نور الدين الوراري يستعيد 'ظلالا من ماضيه' في الرباط

الفنان الفوتوغرافي المغربي – الأميركي يسعى إلى إبراز جمالية التفاعل الثقافي بين الخلفيتين الثقافيتين المغربية والأميركية على اختلافهما.

الرباط - افتتح الفنان الفوتوغرافي المغربي - الأميركي نور الدين الوراري، الخميس، معرضا فوتوغرافيا بعنوان "ظلال ماضي" برواق ضفاف التابع لمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين في الخارج.

ويسعى "ظلال ماضي" الذي يستمر إلى غاية التاسع والعشرين من سبتمبر/أيلول الجاري من خلال مجموعة من الصور غير الملونة، والتي التقطها الفنان على مدى سنوات، إلى إبراز جمالية التفاعل الثقافي بين الخلفيتين الثقافيتين المغربية والأميركية على اختلافهما، مشكلا بذلك جسرا غير مادي بين ضفتي الأطلسي.

ويضم المعرض الفوتوغرافي أعمالا تدمج بين عناصر الهوية المغربية، وبعض تمظهرات الثقافة الأميركية، وسرعان ما تأسر تفاصيل الصور المعروضة، والتي تمت طباعتها على القماش مع الحفاظ على أبعادها الأصلية، عيون المتلقي حين يدفعه غياب الألوان إلى الغوص في العمق الحكائي والزمني لعناصر الصورة.

وبين البورتريه وصور الأماكن والجدران، يحكي نور الدين الوراري جزءا من سيرة ذاتية على لسان بعض الوجوه التي عايشها والأماكن التي سكنته قبل أن يسكنها، واستطاع عبر اختياره لزوايا وأبعاد التصوير، إخراج بعضا من لحظات حياته من جمود الماضي.

ويشكل المعرض "احتفاء بالثقافة المغربية وغناها، ومحاولة لتخليد بعض مكونات تراثنا وهويتنا الأصيلة"، وفق ما نشرته وكالة المغرب العربي نقلا عن الوراري، معبرا عن اعتزازه بالمساهمة في إثراء المشهد الثقافي المغربي.

وعلى هامش افتتاح المعرض، استذكر الوراري في تصريح للصحافة، شذرات من طفولته في درب السلطان بالدار البيضاء، مشيرا إلى أن "ارتياده مختلف قاعات السينما والمسارح صغيرا كان له كبير الأثر على اختياره ميدان التصوير، لما كانت هذه الفضاءات تثير لديه من فضول لمعرفة كل شيء عن الصورة".

وأضاف أن مسيرته الفنية والمهنية في الولايات المتحدة مكنته من "شحذ موهبته وتعلم الكثير عن ميدان التصوير، لاسيما أنه قد اشتغل في كبريات شركات الإنتاج هناك وتتلمذ على يد ثلة من كبار أساتذة فن التصوير الفوتوغرافي".

وأكد الفنان أن هذه "الازدواجية المثمرة دفعته إلى استثمار مكتسباته الفنية في سبيل توثيق الوصل مع هويته المغربية والعمل على جعلها حجر زاوية أعماله الفنية"، مشيرا إلى أنه كان "يشتاق، خلال مقامه بالولايات المتحدة، بشدة إلى طفولته وتفاصيل حياته في المغرب"، ما شكل لديه "دافعا فنيا لتخليد بعض هذه التفاصيل في صوره في كل مرة يعود فيها إلى أرض الوطن".

وبحسب المنظمين، فإن هذا المعرض الاستعادي يندرج في إطار الأنشطة الثقافية لمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج ورواق ضفاف، والهادفة لإبراز وتثمين المنجز الفني والثقافي لمغاربة العالم وتعزيز روابط الانتماء إلى وطنهم الأم.

وأعرب الفنان عن شكره لمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، بالنظر للدور الكبير التي تضطلع به في الربط بين الفنانين المبدعين المغاربة في المهجر مع بلدهم الأم.

ونور الدين الوراري بدأ شغفه بفن التصوير الفوتوغرافي في سن الرابعة عشرة، وانتقل إلى الولايات المتحدة في بداية الثمانينات لدراسة فن تصوير البورتريه والتصوير التجاري، وقد عمل في استوديوهات أفلام كبرى مثل "Universal وWarner Bros وParamount، وتعاون مع مصورين كبار مثل هوراس بريستول وجوردون باركس.

ويقيم الفنان حاليًا في كاليفورنيا، حيث يواصل مسيرته كمصور وطابع رئيسي ومحاضر في كلية سانتا مونيكا.