تسليح ميليشيا فلسطينية خطّة إسرائيل لإضعاف حماس

خبراء أمنيون يحذرون من أن تسليح المجموعات قد يأتي بنتائج عكسية، حيث لا توجد ضمانات بأن هذه الأسلحة لن تستخدم ضد إسرائيل.

القدس - أفاد إعلام عبري بأن الميليشيا التي تسلحها إسرائيل في غزة بدأت في محاولة تجنيد فلسطينيين في المناطق التي تسيطر عليها في رفح جنوبي القطاع، في خطوة تهدف إلى إضعاف حماس، فيما حذر خصوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من استنساخ تجربة الحركة الفلسطينية التي قادت هجوما على الأراضي الإسرائيلية أدى إلى اندلاع الحرب التي دخلت عامها الثالث. 

ويرى البعض أن دعم إسرائيل لهذه الميليشيات يهدف إلى خلق حالة من الفوضى داخل غزة، مما قد يبرر استمرار السيطرة الإسرائيلية أو يمهد لسيناريوهات مستقبلية.

وحذر خبراء أمنيون وسياسيون من أن تسليح هذه الجماعات قد يأتي بنتائج عكسية ويؤدي إلى عدم استقرار أعمق في المستقبل، حيث لا توجد ضمانات بأن هذه الأسلحة لن تستخدم ضد إسرائيل في نهاية المطاف.

وأثار هذا التحرك انتقادات حادة داخل إسرائيل، حيث وصفه البعض بأنه "جنون كامل" و "خطوة غير مسؤولة" قد تؤدي إلى عواقب وخيمة.

والخميس، أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتسليح جماعة في غزة، بهدف استخدامها ضد حركة حماس، وذلك بعد أن كشف ذلك وزير الدفاع الأسبق أفيغدور ليبرمان.

بينما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الجمعة أن "الميليشيا" التي تسلحها إسرائيل بغزة تعمل بالتهريب والابتزاز ولا تهتم بالقضية الفلسطينية، وفق ما نقلته عن مسؤول إسرائيلي لم تسمّه.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية مساء اليوم الاثنين إن "ياسر أبوشباب، زعيم الميليشيا التي تتلقى أسلحة من إسرائيل لمعارضة حركة حماس، دعا سكان غزة للتطوّع في لجان إدارية ستتولى إدارة المناطق التي تسيطر عليها عشيرته في رفح".

وأضافت "لهذا الغرض، ناشد أبوشباب في منشور على فيسبوك سكان غزة ذوي الخبرة بالتطوع في اللجان الإدارية".

الحكومة الإسرائيلية تنقل أسلحة إلى مجموعة من المجرمين والمخالفين للقانون الذين ينتمون إلى داعش

وأوضحت "يديعوت أحرونوت" أن "أبوشباب، وهو بدوي (32 عاما) من سكان رفح، يُقدم على مواقع التواصل الاجتماعي كقائد لميليشيا محلية ويزعم أنها مُصممة لحماية المدنيين وتوزيع المساعدات الإنسانية".

لكنه وفق الصحيفة "اشتهر بنهب شاحنات الأمم المتحدة العام الماضي، وإعادة بيع الإمدادات الإنسانية المخصصة لسكان غزة"، وهي اتهامات نفى صحتها.

بينما قالت حماس إن هذه العصابات "امتهنت الخيانة والسرقة وتتحرك تحت إشراف أمني صهيوني مباشر"، مؤكدة أنها "أدوات رخيصة بيد العدو، وعدو حقيقي لشعبنا الفلسطيني".

وفي وقت سابق علق رئيس حزب "الصهيونية الدينية"، بتسلئيل سموتريتش، في اجتماع حزبه بالكنيست (البرلمان) على قضية نقل السلاح إلى ميليشيات في قطاع غزة، وهي الخطوة التي قال نتنياهو إنها تمت بناءً على توصية من الجهات الأمنية، قائلا إنه لم يكن على علم مسبق بالقرار.

والخميس، قال زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" المعارض ليبرمان إن الحكومة الإسرائيلية "تنقل أسلحة إلى مجموعة من المجرمين والمخالفين للقانون الذين ينتمون إلى داعش".

وأضاف في تصريح لهيئة البث "وفق تقديري، لم يحظَ هذا بموافقة الكابينت. كان رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) على علمٍ بذلك، لكنني لا أعرف مدى اطلاع رئيس الأركان على الأمر"، وحذّر أيضًا من أنه "في نهاية المطاف، ستُستخدم هذه الأسلحة ضدنا".

وفي وقت لاحق، أكد نتنياهو بنفسه تسليح الميليشيات، وقال "ما السيء في ذلك؟ هذا جيد فقط. ينقذ حياة جنود الجيش الإسرائيلي".

وفي أكثر من مناسبة، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن "عصابات مسلحة" مدعومة من إسرائيل تنهب المساعدات الإنسانية الشحيحة التي تدخل غزة، وسط حصار إسرائيلي خانق.