ضربة قضائية جديدة لتيك توك تطلق موسم هجرة جماعية من التطبيق

محكمة استئناف اتحادية تؤيد قانونا يلزم شركة بايت دانس الصينية بسحب استثماراتها من تطبيقها او مواجهة الحظر، في قرار يضع مصير المنصة في أيدي بايدن وترامب ما لم تبطله المحكمة العليا.

واشنطن - أيدت محكمة استئناف اتحادية أميركية الجمعة قانونا يلزم شركة بايت دانس الصينية بسحب استثمارات تطبيق تيك توك الشهير للمقاطع المصورة القصيرة من الولايات المتحدة بحلول أوائل العام المقبل أو مواجهة الحظر، وهو ما دفع مؤثرين لطلب متابعتهم على إنستغرام ويوتيوب في تحرك يترجم تشاؤما عاما بمستقبل المنصة.

والقرار انتصار لوزارة العدل وخصوم التطبيق المملوك للصين وضربة مدمرة لشركة بايت دانس. ويعزز الحكم الآن احتمالات فرض حظر غير مسبوق في غضون ستة أسابيع فحسب على تطبيق التواصل الاجتماعي الذي يستخدمه 170 مليون أميركي.

ومن المتوقع استئناف الحكم أمام المحكمة العليا.

وسارع مدافعون عن حرية التعبير بانتقاد هذا القرار. وقال الاتحاد الأميركي للحريات المدنية إن القرار "يشكل سابقة معيبة وخطيرة".

وقال باتريك تومي، نائب مدير مشروع الأمن القومي في الاتحاد الأميركي للحريات المدنية، "حظر تيك توك ينتهك صراحة حقوق التعديل الأول (في الدستور) لملايين الأميركيين الذين يستخدمون هذا التطبيق للتعبير عن أنفسهم والتواصل مع الناس في جميع أنحاء العالم".

ينتهك صراحة حقوق التعديل الأول في الدستور لملايين الأميركيين

لكن محكمة الاستئناف قالت إن القانون "تتويج لعمل مكثف من الكونغرس والرؤساء المتعاقبين. وصيغ بعناية ليعالج فحسب سيطرة عدو أجنبي، وهو ضمن جهد أوسع نطاقا لمواجهة تهديد مدعوم بأدلة للأمن القومي تشكله جمهورية الصين الشعبية".

ونظر قضاة محكمة الاستئناف الأميركية سري سرينيفاسان ونيومي راو ودوغلاس جينسبيرج في الطعون القانونية التي تقدم بها تيك توك ومستخدمون ضد القانون الذي يمهل بايت دانس حتى 19 يناير/كانون الأول لبيع أصول تيك توك في الولايات المتحدة أو التخلص وإلا واجه التطبيق الحظر.

ويضع القرار، ما لم تبطله المحكمة العليا، مصير تيك توك في أيدي الرئيس جو بايدن أولا ليقرر إذا كان سيمنح تمديدا مدته 90 يوما للموعد النهائي في 19 يناير/كانون الثاني للإجبار على البيع، ثم ثانيا في أيدي الرئيس المنتخب دونالد ترامب الذي يتولى منصبه في 20 يناير/كانون الثاني. لكن لم تتضح قدرة بايت دانس على تحمل عبء إظهار أنها أحرزت تقدما كبيرا نحو التخارج المطلوب للحصول على التمديد.

وقال ترامب الذي لم تفلح محاولته في حظر تيك توك خلال ولايته الأولى في عام 2020 قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني إنه لن يسمح بحظر تيك توك.

وقال تيك توك إنه يتوقع أن تلغي المحكمة العليا قرار محكمة الاستئناف استنادا على التعديل الأول للدستور الأميركي.

وأضاف الموقع في بيان "للمحكمة العليا سجل تاريخي راسخ في حماية حق الأميركيين في حرية التعبير، ونتوقع منها فعل ذلك في هذه القضية الدستورية المهمة". وأضاف أن القانون سيؤدي إلى "رقابة صريحة على الشعب الأميركي".

ولم يصدر تعليق بعد من وزارة العدل على القرار.

ويدعم القرار قانونا يمنح الحكومة الأميركية سلطات واسعة النطاق لحظر تطبيقات أخرى مملوكة لأجانب قد تثير مخاوف من جمع بيانات الأميركيين. وفي عام 2020، حاول ترامب أيضا حظر تطبيق وي تشات المملوك لشركة تنسنت، لكن المحاكم أوقفته.

وسجلت أسهم ميتا بلاتفورمز، التي تنافس تيك توك في الإعلانات عبر الإنترنت، أعلى مستوى خلال يوم بعد صدور الحكم مرتفعة ثلاثة بالمئة. وارتفع سهم ألفابت، الشركة الأم لمحرك البحث غوغل التي ينافس تطبيقها يوتيوب أيضا تيك توك أكثر من واحد بالمئة بعد الحكم.

هجرة جماعية

وبعيد القرار، سارع صناع محتوى أميركيون على منصة تيك توك  بمطالبة متابعيهم الاشتراك في قنواتهم على منصات منافسة مثل إنستغرام المملوكة لشركة ميتا بلاتفورمز ومنصة يوتيوب التابعة لشركة ألفابت المطورة لغوغل.

وأصبح تيك توك قوة رقمية رئيسية في الولايات المتحدة حيث بلغ عدد مستخدميه 170 مليونا، واكتسب شعبية بين الشبان على وجه الخصوص الذين ينجذبون إلى مقاطع الفيديو القصيرة.

واختطفت المنصة المعلنين من بعض أكبر الشركات في الولايات المتحدة وأنشأت منصة تجارية باسم تيك توك شوب، والتي أصبحت سوقا للشركات الصغيرة.

ويخشى الكونغرس من أن يجمع مالكو تيك توك الصينيون معلومات عن المستهلكين الأميركيين.

وعلى مدى سنوات، يكرر الساسة وغيرهم التهديدات لتيك توك مما جعل بعض المستخدمين يتجاهلون التهديدات الأحدث. وبدا أن هذا تغير الجمعة مع احتمال فرض حظر في غضون ستة أسابيع فقط. ولا يزال من الممكن تقديم طعن أمام المحكمة العليا.

وقال كريس مويري وهو صانع محتوى ينتمي للحزب الديمقراطي لديه 470 ألف متابع على تيك توك "لأول مرة أدرك أن الكثير مما عملت من أجله قد يختفي.. لا أعتقد أنه جرى الحديث بما يكفي عن مدى الضرر الذي قد يلحق بالشركات الصغيرة وصانعي المحتوى ماديا".

وعبر المشاهدون وصانعو المحتوى على التطبيق عن مخاوفهم وارتباكهم، وقال كثيرون إنهم يشككون في فرص استمرار المنصة وإنهم يتأهبون للأسوأ.