أحمد المؤذن يصدر 'ما بعد غيبوبة الضبع'

الكاتب البحريني يقدم من الشارقة رواية تتحدى قارئها، حيث يغوص في عـمل روائي آخر موازي للعمل الأصلي.

صدر عن دائرة الثقافة في الشارقة ضمن سلسلة إبداعـات عـربية رواية للكاتب البحريني أحمد المؤذن تحت عـنوان "ما بعد غـيبوبة الضبع" الطبعة الأولى/2024، تمتد الرواية لـ416 صفحة.

يأخذ الكاتب شخصياته إلى عـالم متصادم بالغ التعقيد في بيئة يتوتر فيها الفعل السردي بمزيج من "الفانتازية" التي تؤطـر الرواية في تناولها للأحداث اليومية التي تمر بها زوجة كاتب مشهور، تعيش عـزلتها القسرية ما بين جدران فيلتها ولا تجد من زوجها غـير التجاهل والجفاف العاطفي الذي يحولها لمجرد قطـعة أثاث في فضاء الفيلا الفخمة أو دميـة عـرض كيما يتباها بها أمام الوسط الأدبي أو تهافت الفضائيات التي تضخم من حضوره الإعـلامي الطاغـي.

تحتدم أحداث الرواية وتتصاعـد في اتجاهات شتى لكن تبقى شخصية "أسيل" زوجة الكاتب الشهير تصطدم بوحدة نفسية وموضوعـية تشحن عـقلها بتأثيرات مختلفة تؤدي إلى تطورات متلاحقـة عـمل الكاتب على إدارة لعبتها بالمزيد من التخييل الذي تقاطع مع شخصية روجينا، وهي البطلة في رواية الكاتب "الضبع" والذي أسند إليها دورها في تلك الرواية الفارقة في مسيرته الأدبية.

المفارقة أن أسيل تعقد صداقتها مع روجينا كشخصية ورقية تبدأ تتنفس الحياة وتضحك وتوجه النصائح والتحذيرات فيتكون هناك ضمن "ما بعد غـيبوبة الضبع" عـمل روائي آخر موازي للعمل الأصلي وهو ما حرص المؤذن على إبرازه في روايةٍ تتحدى قارئها لكن ليس بإثارة الغموض المغلق وإنما بموسقة كل هذا الزخم من الأحداث المتلاحقة والمتضاربة في إيقاعـية عـجائبية لعلها مربكة من حيث تركيبها الفني كما يُخيل لنا لكنها تراوغ في حقيقة الأمر المتلقي وتوفر جـرعـات متناسقة ومحبوكة من الإبداع السردي في ثوبه الروائي لكاتب سبق وأن طرح..

"وقت للخراب القادم"، رواية "سر البانوش المهجور"، رواية "اعـترافات البيدق الأخير"، رواية "فزاعـة بوجه الريح"، رواية "أنثى لا تحب المطر"، مجموعـة قصصية "رجل للبيع"، قصص "من غـابات الإسمنت"، قصص "وجـوه متورطة"، قصص "الركض في شهوة النار"، قصص "وترقصين"، قصص ولهُ إصدارات أخرى ككاتب بحريني.