إيران تعرض إنشاء اتحاد إقليمي لتخصيب اليورانيوم
طهران - قال مسؤول إيراني كبير إن طهران منفتحة على إبرام اتفاق نووي مع الولايات المتحدة يدور حول فكرة تشكيل اتحاد إقليمي لتخصيب اليورانيوم يتخذ من إيران مقرا، وفق ما نقله موقع أكسيوس فيما يأتي ذلك وسط تصعيد من قبل المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي.
الطرح الإيراني الجديد قد يثير ردود فعل متباينة في الأوساط الدولية، بين من يراه مؤشراً على مرونة دبلوماسية جديدة، وبين من يعتبره مجرد مناورة للالتفاف على ضغوط أميركية وأوروبية متصاعدة تهدف للحد من قدرات طهران النووية، خاصة مع استمرار المفاوضات النووية.
والحديث عن "اتحاد إقليمي لتخصيب اليورانيوم" هو اقتراح غير مسبوق من حيث الطرح، لكن غامض في حيثياته وآلياته. ما طبيعة هذا الاتحاد؟ من هي الدول التي ستنضم إليه؟ ومن يضمن الرقابة عليه؟ بل الأهم: هل سيحظى بثقة واشنطن والدول الأوروبية، التي تشكك أصلاً في نوايا إيران النووية؟.
وقد تحاول ايران تقديم المشروع كحل وسطي يتيح لها الحفاظ على قدراتها الفنية، مع ضمانات رقابية مشتركة إقليمية، في إطار ما تسميه "سيادة مشروعة" على أراضيها، لكن من غير المرجح أن تقبل دول الخليج أو إسرائيل أو أوروبا بفكرة أن تكون طهران مركزًا لأي منظومة نووية إقليمية، في ظل انعدام الثقة الحالي.
واللافت أن التصريح بشأن "اتحاد التخصيب" جاء متزامنًا مع لهجة أكثر تصلبًا من قبل القيادة العليا الإيرانية، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة إيرانية لتقديم مقاربة مزدوجة: التلويح بالتصعيد في الداخل لإرضاء المحافظين، والانفتاح المدروس في الخارج لتخفيف حدة الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية، خصوصًا بعد زيادة عزلة طهران نتيجة تعاونها المتراجع مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي اليوم الأربعاء إن طهران لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم، رافضا بذلك مطلبا أميركيا رئيسيا يهدف إلى حل نزاع نووي مستمر منذ عقود، والذي وصفه بأنه يتعارض مع مصالح بلاده.
وكانت سلطنة عمان قدمت الاقتراح الأميركي لاتفاق نووي جديد إلى إيران يوم السبت. وتتوسط مسقط في محادثات بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومبعوث الرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وبعد خمس جولات من المحادثات، لا تزال هناك العديد من القضايا التي يصعب حلها، ومنها إصرار إيران على مواصلة تخصيب اليورانيوم على أراضيها ورفضها شحن كامل مخزونها الحالي من اليورانيوم عالي التخصيب إلى الخارج. واليورانيوم مادة خام يمكن استخدامها لصنع قنابل نووية.
وقال خامنئي في خطاب بثه التلفزيون "تخصيب اليورانيوم هو أساس برنامجنا النووي، والأعداء يركزون على التخصيب". وأضاف أن الاقتراح الأميركي "يتناقض مع إيمان أمتنا بالاعتماد على الذات ومبدأ نخن قادرون".
وأضاف "قادة أميركا الوقحون والمتغطرسون يطالبون مرارا بعدم امتلاك برنامج نووي. من أنتم لتقرروا ما إذا كان ينبغي لإيران التخصيب؟".
قادة أميركا الوقحون والمتغطرسون يطالبون مرارا بعدم امتلاك برنامج نووي
وتقول طهران إنها تريد امتلاك تكنولوجيا نووية للأغراض السلمية وترفض دوما اتهامات القوى الغربية لها بالسعي لتطوير أسلحة نووية.
ويوم الاثنين كشفت وكالات انباء أن طهران على وشك رفض الاقتراح الأميركي بذريعة أنه "غير قابل للتنفيذ" ولم يخفف موقف واشنطن بشأن تخصيب اليورانيوم أو يلب مصالح طهران.
وعاود ترامب ممارسة سياسة "أقصى الضغوط" على طهران منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير كانون الثاني، والتي تضمنت تشديد العقوبات والتهديد بقصف إيران إذا لم تفض المفاوضات إلى اتفاق.
وخلال ولايته الأولى عام 2018، انسحب الرئيس الاميركي من الاتفاق النووي المبرم بين طهران وست قوى عالمية عام 2015، وعاود فرض العقوبات التي شلت الاقتصاد الإيراني. وردت إيران بزيادة مستوى التخصيب بما يتجاوز كثيرا حدود الاتفاق.
وترى إسرائيل، عدو إيران اللدود، في البرنامج النووي الإيراني تهديدا وجوديا وهددت مرارا بقصف منشآت طهران النووية لمنعها من امتلاك أسلحة نووية.