
هل يهز 'جيل إمام أوغلو' عرش أردوغان
باريس/أنقرة – سلطت صحيفة 'لاكروا' الفرنسية الاثنين، الضوء على الاحتجاجات العارمة التي تشهدها تركيا على خلفية اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم امام أوغلو أحد أكبر المنافسين السياسيين للرئيس التركي والمعارض البارز المنتمي لحزب الشعب الجمهوري أكبر الأحزاب التركية المعارضة، مشيرة إلى حراك مختلف هذه المرة مع خروج مئات الآلاف من الشباب للشوارع وهم ممن يعرفون بـ"جيل إمام أوغلو" الذين سئموا من نظام الحزب الواحد ويتطلعون للتغيير.
وتبدو الاحتجاجات الأخيرة مختلفة تماما عن سابقاتها إذ يشكل "جيل إمام أوغلو" دفعة قوية للحراك الناشئ، نحو التغيير، الأمر الذي استنفر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه وحرك الآلة الأمنية والإعلامية ضده.
ويشير هذا المصطلح (جيل إمام أوغلو) إلى الشباب الأتراك الذين يدعمون رئيس بلدية إسطنبول ويرون فيه رمزا للأمل والتغيير في تركيا. ويرون فيه شخصية سياسية صاعدة ويراهنون على ما يتمتع به من شعبية كبيرة بينهم.
ويتسم هذا الجيل بالتفاؤل والأمل في مستقبل أفضل لتركيا ويدعو إلى التغيير السياسي والاجتماعي في البلاد. كما يؤمن بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان. ويعتبره البعض رمزا للمعارضة التركية في مواجهة حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم.
ويلعب هذا الجيل دورا مهما في الحياة السياسية التركية ويساهم في تشكيل مستقبل البلاد. ويعتبر هؤلاء الشباب أنفسهم جزءا من حركة تسعى إلى ترسيخ الديمقراطية وحكم القانون في تركيا.
وفي الانتخابات المحلية التركية التي جرت في 31 مارس/اذار 2024، حقق إمام أوغلو فوزا ساحقا في إسطنبول وهو ما اعتبره أنصاره انتصارا لجيل جديد من السياسيين الشباب في تركيا.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن أصوات المتظاهرين الشباب كانت تنادي باسم أكرم إمام أوغلو، مضيفة أنه منذ اعتقاله يوم 19 مارس/آذار بتهمة الفساد والإرهاب، يتجمع عشرات الآلاف من الأشخاص كل مساء أمام مبنى بلدية إسطنبول على الرغم من حظر التظاهر، في تحد لأكبر حشد أمني سخرته الدولة لمواجهة الحراك الشبابي.
وإلى حدود نهاية الأسبوع توسعت المظاهرات إلى ثلثي محافظات تركيا، ما يشير إلى أنها باتت تمثل خطرا على نظام الرئيس أردوغان.

وانتقد أردوغان المعارضة الرئيسية اليوم الاثنين قائلا إن احتجاجاتها على احتجاز رئيس بلدية إسطنبول ومنافسه السياسي الرئيسي تحولت إلى "حركة عنف".
وفي حديثه عقب اجتماع لمجلس الوزراء في أنقرة، أضاف أن حزب الشعب الجمهوري، وهو حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، مسؤول عن أي ضرر بالممتلكات أو أذى يلحق بأفراد الشرطة خلال الاحتجاجات، مؤكدا أن "استعراضهم" سينتهي في النهاية وسيشعرون بالخجل من "الشر" الذي ارتكبوه في حق بلدهم.
كما طمأن أردوغان الأتراك بالقول إن آثار التقلبات الأخيرة في الأسواق ستكون مؤقتة وعلى الأتراك الثقة في الحكومة، مضيفا أنه لن يسمح بأي ضرر على البرنامج الاقتصادي ومكاسبه ومؤكدا أن المؤسسات تمكنت بنجاح من السيطرة على التقلبات الأخيرة في الأسواق. وقال إن الأولوية هي الحفاظ على استقرار الوضع المالي
لكن شركة ستاندرد اند بورز غلوبال للتصنيف الائتماني حذرت من جهتها من أن التوتر الناجم عن اعتقال أكبر منافس سياسي أردوغان قد يتسبب في انتكاسة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي في البلاد.
وقالت "القبض على ساسة معارضين الأسبوع الماضي وحبسهم قد يشكل خطرا على الثقة في الاقتصاد التركي واستقرار سعر الصرف"، مضيفة أن التأثيرات الناجمة عن تزايد الضبابية المحيطة بإنفاق الأسر وتدفقات رأس المال والنمو الاقتصادي والتضخم قد تكون "ملموسة" أيضا. وكانت الوكالة رفعت تصنيف تركيا مرتين العام الماضي بسبب جهود الإصلاح.