الهجوم الإسرائيلي على إيرن يُبدد آمال عودة الملاحة بالبحر الأحمر

بعض الدول مثل اليونان والمملكة المتحدة نصحت سفنها التجارية بتجنب الإبحار في خليج عدن وتسجيل جميع الرحلات عبر مضيق هرمز بحذر شديد، وسط مخاوف من أن تغلق طهران الممر المائي الحيوي.

صنعاء - بدّد الهجوم الإسرائيلي على إيران الآمال في عودة حركة الملاحة في البحر الأحمر إلى سالف نشاطها، وسط تحذيرات من أن يصعّد المتمردون الحوثيون، المدعومون من طهران، من هجماتهم على السفن انتقاما من الدولة العبرية، بالإضافة إلى احتمال غلق مضيق هرمز من قبل السلطات الإيرانية، ما ينذر بتداعيات ثقيلة على التجارة العالمية وخاصة إمدادات الطاقة.

وقالت القوة البحرية المشتركة متعددة الجنسيات التي تقودها الولايات المتحدة إن "حركة الملاحة التجارية مستمرة في المرور عبر مضيق هرمز على الرغم من الهجمات الإسرائيلية واسعة النطاق على إيران اليوم الجمعة، إلا أن بعض ملاك السفن يرغبون في تجنب المنطقة".

وسبق أن هددت إيران بإغلاق الممرر الحيوي أمام حركة الملاحة البحرية ردا على الضغوط الغربية. ورأى محللون أن أي خطوة في هذا المجال يمكن أن يقيد التجارة وتؤثر على أسعار النفط العالمية.

وعلى الرغم من تهديداتها، فإن إغلاق المضيق سيلحق ضرراً بالغاً بإيران نفسها، حيث تعتمد بشكل كبير على الصادرات النفطية عبر هذا الممر الذي يمر عبره حوالي ثلث تجارة النفط العالمية وأكثر من 20 بالمئة من صادرات الغاز الطبيعي المسال، فيما سيؤدي أي تعطيل لهذه الإمدادات حتمًا إلى ارتفاع كبير في أسعار الطاقة.

وقالت القوة البحرية المشتركة في إرشاداتها إن "مضيق هرمز لا يزال مفتوحا وحركة المرور التجارية مستمرة دون انقطاع"، مضيفة أن الأحداث التي وقعت خلال اليوم تزيد من احتمال نشوب صراع إقليمي إلى "احتمال كبير".

وأظهرت وثائق اطلعت عليها رويترز أن اليونان وبريطانيا نصحتا سفن الشحن التجاري التابعة لهما بتجنب الإبحار عبر خليج عدن وبتسجيل جميع الرحلات عبر مضيق هرمز، وذلك بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران.

وقال جاكوب لارسن كبير مسؤولي السلامة والأمن في رابطة الشحن بيمكو "لدينا تقارير تفيد بأن المزيد من مالكي السفن يتوخون الحذر الشديد ويفضلون الابتعاد عن البحر الأحمر وخليج فارس".

وأضاف أنه في حال اتهام الولايات المتحدة بالتورط في أي هجمات، "فإن خطر التصعيد سيزداد بشكل كبير.. وقد يشمل هجمات صاروخية على السفن أو زرع ألغام بحرية في مضيق هرمز".

وقالت إسرائيل إنها استهدفت منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية وقادة عسكريين في مستهل عملية طويلة الأمد لمنع طهران من صنع سلاح نووي. وتنفي إيران وجود أي خطة من هذا القبيل.

وذكرت رابطة ناقلات النفط "إنترتانكو" أن "هرمز ممر مائي حيوي لا بديل له لتجارة ناقلات النفط وأي عائق أو تهديد لحرية حركة الشحن سيكون له تأثير كبير على الاقتصاد العالمي".

وتشير واحدة من الوثائق التي صدرت اليوم الجمعة إلى أن جمعية الشحن اليونانية حثت أصحاب السفن على إرسال تفاصيل سفنهم التي تبحر عبر المضيق إلى الوزارة المعنية بالملاحة البحرية.

ويملك أصحاب السفن اليونانيون أكبر أسطول ناقلات نفط في العالم. وذكرت الوثيقة "بسبب التطورات في الشرق الأوسط وتصعيد العمليات العسكرية في المنطقة الأوسع، تدعو وزارة الشحن اليونانية... شركات الشحن بشكل عاجل إلى إرسال... تفاصيل السفن التي تبحر في منطقة مضيق هرمز".

وأفادت وثيقة منفصلة أصدرتها وزارة النقل البريطانية بأنها تنصح جميع السفن التي ترفع العلم البريطاني، بما فيها المسجلة في جبل طارق وبرمودا، بتجنب الإبحار عبر جنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

وجاء في التحذير أن السفن التي تمر عبر هذه المناطق يتعين عليها الالتزام بأعلى مستويات إجراءات الأمن والحد من عدد أفراد الطاقم على سطح السفينة في أثناء العبور.

وأكد مسؤول في مهمة الاتحاد الأوروبي بالبحر الأحمر "أسبيدس" إنها تواصل عملياتها كالمعتاد، لكنها تراقب التطورات في المنطقة.