مخيم الفنون ببنزرت التونسية يختتم تظاهرة 'اندلسية ارت'

فعاليات التظاهرة الفنية تضمنت أنشطة متنوعة بينها ورشة فنون للأطفال.

جماليات المكان وانسجامه البيئي ونعني مخيم الاصطياف بالرمال من جهة منزل جميل بمدينة بنزرت حيث الغابة والبحر وكثبان الرمال.. كلها جعلت من خيال الفنانين عنصرا مهما للابتكار والبحث والإبداع الفني وفق أنواع فنية للتناغم والتماهي مع المكان توظيفا للممكن فيه بيئيا لتقديم عمل فني .. وخلال أيام 12 إلى 15 من سبتمبر/أيلول الجاري حيث انتظام فعاليات" اندلسية ارت2" تحت شعار "مخيم الفنون" في سياق نشاط الرابطة التونسية للفنون التشكيلية وضمن أنشطتها الفنية التشكيلية والثقافية من معارض وندوات وتظاهرات كبرى منها السمبوزيوم الدولي للفنون ببنزرت قبل سنوات وبمشاركات واسعة لفنانين من تونس ومن بلدان عربية..

في مخيم الفنون هذا بالرمال كان الحدث الثقافي بمركز الاصطياف بالرمال بجهة منزل جميل ببرنامجه المتنوع بين ورشة مفتوحة لاختبار المحيط وتثمين البيئة واقتناص اللحظة الملهمة بكل الأدوات والوسائل الممكنة ضمن فن المكان، الصورة الفوتوغرافية، التنصيبة، الفيديو، إعادة التدوير، الرسم الخطي، الرسم بالاكريلك... وغيرها وفق عمل جماعي أو فردي بتفاعل من وحي اللحظة والمكان والطبيعة من خلال مشاركات متنوعة لفنانين تشكيليين حيث قدم الفنانون المشاركون ضمن الابتكار والإبداع منجزات فنية لتكون المادة الطبيعية مجال تخييل إبداعي.

وهنا تنوعت الأعمال لكل من ألفة جمعة والهام سباعي وحمادي بن نية وعبدالحميد الثابوتي وسلمى الماجري ومحمد بوعزيز وليلى سلماوي وليلى صالح وسناء المحفوظي وراضي الجد وحسان ازيتان (الجزائر) وغزلان بوحولة وليلى الركباني وهالة سراج..

والمتأمل في الأعمال التي قدمها الفنانون في هذا الملتقى يجد دون شك ذلك التناغم مع العنوان المتخير من حيث الاستلهام الجمالي من المكان وما تتوفر فيه من مواد وموجودات يقذف بها البحر أو تمنحها الطبيعة ليلتحم الفنان بعمله الفني على جذوع الأشجار والجدران ومع المواد الطالعة من البحر ليصار إلى تلك المنجزات الفنية ومنها ما يرتسم على اللوحات حيث الجمال والمكان وروعة الفكرة والتخييل..

في دار الثقافة الشيخ ادريس ببنزرت كان المعرض الفني الشامل لعدد من الأعمال الفنية في تنوع أسلوبي وتقني لعدد من الفنانين التشكيليين التونسيين كما قدم الفنان عبدالعزيز كريد جانبا من ملاحظاته للمشاركين في ورشة الفنون الموجهة للأطفال والشبان وهنا تحدثت رئيسة الرابطة عن أهمية تعاطي فئات الأطفال واليافعين والشبان مع المجال الفني التشكيلي مع التعرف على شروط وتفاصيل وخصائص العملية الفنية للتربية على الحس الجمالي ..

البرنامج شمل حفلا موسيقيا لمجموعة فنية قدمت عددا من تراث وأغاني فرقة جيل جيلالة المغربية الشهيرة تفاعل معها الحاضرون في هذه السهرة الأولى التي تلتها سهرات منها سهرة الشعر حيث قدم الشاعر شمس الدين العوني عددا من قصائده الشعرية لمناسبة صدور ديوانه الشعري "من سيرة البستاني... وقصائد أخرى"، كما تتالت قراءات الشعر مع الفنان عبدالعزيز كريد والفنانة ألفة جمعة لتسبح القصائد في بحر الكلام المسافر بين الشؤون والشجون الذاتية والحب وغزة والإنسان وأسئلته المقيمة بين الأمل والقلق والشجن..

فنون متعددة منها تلك الأغنيات الرائقة التي قدمتها الشابة أمل صالح المقيمة بإنكلترا والتي عبرت من خلالها عن حبها للموسيقى وخصوصا بصوتها الصافي والعذب ومنها أغنية للفنانة الشهيرة ايديت بياف..

أنشطة وفعاليات وملتقى فني مميز بمضامينه وخفته وجدية الفكرة من وحي المكان الجميل الحاضن للفعاليات حيث الاختتام وتكريم المشاركين وتوزيع الشهائد يوم الأحد 15 سبتمبر/أيلول الجاري.