'مخدر الاغتصاب' يوقظ مخاوف المصريات

حالة من الخوف وموجة تحذيرات تجتاح مواقع التواصل المصرية بعد حجز الداخلية كمية كبيرة من 'جي اتش بي' وتفكيك شبكة إجرامية تضم مؤثرة ومذيعة.

القاهرة – تصدر مخدر يعرف بمخدر "اغتصاب الفتيات" منصات التواصل في مصر بعد القبض على مذيعة مصرية  وصانعة محتوى متورطتان في عملية تهريب كمية كبيرة منه.

وكانت الأجهزة الأمنية المصرية كشفت قبل ايام عن تفاصيل القبض على إعلامية صانعة محتوى ومتهم أجنبي الجنسية، وبحوزتهما أكثر من 180 لتراً من "مخدر اغتصاب الفتيات GHP" بالقاهرة.. وقدرت القيمة المالية للمواد المخدرة بـ145 مليون جنيه (2.92 مليون دولار).

وأكدت تحريات الإدارة العامة لمكافحة المخدرات استيراد المتهم للمخدر عبر مواقع إلكترونية دولية وتهريبه إلى مصر مخفيًا داخل عبوات تابعة لشركات النظافة بغرض التمويه، بهدف ترويجه بين فئات الشباب وتحقيق أرباح غير مشروعة.

وأكدت وزارة الداخلية ضبط إحدى المتعاملات مع المتهم وهي صانعة محتوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبحوزتها زجاجة تحتوي على كميات من المادة نفسها، مشيرة إلى أنها قامت بترويج المخدّر بين أوساط الشباب نظير مقابل مادي.

وبعد إعلان وزارة الداخلية القبض على صانعة المحتوى نشرت مواقع محلية مصرية خبر القبض على الإعلامية داليا فؤاد بتهمة حيازة مخدرات.

ومع انتشار خبر القبض على داليا فؤاد خرجت نقابة الإعلاميين في مصر ببيان قالت فيه إن "نقابة الإعلاميين تتخذ الإجراءات القانونية والقضائية ضد داليا فؤاد والقاهرة والناس". وأضاف البيان أن ما ورد في الخبر من اقتران اسمها بوصفها إعلامية (لا صحة له)، حيث إن المذكورة غير مقيدة بجداول النقابة، وغير حاصلة على تصريح مزاولة المهنة ولا تنتمي لنقابة الإعلاميين.

وأكدت النقابة أنها سوف تتخذ كافة الإجراءات القانونية ضدها وضد الوسيلة التي سمحت لها بممارسة النشاط الإعلامي.

وذكر بيان لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي التابع لوزارة التضامن الاجتماعي أن المخدر "جي اتش بي" يستخدم بشكل سيء، لغير الغرض المخصص له، فهو مصنوع من مادة كيميائية ويُصنف من العقاقير النفسية، ويستخدم في التخدير، كما يُستخدم مع مرضى النوم القهري، لكنه يُستخدم بشكل واسع في ارتكاب بعض الجرائم مثل حالات الاعتداء الجنسي والاغتصاب لتخدير الضحايا وشل حركتهم.

وتابع البيان أنه تم تعاطيه بشكل واسع بالنوادي الليلية في التسعينيات في أوروبا والولايات المتحدة على غير الأغراض المخصصة له، وأصبح غير مصرح بتداوله من وقتها، نظرا لوجود بدائل طبية تستخدم في عمليات التخدير بالمستشفيات، كما أنه غير مدرج داخل مصر ضمن الأدوية المسجلة لدى الجهات المعنية.

واثار الخبر أثار حالة من الخوف والجدل في الشارع المصري، خاصة على منصات التواصل الاجتماعي.

فعلّق أحد المصريين على الخبر قائلا "متخيلين الكمية الي بتتباع بالمللي طيب متخيلين المبلغ اللي مع بلوغر طيب متخيلين أن أرباح تيك توك الي جعلتها مليونيرة مكفيتهاش فعايزه تزود فلوسها من بيع المخدر ده الي بسبب كارثة في بلدنا".

وقالت إحدى المغردات إن "المخدر ده عبارة عن مادة ما لهاش ريحة و لا طعم ولا لون بحطوها للبنات في العصير وبعدها بشوية البنت بتفقد قدرتها على السيطرة على نفسها، أكيد عدى عليكم في 500 فيلم أجنبي قبل كده.

فإذا كنتي بنت لأي ظرف أو سبب قاعدة مع شخص غريب عنك انتبهي لأي حاجة بتشريبها لأن نوعية المخدرات دي بتتحط في عصيرك في أقل من ثانية بتلفي فيها وشك".

وما يعرف بمخدر اغتصاب الفتيات (جي اتش بي) ليس مصنفا كعقار، ولكنه مخدر يسمى علميا بـ"غاما هيدروكسي بيوتيريت"، تم استخدامه للمرة الأولى في ستينيات القرن الماضي كمخدر في العمليات الجراحية.

ونظرا للآثار الجانبية الخطيرة التي يسببها مثل الهذيان والتشنج المفاجئ، ألغت دول كبرى استخدامه.

وهذا المخدر يستخدم في حالات الاغتصاب والاعتداء على الفتيات لأن له خصائص مختلفة، فهو ليس له لون أو طعم أو رائحة، وتتم إضافته إلى الطعام والمشروبات بسهولة، بحيث لا يستطيع الشخص تمييزه، مضيفاً أنه يوضع بكميات قليلة بنسبة من 1-2 سم، وفي حال زيادة النسبة يؤدي إلى الوفاة.

ومن تبعات تناول المخدر "جي اتش بي" الذي يتسبب في وقوع جرائم الاغتصاب دخول الفتاة في مرحلة من الغيبوبة الحسية وفقدان التركيز والسيطرة على أفعالها وبعد الاستيقاظ من هذه الحالة تفقد الفتاة أيضاً القدرة على تذكر ما حدث ولذلك يصعب حتى إثبات تناولها لهذا المخدر دون علمها، وبالتالي لا تستطيع تحرير محضر بقسم الشرطة بالواقعة.

وكشفت صحف مصرية أن "سفاح التجمع الخامس" استخدم مخدر اغتصاب الفتيات في ارتكاب جرائمه وقتل 3 سيدات.

وكانت وزارة الداخلية الكويتية أيضا قد حذرت من هذا العقار، وقالت إن المخدر عبارة عن مادة سائلة ليس لها لون ولا رائحة، وقد تخلط مع أي سائل آخر، وتعمل على بطء أو منع الرسائل بين الدماغ والجسم، وتعتبر مادة مجرمة دوليا ومحليا بدولة الكويت تحت بند المؤثرات العقلية.

وأظهرت دراسة حديثة أن حوالي 88.9 بالمئة من النساء في مصر تعرضن لشكل من أشكال التحرش في الأماكن العامة. ومع ذلك، فإن أقل من 0.5 بالمئة من الضحايا يبلغن الشرطة، ما يعكس فجوة كبيرة بين الحوادث الموثقة والحقيقية بسبب الخوف من الوصم أو عدم الثقة في استجابة النظام القانوني.

وتتعرض واحدة من كل ثلاث نساء في مصر لشكل من أشكال العنف الجسدي أو الجنسي خلال حياتها. ويقدَّر أن حوالي 8 ملايين امرأة في مصر معرضة لخطر العنف سنويًا، ما يشمل العنف الأسري والتحرش في أماكن العمل والمواصلات​.