عون يعود من الكويت بوعود دعم واتفاق على تنشيط التعاون

الكويت - توجت الزيارة التي أداها الرئيس اللبناني جوزيف عون إلى الكويت بالاتفاق على إعادة تفعيل اللجنة المشتركة بين البلدين لتكون الممر الأساسي للمستثمرين الكويتيين، فيما أعلن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح عن ترفيع التمثيل الدبلوماسي للكويت في لبنان.

وسعى عون خلال مباحثاته مع المسؤولين الكويتيين إلى استقطاب استثمارات يحتاجها البلد الذي يتلمس طريقه إلى التعافي من أزماته المالية الاقتصادية والخانقة. 

وأكد الرئيس اللبناني في مقابلة مع التلفزيون الكويتي أن المشاريع الحيوية التي يحتاجها لبنان في هذه المرحلة تشمل الطاقة والبنية التحتية، مضيفا أن "الكويت قادرة على المساهمة في هذه المجالات وبناء إعادة الثقة".

وشدد على أن لبنان لا يحتاج إلى هبات بل إلى استثمارات خليجية لإنعاش اقتصاده المتعثر، مضيفا "أنا واثق من التوافق مع سمو الأمير على مشاركة الكويت في عدد من المشاريع التنموية"، مشيرا إلى أن زيارته الرسمية تأتي في إطار انفتاح بلاده على الدول العربية، وخصوصا الخليجية.

وكان الرئيس اللبناني قد غادر الكويت في وقت سابق من اليوم الاثنين في ختام الزيارة التي استمرت يومين والتقى خلالها ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الأحمد الصباح وبحثا سبل "تفعيل العلاقات وإحياء الاتفاقيات الموقعة بين البلدين وتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري"، وفق الوكالة الوطنية للإعلام.

بدوره شدد وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي مع نظيره الكويتي عبدالله علي اليحيا، على أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين وضرورة تمتينها، وفق بيان لخارجية لبنان.

وثمن رجي "دعم الكويت الدائم والمستمر للبنان في مجالات عدة منها الدبلوماسية والاقتصاد والسياسة، معبرا عن "امتنان الشعب اللبناني لعدم تردد الدولة الخليجية في الوقوف إلى جانب بيروت في كل الأزمات الصعبة التي مر بها".

ودعا الوزير اللبناني المستثمرين والسياح الكويتيين إلى العودة لزيارة بلاده. كما شرح رجي لوزير خارجية الكويت "ما تقوم به الحكومة من جهود على صعيد الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية والقضائية التي تصب كلها في سبيل الحدّ من الفساد"، وفق المصدر ذاته.

وفي وقت سابق من اليوم الاثنين أعلن أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح خلال لقائه عون رفع التمثيل الدبلوماسي بين بلاده ولبنان بهدف تعزيز العلاقات الثنائية وإعادتها إلى وضعها الأمثل، وفق بيان للرئاسة اللبنانية.

وأكد الشيخ مشعل حرص الكويت على دعم لبنان وعلى تعزيز العلاقات الكويتية اللبنانية والخليجية. والأحد، بدأ عون زيارة إلى الدولة الخليجية الثرية، على أمل إقناع قادتها بالسماح بعودة السياح الكويتيين لزيارة بلاده، بعد خطوة إماراتية مماثلة قبل أيام.

وعند وصوله الكويت قال في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية إن "الزيارة ستكون فرصة للتأكيد على أن اللبنانيين ينتظرون عودة أشقائهم الكويتيين إلى بلدهم الثاني لبنان لاسيما، خلال فصل الصيف المقبل، لتزهو الربوع اللبنانية من جديد بوجودهم".

والأربعاء الماضي، بدأت عودة المواطنين الإماراتيين إلى لبنان عبر 3 طائرات هبطت في مطار رفيق الحريري بالعاصمة بيروت

وجاءت هذه الخطوة تنفيذا لقرار رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الأحد الماضي، رفع الحظر عن سفر مواطنيه إلى لبنان، بعد زيارة عون إلى أبوظبي.

وفي 2021، أعلنت دول خليجية منع مواطنيها من السفر إلى لبنان إثر أزمة تصريحات وزير الإعلام اللبناني الذي استقال لاحقا جورج قرداحي، بشأن الحرب في اليمن.

ويعتمد لبنان بشكل كبير على السياحة الوافدة، ولاسيما من دول الخليج العربي الست، وهي الكويت والإمارات والسعودية وقطر وسلطنة عمان والبحرين.

ومنذ 2019، يعاني البلد أزمة اقتصادية غير مسبوقة في تاريخه الحديث، زادتها سوءا تداعيات حرب مدمرة شنتها عليه إسرائيل بين سبتمبر/أيلول، ونوفمبر/تشرين الثاني الماضيين.