تشكيليون فلسطينيون يستعرضون 'أصوات الصمود' في 'رام الله آرت فير'

المعرض في نسخته الرابعة يقدم للمواهب الشابة منصة لعرض إبداعاتهم إلى جانب الفنانين المخضرمين.

رام الله (الضفة الغربية) - تحت شعار "أصوات الصمود" اجتمع 35 فنانا تشكيليا فلسطينيا للمشاركة في النسخة الرابعة لمعرض "رام الله آرت فير" الذي افتتحه السبت غاليري "زاوية" (Zawyeh) بالضفة الغربية، في خطوة لدعم الفن الفلسطيني.

ويشمل المعرض أكثر من 100 عمل فني من بينها أعمال نادرة لفنانين فلسطينيين رحلوا عن الدنيا، كما يفرد المعرض مساحة لأعمال ستة فنانين من غزة فقدوا مراسمهم وأعمالهم الفنية نتيجة قصف القطاع.

وجاء في منشور لغاليري "زاوية" أن المعرض "يقدم هذا العام نافذة واسعة لاستكشاف موضوعات جوهرية مثل التهجير، والهوية، والارتباط الوثيق بالأرض"، مضيفا "يأتي المعرض ليكون شهادة حية على النضال الفلسطيني المستمر، وتجسيدا حيا للصمود الذي أصبح جزءا من حياة الفلسطينيين اليومية".

وأفاد القائمون على المعرض أنه "يهدف إلى تمكين الفنانين والمواهب الشابة إلى جانب الفنانين المخضرمين، من خلال خلق منصة قوية لعرض إبداعاتهم، وتحفيز المقتنين على اقتناء أعمالهم القيمة بأسعار معقولة، وتعزيز استدامة الفن الفلسطيني ودعمه".

وأوضح يوسف حسين مدير غاليري زاوية أن المعرض هذا العام مخصص للفنانين الفلسطينيين فقط بينما ضم في الدورة السابقة أعمالا لفنانين أجانب، مضيفا لرويترز "لأول مرة يضم المعرض ثلاثة جوانب، وهي التصوير، والفن المعاصر، وقسم الأعمال النادرة".

ويقدم معرض رام الله للفنون هذا العام ثلاثة أقسام مميزة وهي التصوير الفوتوغرافي الذي يضم أعمال أحمد سلامة ورحاف بطنيجي ويقين يماني، والفن المعاصر ويتضمن مجموعة أعمال متنوعة لعلاء البابا، العزيز عاطف، أيمن عيسى، بشار الحروب، بشار خلف، بشير قنقر، حسني رضوان، جاسم شومان، كريم أبوشقرة، خالد حوراني، مهدي البراغيثي، محمود الحاج، ميسرة بارود، مالك أبوسلامة، محمد أبوسل، محمد حرب، محمد جحا، محمد خليل، منذر. جوابرة، رائد عيسى، رهف حاج علي، رنا سمارة، صلاح الفروخ، سكينة صلاح الدين، ويزن أبوسلامة. وأعمال فنية نادرة لفنانين فلسطينيين بارزين، منهم فتحي غبن، إسماعيل شموط، مصطفى الحلاج، نبيل عناني، سليمان منصور، تيسير بركات، وفيرا تماري.

ويمكن لزائر المعرض الذي سيستمر حتى الثامن عشر من يناير/كانون الثاني المقبل أن يشاهد أعمالا لفنانين فلسطينيين مخضرمين أمثال فتحي غبن وإسماعيل شموط ومصطفى الحلاج ونبيل عناني وسليمان منصور وتيسير بركات وفيرا تماري. كما يضم المعرض أعمالا فنية متعددة الأساليب والمدارس لفنانين شبان بعضهم تخرج حديثا من كليات الفنون.

وقال الفنان الفلسطيني الشاب مالك أبوسلامة "هذه أول مشاركة لي في معرض جماعي، بصراحة شعور لطيف أن تشارك في معرض إلى جانب أعلام الفن زي أستاذ نبيل وأستاذ سليمان وفنانين كبار مثل مصطفى حلاج".

ويشارك أبوسلامة بعملين فنيين في المعرض أحدهما رُسم بالألوان الزيتية لمنزل قديم وحوله أشجار ويظهر ظل طائرة في ساحته، وأوضح أن "موضوع اللوحة بيتنا اللي كنا نعيش فيه في بيت ساحور، حوالينا طبيعة لليوم موجودة.. أنا برسم أكثر شيء بذكره يطلع براسي، أي حدث سياسي عشناه، هاي الطيارة التي كانت تقصف في عام 2002 في الانتفاضة الثانية، لوحاتي اللي برسمها هي الأشياء اللي عشتها".

ويهدف المعرض إلى تشجيع الفنانين الشبان بشكل خاص وتعريف الجمهور بأعمالهم الفنية. وتشكل "المعارض الفنية أيضا فرصة لنا لاكتشاف المبدعين من الفنانين الشبان، ونعمل معهم ونقدم لهم فرصا لعرض أعمالهم في معارض محلية وخارجية"، وفق ما قاله زياد عناني مؤسسي غاليري زاوية، مضيفا لرويترز "لكن هذا يحتاج إلى تعاون أكثر بين الجهات ذات العلاقة بالفن" مع توفير المزيد من أماكن العرض.

ويستحسن الفنانون المخضرمون فكرة مشاركة فنانين من أجيال مختلفة في معرض واحد. وقال الفنان التشكيلي نبيل عناني "فكرة معرض 'آرت فير رام الله' فكرة حلوة، وتشجيع للفنانين الشبان أن نشارك نحن الجيل القديم معهم في هذا المعرض"، متابعا لرويترز خلال افتتاح المعرض "هذا المعرض بيخلي الجمهور يطلع على الحركة التشكيلية الفلسطينية من خلال الشبان الصغار ونحن الجيل القديم".

وأكد أن هناك جيلا واعدا من الفنانين التشكيليين الفلسطينيين، قائلا "في ناس أول مرة بشوف أعمالها، وهم واعدون ولهم مستقبل"، مضيفا "هناك حضور للفن الفلسطيني عم ينمو نماءا مقنعا بثقة، والحركة التشكيلة تتقدم باستمرار".