تركيا تلقي القبض على شبكة تجسس مرتبطة بتنظيمات ارهابية
أنقرة - ألقت السلطات التركية القبض على شبكة تجسس سيبراني استولت على بيانات شخصية لآلاف الأشخاص في العديد من دول العالم، بينها تركيا، وذلك في اطار الإجراءات الرادعة والوقائية لجهاز الاستخبارات التركي ضد جميع أنواع الأنشطة التي تهدد الأمن القومي للبلاد.
وقالت مصادر أمنية تركية، إنه في نطاق التحقيق الذي يجريه مكتب المدعي العام في أنقرة، نفّذت القيادة العامة لقوات الدرك والمركز الوطني للاستجابة للحوادث السيبرانية، عملية مشتركة ضد شبكة تجسس إلكتروني. وتم القبض على 11 مشتبهاً فيهم، خلال العملية التي جرت بتنسيق من جهاز الاستخبارات.
وأضافت المصادر ذاتها، أنه قد تبين أن شبكة التجسس لها امتدادات أجنبية، وشاركت "بيانات شخصية استولت عليها مع كل من يطلبها، خصوصا للتنظيمات الإرهابية".
وبالتزامن مع إرسال المقبوض عليهم الـ 11 من أعضاء الشبكة إلى السجن، تم حجب العديد من المواقع الإلكترونية.
وأوضحت المصادر الأمنية أن جهاز الاستخبارات التركي سيواصل توسيع عملياته ضد شبكات التجسس السيبراني من أجل حماية البيانات الشخصية التي تعد بالغة الأهمية، وأن العمليات ضد شبكة التجسس لن تقتصر على تركيا، بل ستطال امتدادات الشبكات في الخارج.
وتتعرض أنقرة باعتبار موقعها الجيوسياسي الحساس في المنطقة إلى التهديدات الدائمة والمخاطر اليومية من أكثر من جهة. وتعمل أجهزة الاستخبارات الأجنبية في البلاد بشكل مستمر على استغلال الثغرات داخل جدارها الأمني.
وتتبوّأ تركيا موقعًا بين الدول المتطورة في مجال الاستخبارات والأمن السيبراني، حيث نجحت في الكشف عن عدد من العمليات الإرهابية. وكشفت المخابرات التركية العملية الانقلابية التي حصلت في تركيا في 15 يوليو/تموز من عام 2016، كما استطاع جهاز المخابرات كشف عملية الاغتيال للصحفي السعودي جمال خاشقجي بكل تفاصيلها.
وفي مايو/أيار الماضي ناقش البرلمان التركي مشروع قانون قدّمته الجهات القضائية، يهدف إلى منع أنشطة الاستخبارات الأجنبية في البلاد، على خلفية عمليات أمنية كشفت عن نشاط مكثف لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي " الموساد" في تركيا.
وشملت التعديلات المقترحة في قانون العقوبات التركي، تغييرات جوهرية لا سيما المتعلقة بقضايا التجسس.
وكان الرئيس السابق للمخابرات الجوية التركية غورسال توكماك أوغلو قد أشار في تصريح اعلامي سابق إلى أن التعديلات الجديدة تمثل تحركا جادا من الحكومة التركية لمنع العمليات الاستخبارية، لا سيما تلك التي يقوم بها الموساد، خاصة مع بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتشكل عمليات القرصنة لغايات جمع المعلومات الاستخبارية والاطلاع على معطيات خاصة، جزء التجسس في الهجمات السيبرانية.
ورغم حدوث تجاذبات خطيرة بين دول العالم في هذا المجال، إلا أن أنشطة الاستخبارات والاستخبارات المضادة، لا تندرج بعد في إطار الحرب، مع تسببها أحيانا بتوترات كبيرة بين الدول الكبرى.
ويؤدي انتشار استخدام وسائط التواصل الاجتماعي بسرعة في العالم، إلى إفساح المجال أمام القوى الراغبة في توجيه الآراء السياسية، والتوجهات الانتخابية لمواطني دول أخرى، مما يرفع وتيرة التوتر والسجال المتبادل بين دول أوروبية وواشنطن من جهة، والإدارة الروسية من جهة أخرى.
وتتهم دول غربية، روسيا باستغلال وسائل التجسس السيبراني والدعاية السوداء، لتوجيه الرأي العام في مراحل حساسة، كالانتخابات والاستفتاءات الشعبية.