إيران تطلب من العراق منع الطيران الإسرائيلي من اخراق مجاله الجوي
طهران - حثّ الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان العراق الأحد على منع إسرائيل من استخدام مجاله الجوي وأراضيه لشنّ هجمات على الجمهورية الإسلامية، بينما أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني رفضه بشدة لاختراق الطيران الحربي الإسرائيلي لأجوائه، في حين لا يتخوف العراق من جره لحرب لا قدرة له على مجاراتها، مع تهديدات فصائل عراقية موالية لطهران باستهداف القوات والمصالح الأميركية في حال انخرطت الولايات المتحدة في الحرب دعما للهجوم الإسرائيلي.
وقال بزشكيان في اتصال هاتفي مع السوداني "نؤكد أنّ الحكومة العراقية يجب أن تمارس المزيد من اليقظة وحماية حدودها ومجالها الجوي كي لا تتم إساءة استخدام الأراضي العراقية ضدّ الجمهورية الإسلامية"، حسبما أفاد بيان صادر عن الرئاسة الإيرانية.
وبشكل واقعي، لا يملك العراق في الوقت الحالي، القدرة العسكرية الكافية لمنع إسرائيل من اختراق مجاله الجوي اذ يعتمد بشكل كبير على الضغط الدبلوماسي على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لوقف هذه الانتهاكات، بالإضافة إلى جهوده لبناء قدراته الدفاعية الجوية على المدى الطويل. والوضع الجيوسياسي المعقد في المنطقة يزيد من صعوبة هذه المهمة بالنسبة لهذا البلد العالق جغرافيا وجيوسياسيا في أزمات وصراعات بين حليفين خصمين هما الولايات المتحدة وإيران ويواجه وضعا صعبا مع الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على طهران.
وجدد السوداني رفض بلاده بشدة اختراق أجواء العراق في الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل وهو كان ومازال يبذل أقصى درجات ضبط النفس والابتعاد عن الصراعات في المنطقة مع تقديم مصلحة الشعب العراقي أولا.
وقال خلال استقباله سفير الاتحاد الأوروبي توماس سيلر "إن العدوان الصهيوني الأخير على إيران يمثل تهديدا مباشرا للأمن والاستقرار في العراق والمنطقة وأن المقصود منه عرقلة كل الجهود الدبلوماسية التي جرى بذلها، في انتهاك صارخ للقواعد والأعراف القانونية والدولية".
ودعا القوى الكبرى والاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص إلى "وقف الأعمال العدائية وأن منبع التوتر هو استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يواجهها شعبنا الفلسطيني"، فيما عبر السفير سيلر عن تقديره للموقف العراقي إقليميا ودوليا، ولنجاح الحكومة في ترسيخ الأمن والاستقرار المستدام، وسياستها المتوازنة دوليا.
وأكد رغبة الاتحاد الأوروبي في تعزيز أوجه الشراكة مع العراق في مختلف المجالات والعمل على تنظيم زيارة قريبة لوفد بنك الاستثمار الأوروبي الى بغداد، بالإضافة إلى استمرار التعاون مع الجهات العراقية المعنية من أجل تسهيل عودة الطيران العراقي للعمل في القارة الأوروبية.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية الأحد بأن حصيلة الضربات الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية الجمعة والسبت بلغت 128 شخصا بينهم نساء وأطفال، بينما أصيب المئات بجروح.
ونقلت صحيفة اعتماد عن وزارة الصحة قولها إن "128 شخصا استشهدوا في هذه الاعتداءات العسكرية، وأدخل نحو 900 جريح الى المستشفيات". وأفاد التقرير بأن حصيلة القتلى تتضمن 40 امرأة، مشيرا الى أن "عدد الأطفال الشهداء كبير".
وأعلن الحرس الثوري الإيراني اليوم الأحد مقتل ستة جنرالات آخرين، مما يرفع إجمالي عدد كبار الضباط الذين لقوا حتفهم في الحملة العسكرية الإسرائيلية إلى 14 على الأقل. ومن بين القتلى شخصيات بارزة مثل القائد العام للحرس الثوري حسين سلامي ورئيس الأركان محمد باقري وعلي شامخاني مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي، بينما أكد مصدران بالخليج مقتل 14 عالما نوويا إيرانيا في هجمات إسرائيلية منها تفجيرات بسيارات ملغومة.
وتأتي هذه الخسائر خلال ثلاثة أيام من الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مجموعة من المواقع الإيرانية، بما في ذلك المنشآت النووية والقادة العسكريين وعلماء نوويين والمنشآت الدفاعية والمدن والمواقع النفطية.
وأدانت إيران الضربات باعتبارها إعلان حرب، وردت بمئات الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة على الأراضي الإسرائيلية.
ومن المتوقع إقامة جنازة لسلامي وباقري وقادة آخرين غد الثلاثاء، وفقا لوكالة تسنيم للأنباء، وهي وسيلة إعلامية وثيقة الصلة بالحرس الثوري.