تصعيد إيراني يهدد بعرقلة جهود التوصل لاتفاق نووي

نائب وزير الخارجية الايراني يؤكد أن بلاده لن تقبل بأي اتفاق يشترط التخلي الكامل عن عمليات تخصيب اليورانيوم، مما يشير إلى أن التفاهمات المبدئية خلال المفاوضات لا تزال هشة ومعرضة للانهيار في أي لحظة.
ادارة ترامب تشدد على ضرورة تفكيك البرنامج النووي الايراني

طهران - رغم التصريحات المتفائلة التي صدرت مؤخراً عن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب حول إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي قريب مع إيران، بدأت طهران في اتخاذ مواقف تصعيدية تثير الشكوك حول جدية التقدم المحرز في المفاوضات. فقد أكدت تصريحات مسؤولين إيرانيين، من بينهم نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي، أن بلاده لن تقبل بأي اتفاق يشترط التخلي الكامل عن عمليات تخصيب اليورانيوم، مما يشير إلى أن التفاهمات المبدئية لا تزال هشة ومعرضة للانهيار في أي لحظة.
وتبدو إيران مصممة على مواصلة برنامجها النووي رغم الضغوط الأميركية المتزايدة، حيث ترفض بشكل قاطع وقف التخصيب نهائياً، معتبرة أن ذلك يمس سيادتها وحقوقها بموجب الاتفاقيات الدولية. وتأتي هذه المواقف في وقت يطالب فيه بعض المسؤولين الأميركيين بضرورة تفكيك البرنامج النووي الإيراني كلياً كشرط أساسي لرفع العقوبات، وهو ما تعتبره طهران خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه.
وكان علي شامخاني مستشار المرشد الأعلى علي خامئني اكد الأسبوع الماضي أن بلاده لن تسعى أبداً لامتلاك أسلحة نووية، وأبدى استعداد بلاده للتخلص من مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب والسماح للمفتشين الدوليين بالإشراف على عملية التخصيب. إلا أن هذا الطرح لم يتضمن أي إشارة إلى قبول طهران بوقف عمليات التخصيب بشكل كامل، ما يضع عقبة إضافية أمام المفاوضات، ويعكس تمسك إيران بحقها في مواصلة النشاط النووي ضمن حدود معينة مقابل رفع فوري وشامل للعقوبات المفروضة عليها.
وجدد المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف أمس الأحد التأكيد على موقف واشنطن بأن أي اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران يجب أن يتضمن وقف تخصيب اليورانيوم الذي يشكل مسارا محتملا نحو تطوير قنابل نووية. وتقول طهران إن أغراض برنامجها النووي سلمية بحتة. وأضاف تخت روانجي "موقفنا بشأن التخصيب واضح، وأكدنا مرارا أنه إنجاز وطني لن نتنازل عنه".
ولا تزال ايران تناور من أجل كسب الوقت رغم أن تلك الخطوات تخاطر بنفاذ صبر الرئيس الأميركي الذي لوح مرارا بالخيار العسكري في حال فشلت المفاوضات النووية.
وقال ترامب خلال زيارته لمنطقة الخليج الأسبوع الماضي إن التوصل إلى اتفاق أصبح وشيكا للغاية، لكن على إيران التحرك بسرعة.
وقال إسماعيل بقائي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اليوم إن واشنطن تُعّقد المفاوضات من خلال إعلان تصريحات مغايرة لما تجري مناقشته خلف الأبواب المغلقة خلال المحادثات.
وأضاف بقائي "رغم ورود تصريحات متناقضة من الأميركيين، ما زلنا نشارك في المفاوضات"، إذ يتوقع كلا الجانبين أن تعلن سلطنة عمان التي تقوم بدور الوسيط عقد جولة خامسة من المحادثات.
وخلال ولايته الأولى في الفترة بين عامي 2017 و2021، انسحب ترامب من اتفاق أُبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، والذي فرض قيودا صارمة على أنشطة تخصيب اليورانيوم في طهران مقابل تخفيف العقوبات الدولية.
وأعاد ترامب، الذي وصف اتفاق عام 2015 بأنه منحاز لإيران، فرض عقوبات أمريكية شاملة على طهران. وردت الجمهورية الإسلامية بزيادة نشاط التخصيب.
والاسبوع الماضي شنّ خامنئي هجوماً حاداً على الولايات المتحدة، مطالباً بخروجها من المنطقة، وواصفاً الرئيس الأميركي بالكاذب، فيما لم يوفر الكيان الإسرائيلي من خطابه الذي اعتبره "ورمًا سرطانيًا يجب استئصاله".