ويكيبيديا تدخل عصر الذكاء الاصطناعي بحذر

الموسوعة الحرة تعلن إنها لا تعتزم استبدال مجتمع المحررين والمتطوعين بمحتوى النماذج التوليدية بل استخدام التقنية في ازالة الحواجز التقنية.

واشنطن - كشفت المؤسسة غير الربحية وراء "ويكيبيديا" الأربعاء عن استراتيجيتها الجديدة للذكاء الاصطناعي للسنوات الثلاث المقبلة — ولحسن الحظ، فإنها لا تعتزم استبدال مجتمع المحررين والمتطوعين بالذكاء الاصطناعي.

بدلًا من ذلك، تقول مؤسسة "ويكيميديا" إنها ستستخدم الذكاء الاصطناعي لبناء ميزات جديدة "تزيل الحواجز التقنية"، مما يمنح المحررين والمشرفين أدوات تساعدهم على إنجاز مهامهم دون الحاجة للقلق بشأن كيفية "تحقيقها تقنيًا".

وفي ظل المخاوف من أن الذكاء الاصطناعي قد يؤثر مستقبلا على وظائف البشر، خاصة في مجالات إنتاج المحتوى، تشير "ويكيبيديا" إلى أنها تنوي استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة تُسهل عمل الناس، لا لتحلّ محلهم.

وبدلا من الاستبدال، تؤكد المنظمة أنها ستوظف الذكاء الاصطناعي التوليدي في مجالات محددة يُظهر فيها كفاءة، مثل إنشاء سير عمل مدعومة بالذكاء الاصطناعي لأتمتة المهام المملة.

 كما سيُستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين سهولة الوصول إلى المعلومات في "ويكيبيديا"، مما يتيح للمحررين وقتًا أكبر للنقاش البشري المطلوب لبناء التوافق حول إنشاء أو تعديل أو تحديث المقالات.

جهودنا ستسترشد بالقيم والمبادئ والسياسات التي نتمسك بها منذ زمن طويل

وسيساعد الذكاء الاصطناعي كذلك في أتمتة الترجمة ودعم عملية إدماج المتطوعين الجدد.

وقال كريس ألبون، مدير قسم تعلم الآلة في مؤسسة ويكيميديا، إلى جانب ليلى زيا، مديرة ورئيسة قسم البحث، في تدوينة لإعلان الخبر: "نعتقد أن نجاح عملنا المستقبلي مع الذكاء الاصطناعي لن يعتمد فقط على ما نفعله، بل على كيف نفعله".

وأضاف البيان: "جهودنا ستسترشد بالقيم والمبادئ والسياسات التي نتمسك بها منذ زمن طويل (كاحترام الخصوصية وحقوق الإنسان)؛ سنتبع نهجًا يركز على الإنسان ونُعلي من شأن إرادته؛ سنعتمد على الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر؛ وسنلتزم بالشفافية؛ كما سنتعامل بحساسية مع التعدد اللغوي، وهو عنصر أساسي في ويكيبيديا".

وأشارت المؤسسة أيضًا إلى أن الحفاظ على قاعدة المعرفة في ويكيبيديا أصبح مهمة أكثر أهمية في ظل صعود الذكاء الاصطناعي التوليدي، المعروف اليوم بارتكابه الأخطاء واختلاق الإجابات أحيانًا.