استراتيجية أميركية جديدة لتعزيز الاستقرار في جنوب ليبيا

نورلاند يؤكد أن الاضطرابات في منطقة الساحل وعدم الاستقرار على الحدود الجنوبية لليبيا تستدعي أهمية تأمين تلك المناطق.
نورلاند يطالب قوات الأمن في الشرق والغرب بالبدء في تنسيق أنشطتها وتبادل الخبرات
نورلاند يحذر من خطر المرتزقة وبقاء القوات الاجنبية في اشارة لروسيا وتركيا

طرابلس - كشف المبعوث الأميركي الى ليبيا ريتشارد نورلاند عن سعي واشنطن للتركيز على التطورات في جنوب ليبيا ومحاولة تحقيق تفاهمات بين قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر وقوات حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبدالحميد الدبيبة.
وفي حوار تلفزي أجراه مع موقع "اليوم السابع" المصري قال نورلاند الأحد ان قائد القيادة العسكرية الأميركية "أفريكوم" الجنرال مايكل لانغلي تواصل مع الطرفين خلال زيارته لطرابلس وبنغازي في الفترة الأخيرة لتحقيق نوع من التعاون لمواجهة ظواهر تهريب الأسلحة والمقاتلين عبر الحدود الجنوبية.
وتحدث عن مشاركته الجنرال الأميركي في زيارته لبنغازي والتي تناولت كذلك مساعدة المتضررين من الفيضانات التي عرفتها مدينة درنة والمناطق المحيطة بها إضافة لنقل العديد من الرسائل والملاحظات لحكومة الدبيبة والحكومة الموازية.
وشدد على أن لانغلي وجه رسالة واضحة لجميع الأطراف "أن الاضطرابات في منطقة الساحل وعدم الاستقرار على الحدود الجنوبية لليبيا تستدعي أهمية تأمين الحدود لحماية سيادتها".

وكان الجيش الوطني الليبي قام قبل أسابيع بإرسال وحدات عسكرية لمنطقة الجنوب الغربي وخاصة لمعبر غدامس مع الجزائر وهو ما اعتبرته حكومة الوحدة الوطنية بأنها محاولة اعتداء وقامت بدورها لتعزيز تواجدها في المنطقة.
وشدد قادة الجيش على أن جهودهم تأتي لتعزيز الأمن والاستقرار على الحدود خاصة مع التطورات العسكرية في السودان والنيجر والتشاد وليس لشن هجمات جديدة وفق ما تروجه وسائل اعلام مؤيدة للدبيبة.
وقال نورلاند "أنه لتحقيق هذه الأهداف يجب على قوات الأمن في الشرق والغرب البدء في تنسيق أنشطتها وتبادل الخبرات والمعرفة" متابعا "يمكن للولايات المتحدة أن تُسهم في هذه التفاهمات المشتركة مما يساعدهم في العمل معا لتأمين حدودهم".
وأشار للنفوذ الروسي المتصاعد في ليبيا وخاصة اتخاذها ساحة للتأثير في منطقة الساحل قائلا "إن السماح لهذا الوضع الراهن بالاستمرار ليس طريقًا للاستقرار".
وأشار لاستراتيجية جديدة تعتمدها واشنطن في ليبيا وهي "قانون الهشاشة العالمية" وتتمثل "في دمج دبلوماسيتنا وتطوير القدرات الدفاعية في نهج شامل وليس عسكريًا فقط".
وقال "سنبدأ بالتركيز على الجنوب الليبي وهو منطقة جرى تهميشها وقريبة من بؤرة الاضطرابات في منطقة الساحل" مضيفا "سنعمل في مجالات مثل التنمية السياسية والدفاعية تسهم في تحقيق الاستقرار مثل مساعدة المجموعات في المنطقة بعد الصراع في 2019 و2020 هذا مجرد مثال واحد".
وأشار لخطر المرتزقة والقوات الأجنبية في تدمير كل احتمالات الاستقرار قائلا "في الحقيقة وقف إطلاق النار في ليبيا الذي جرى الاتفاق عليه في أكتوبر 2020 دعا إلى رحيل كل القوات الأجنبية بمن في ذلك المقاتلون والمرتزقة خلال تسعين يومًا. وقد مرت أربع سنوات ولم يحدث هذه بعد باستثناء حالة صغيرة لبعض المرتزقة".
وتابع " أعتقد أن المسؤولية المتعلقة بإزالة هذه القوات تقع على عاتق الدول أو الأطراف التي أرسلت هؤلاء المقاتلين والقوات المرتزقة إلى المنطقة ونحن نشعر أن الليبيين يريدون الدفاع عن سيادتهم أكثر من أي وقت مضى ولا يرغبون في أن يجري التلاعب بهم من قبل جهات أجنبية أو وجود عسكري أجنبي يمكن أن يزعزع الاستقرار في المنطقة لذلك من وجهة نظرنا تنفيذ وقف إطلاق النار بالكامل بما في ذلك رحيل هذه القوات هو أولوية مهمة للغاية".
وتشعر الولايات المتحدة بقلق كبير من تنامي النفوذ الروسي من خلال مرتزقة " فاغنر" الذين يتخذون من ليبيا ساحة لتعزيز النفوذ في القارة الافريقية خاصة منطقة الساحل.