مهمته في الاتحاد الافريقي كمنسق لمحاربة الإرهاب والتطرف العنيف بالمنطقة.
وتشهد دول الساحل والصحراء منذ أكثر من عقد أزمات سياسية وأمنية متداخلة، نتيجة انتشار الجماعات الإرهابية المسلحة وعصابات الجريمة المنظمة، في ظل ما تعانيه هذه الدول من فراغ أمني بعد خروج القوات الأممية والغربية من المنطقة، وخاصة القوات الفرنسية وإغلاق مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وهو ما مثل مصدر قلق كبير لدى حكومات الدول المغاربية.
وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وبعض دول الاتحاد الأوروبي قد قلصت حجم دعمها لحكومات النيجر ومالي وبوركينا فاسو على خليفة الانقلابات التي شهدتها، وهو ما صعّد في تحركات الجماعات الإرهابية.
وتستثمر واشنطن فشل فرنسا في دعم المنطقة أمنيّا بعجزها عن مواجهة الإرهاب واضطرارها إلى الانسحاب، حيث تقدم لها، وخاصة منها التي تعيش على وقع الاضطرابات الأمنية والعرقية، الدعم الاقتصادي.
ورغم أن الولايات المتحدة تدخل منطقة الساحل لمكافحة التطرف فإنها عمليا تقوم بذلك وهي تعلم أنها في مواجهة قوى عسكرية سبقتها إلى المنطقة مثل روسيا والصين وتركيا التي استفادت بدورها من تراجع النفوذ العسكري الفرنسي.
وتؤشر المباحثات الجزائرية مع "أفريكو'' على رغبة الجزائر في ملاحقة النجاحات المغربية، في وقت تشهد فيه العلاقات والتعاون العسكري بين الرباط وواشنطن زخما لافتا.
وتعتبر واشنطن المغرب محورًا أساسيًا للجهود الأمنية الأميركية في شمال وغرب إفريقيا، لما تملكه من قدرات عسكرية قوية، إضافة الى التعاون المثبت في مكافحة الإرهاب والموقع الاستراتيجي على طول المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط.
ووفقًا لتقرير صدر عن معهد شيلبي كولوم ديفيس للأمن القومي والسياسة الخارجية، فإن العلاقات المغربية الأميركية قوية عسكريًا، وهو ما ينعكس في عدد من الأنشطة المشتركة مثل تدريبات الأسد الأفريقي السنوية وهي أكبر مناورات للقيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا والتي تشهد على الشراكة الأمنية الدائمة بين البلدين، حيث بلغت في عام 2024 نسختها العشرين.
ومن المنتظر أن تعزز أفريكوم علاقاتها العسكرية مع المغرب، حيث تشير تقارير إلى إمكانية نقل وتوطين بعض مركباتها وأفرادها إليه للاستفادة من موقعه الاستراتيجي الرئيسي في غرب أفريقيا مما سيوثّق الشراكة بين البلدين.