'تنفيس' تجربة تشكيلية تمنح الطبيب عبدالباسط التواتي استراحة إبداعية
المنستير (تونس) - يحتضن المركب الثقافي بالمنستير إلى غاية الثامن والعشرين من مارس/آذار الحالي معرضا تشكيليا بعنوان "تنفيس" (catharsis) للفنان عبدالباسط التواتي.
ويقدم التشكيلي التونسي في معرضه الذي افتتحه في الخامس عشر من مارس/آذار الجاري، 32 لوحة أنجزها خلال الفترة الممتدة من سنة 2000 إلى غاية الثلاثي الأول من السنة الجارية، وسيكون رواد الفن بقصر خير الدين بتونس العاصمة على موعد مع هذه اللوحات في معرض مماثل من المقرر افتتاحه في يونيو/حزيران المقبل.
وعن سر تسمية المعرض بهذا الاسم، يقول التواتي إن اختياره لمصطلح "تنفيس" عائد إلى حاجة الإنسان الأكيدة لممارسة الفعل الإبداعي في مجال الفنون الجميلة حتى يتمكن من التنفيس عن ذاته وإعادة ترتيب انفعالاته ومشاعره وبالتالي إيجاد توازنه.
وأوضح الفنان التشكيلي في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء أن ممارسة الفن التشكيلي هو بمثابة "التنفيس" بالنسبة إليه بحكم طبيعة عمله المضني كطبيب مختص في علاج المدمنين، وهو ما يتطلب منه التوقي من الضغط النفسي اليومي والتنفيس عن نفسه عبر الهروب إلى ورشة الرسم طلبا للراحة، قائلا "ورشتي هي متنفسي"، ومستشهدا بمقولة الفيلسوف الألماني الشهير فريديريك نيتشه "لدينا الفن حتى لا تميتنا الحقيقة".
ولفت الطبيب الفنان ورئيس جمعية "طب ثقافة فن" إلى أن التكوين الأكاديمي والتعرف على المدارس الفنية، ساعده في الاشتغال أكثر على الجانب الإبداعي في أعماله مقارنة بما سبقها، إذ نظم إلى حد الآن حوالي 10 معارض شخصية، كان أولها سنة 1983 في معتمدية سوق الأحد بولاية قبلي.
وتتميز أعمال التواتي بتطويع الألوان وتنويع التقنيات المعتمدة ، حيث استعمل اللوحة الواحدة واللوحة الثنائية واللوحة الثلاثية، فضلا عن استعمال التنصيبات، من ذلك أنه حاول عبر تنصيبة مكونة من أربع لوحات تثمين مادة البلاستيك، فرغم أنها مادة ملوثة للبيئة إلا أنه يمكن أن تصبح عملا فنيا.
ويستلهم الفنان التشكيلي عبدالباسط التواتي من التراث المعماري التونسي في إنجاز بعض أعماله، علاوة على التفاعل مع ما يحيط به من قضايا في مجتمعه وفي العالم.
وبدأت علاقة التواتي بالفن منذ نعومة أظافره مع الخط العربي وإنجاز الجداريات، ورغم أنه اختار امتهان الطب إلا أن عشقه للفنون الجميلة جعله يقرر العودة إلى مقاعد الدراسة لمزاولة هذه المرة اختصاص الفنون الجميلة والحصول على درجة الدكتوراه من المعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة.