تهنئة السيسي للشرع برئاسة سوريا تكشف عن رغبة في التقارب

السلطات المصرية بدأت بالتخلي عن تحفظها وحذرها تجاه السلطات السورية الجديدة بعد بوادر مطمئنة من قبل أحمد الشرع وخطوات دولية وإقليمية لتعزيز العلاقات مع دمشق.
ايقاف الادارة السورية الجديدة لشخصيات معادية لمصر مثل بادرة ايجابية
الزيارات لمسؤولين عرب وخليجيين ودوليين لسوريا تساهم في طمأنة الجانب المصري

واشنطن - هنّأ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الجمعة أحمد الشرع على تولّيه الرئاسة الانتقالية لسوريا، وذلك بعد يومين على تعيينه في هذا المنصب، ما يشير لرغبة مصرية للتقارب مع السلطات الجديدة بعد فترة من التحفظ والترقب، وسط بوادر مشجعة اتخذتها الإدارة السورية الجديدة لنبذ التطرف وخطوات دولية وإقليمية لتعزيز العلاقات مع دمشق.
ونقل بيان للرئاسة المصرية على فيسبوك وتويتر عن السيسي قوله "أتوجّه بالتهنئة للسيد أحمد الشرع لتولّيه منصب رئاسة الجمهورية العربية السورية، خلال المرحلة الانتقالية"، مضيفا "تمنياتي له بالنجاح في تحقيق تطلّعات الشعب السوري نحو مزيد من التقدم والازدهار".

وشجعت خطابات الشرع وبعض الوزراء في الحكومة السورية الجديدة بشأن رفض التطرف وتشريك الاقليات اضافة للجهود الاقليمية والدولية لتعزيز العلاقات مصر على المضي في التقارب.

كما شجعت تهنئة بعض القادة العرب والخليجيين للرئيس الانتقالي بعد توليه منصبه وكذلك اللقاءات التي يجريها عدد من المسؤولين في المنطقة لدمشق الحكومة المصرية على التخلي عن الحذر المفرط تجاه السلطات السورية الجديدة.

ودعمت القاهرة الرئيس السوري السابق بشار الأسد حتى لحظات حكمه الأخيرة، وقد تعاملت منذ سقوطه مع سوريا بحذر شديد إذ أرسلت إليها مساعدات إنسانية وأقامت علاقات دبلوماسية، ودعت في الوقت نفسه مرارا إلى انتقال سياسي شامل في هذا البلد.
ومنذ استيلاء المسلحين بقيادة الإسلاميين على السلطة في ديسمبر/كانون الاول أبقت القاهرة السلطات الجديدة في سوريا على مسافة منها فيما شنت بعض وسائل الاعلام المقربة من السلطة حملة واسعة على الشرع واتهمته التطرف.
وأثار وصول الإسلاميين إلى السلطة في سوريا بعد الإطاحة بالأسد قلق مصر عقب عشر سنوات على تولّي السيسي الرئاسة إثر إسقاط جماعة الإخوان المسلمين من الحكم
وقالت الباحثة في معهد الشرق الأوسط ومقره واشنطن ميريت مبروك لوكالة الصحافة الفرنسية في تصريحات سابقة تعليقا على موقف القاهرة إن "رد الفعل المصري كان حذرا جدا". ورأت أن خطوط مصر الحمراء هي الأمن والإسلاميون والجهات الفاعلة غير الحكومية".
وبمجرد سقوط الأسد، اتخذت القاهرة إجراءات وقائية. وأكدت المبادرة المصرية لحقوق الإنسان أن قوات الأمن اعتقلت 30 سوريا كانوا يحتفلون بسقوط الأسد، ثلاثة منهم يواجهون الترحيل.
كما شدّدت مصر التي يعيش فيها حوالي 150 ألف سوري القيود على منح تأشيرات للسوريين.
وبثّ التلفزيون الحكومي المصري شريطا مصورا يعرض مشاهد اضطرابات وتدريبات عسكرية ومشاريع تنمية مرفقا بخطاب ألقاه السيسي عام 2017 أكد فيه أن الجهات الواقفة وراء الحرب في سوريا يمكن أن تتحوّل إلى مصر.
كما عرض الشريط صورة حديثة للقائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع الملقب بـ"أبومحمد الجولاني" إلى جانب القيادي الإخواني محمود فتحي المتهم بـ"الإرهاب" في مصر.
ولا يحمل وصول هيئة تحرير الشام إلى السلطة في أعقاب هجوم خاطف ما يطمئن القاهرة، إذ إن الهيئة كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة ونالت مع وصولها السلطة دعما واضحا من تركيا حليفة جماعة الإخوان المسلمين.
وتعيد هيئة تحرير الشام إلى الأذهان فترة حكم الإخوان القصيرة التي استمرت عاما في مصر بقيادة الرئيس السابق محمد مرسي، كما تتعارض مع صورة السيسي باعتباره حصنا في مواجهة الإسلام السياسي.
وفي المقابل سعت الإدارة السورية الجديدة لتحسين العلاقات مع دول المنطقة بما فيها مصر حيث عمدت لطمأنة الحكومة المصرية بإيقاف مقاتل مصري انضم لهيئة تحرير الشام ويدعى أحمد المنصور ومنع معارض مصري اخر يدعى محمود فتحي من دخول البلاد.
وحرض منصور وفتحي على دعوة المصريين للحشد والنزول في تظاهرات وإحداث فوضى واضطرابات تزامنا مع الذكرى الـ 14 لاحتجاجات يناير التي أطاحت بحكم الرئيس المصري الأسبق والراحل حسني مبارك.
وتولّى الشرع الأربعاء رئاسة سوريا لفترة انتقالية لم تحدّد مدّتها، وذلك بعد أقلّ من شهرين على قيادته هجوما لفصائل معارضة أطاح الرئيس بشار الأسد.
وغداة تولّيه منصبه الجديد، استقبل الشرع في دمشق أمير قطر الذي أصبح بذلك أول رئيس دولة يزور سوريا منذ الإطاحة بالأسد.
وقالت السلطات السورية الجديدة يوم الأربعاء إن الشرع كُلف بتشكيل هيئة تشريعية انتقالية. وأعلنوا حل كل المجموعات المسلحة التي شاركت في إسقاط الأسد، بالإضافة إلى جيش الحكومة السابقة.