نجل ساركوزي يُشعل غضبا في الجزائر وفرنسا

جمعية الاتحاد الجزائري تعلن مقاضاة لويس ساركوزي بعد قوله إنه لو كان في موقع القرار لرد على التصعيد الجزائري بحرق السفارة الجزائرية في فرنسا، متهمة إياه بالتحريض على العنف والكراهية.

باريس – أشعل لويس ساركوزي نجل الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي الجدل على خلفية تصريحات صادمة وغير مسبوقة حرض فيها على إحراق السفارة الجزائرية في باريس، في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين أسوأ حالاتها، بينما توجه السلطات الجزائرية أصابع الاتهام الى اليمين المتطرف الفرنسي باستثمار هذا التوتر لأغراض سياسية داخلية بهدف تحقيق مكاسب انتخابية في الاستحقاقات المقبلة التي ستشهدها البلاد.

وقال ساركوزي الابن وهو من مواليد 1997، في حوار مع صحيفة "لوموند" الفرنسية "لو كنت في موقع القرار، لأقدمت على حرق السفارة الجزائرية في باريس، وأوقفت جميع التأشيرات، ورفعت الرسوم الجمركية بنسبة 150في المائة"، على خلفية اعتقال الجزائر للكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال.

ويُعرف نجل الرئيس الفرنسي الأسبق بآرائه القريبة من التيارات اليمينية المتطرفة في الولايات المتحدة وفرنسا، فضلا عن اهتمامه بالشؤون الأميركية، وغالباً ما يتم تقديمه كـ"خبير في الشؤون الأميركية" في البرامج التلفزيونية. وتشير تصريحاته الى أنه من أشد المؤيدين للرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ وصف ولايته بأنها "العصر الذهبي الجديد".

وأثارت تصريحات ساركوزي الابن الذي قضى سنوات من حياته في الولايات المتحدة حيث درس في مدرسة عسكرية أميركية، حفيظة الجالية الجزائرية في فرنسا، إذ أعلنت جمعية الاتحاد الجزائري عن رفع دعوى قضائية ضده متهمة إياه بالتحريض على العنف والكراهية، وهي تهمة قد تكلفه السجن لخمس سنوات وغرامة تصل إلى 45 ألف يورو.

وأوضحت الجمعية في منشور على منصة اكس "نأمل أن يكون السيد روتايو مستجيبًا مثلما حدث في قضية المؤثرين الجزائريين"، في إشارة الى الموقف الصارم الذي أظهره وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو ضد عدد من صانعي المحتوى الجزائريين على تيك توك كانوا قد دعوا الى العنف ضد معارضي الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون.

وأيدت ناشطة جزائرية باسم مليكة مقطافي هذا الموقف على حسابها على فيسبوك وأعادت نشر تغريدة الجمعية الجزائرية.

وفي ردها على تصريحات لويس ساركوزي نشرت الإعلامية الجزائرية هناء غزار منشورا على حسابها على فيسبوك، وصفته فيه بأنه "وريث الامتيازات، يجسّد نموذج الطفل المدلل الذي دُفع إلى الأضواء دون أي استحقاق"، مضيفة أنه "صحفي بالواسطة، يفتقر إلى أي قيمة فكرية، فلا يتميز لا بعمق تفكيره ولا بإنسانيته، بل بازدرائه الفاضح. بعد أن قام بلا مبالاة بتبرير مقتل الأطفال الفلسطينيين، تجاوز حدود الوقاحة بإعلانه أنه، لو كان في السلطة، لحرق سفارة الجزائر ردًا على اعتقال صنصال".

ووفق تقارير اعلامية، بدأت علاقة ساركوزي بالإعلام لا سيما الفرنسي تتوسع مع ظهوره كمعلق في قناة "ال سي أي"، كما نُشرت له كتابات في مجلة "فالور أكتويل" اليمينية المتطرفة، ويرى متابعون أنها تعبّر عن آرائه السياسية المتماهية مع التوجهات الليبرالية المتطرفة، بينما يعتقد آخرون أنه يسعى الى بناء صورته كشخصية يمينية محافظة تتبنى مواقف مثيرة للجدل.

وفي الأشهر الأخيرة تصاعدت التوترات بين الجزائر وباريس، إذ تزايدت التصريحات المثيرة للجدل بين مسؤولي البلدين، بينما قدم مجلس الشيوخ الفرنسي بداية الشهر الجاري اقتراحا لمراجعة اتفاق التعاون في مجال الهجرة المبرم بين فرنسا والجزائر عام 1968.

وأيدت الأغلبية في المجلس الفرنسي المقترح، ما يعكس التوافق مع توجهات روتايو الذي وصف في تصريح سابق الاتفاق بـ"البالي"، مشددا على ضرورة التفاوض بشأنه على أسس جديدة.