مسقط تضيء على 'الإبداع الإنساني في السينما التونسية'
مسقط - تحت شعار "الإبداع الإنساني في السينما التونسية"، انطلقت الاثنين في مسقط فعاليات الأيام السينمائية التونسية التي تنظمها الجمعية العُمانية للسينما وتستمر لمدة ثلاثة أيام.
وتم اختيار عروض فعاليات الأيام السينمائية من أهم الأفلام الروائية والوثائقية التونسية، كما تتضمن الفعاليات ندوات حوارية وجلسات نقاش مع صُنّاع السينما؛ بهدف تسليط الضوء على التجربة السينمائية التونسية، وتعزيز التبادل الثقافي والفني بين البلدين.
وتندرج هذه المبادرة ضمن برامجها الرامية إلى التعريف بالسينما العربية والعالمية، وفتح مساحات للتلاقي بين الجمهور في سلطنة عُمان والإبداعات البصرية المختلفة، خاصة تلك التي تطرح قضايا إنسانية واجتماعية بطرح فني راقٍ، وفق ما أكدت الجمعية.
وتضمن حفل افتتاح الأيام السينمائية عرضًا مرئيًّا بصريًّا بانوراميًّا من تونس، سلّط الضوء على جماليات المدن التونسية، وتنوّع ملامحها المعمارية والثقافية، أعقبه تقديم عرض مرئي آخر من سلطنة عُمان، تناول أبرز الإمكانات المتوفرة في البيئة العُمانية، من مواقع تصوير متنوعة، وطبيعة جغرافية جذابة، إضافة إلى الكفاءات الفنية العُمانية، بما يؤكّد أن سلطنة عُمان تمتلك مقومات حقيقية لتكون وجهة رائدة في صناعة الأفلام.
وجرى خلال فعاليات اليوم الأول كذلك تقديم ورقة عمل فكرية بعنوان "ضوء على السينما التونسية/عشق تونس للسينما"، قدّمتها الدكتورة منية حجيج، استعرضت خلالها أبرز محطات تطور السينما التونسية، وتحولاتها الجمالية والفكرية، ودورها في التعبير عن قضايا الإنسان والمجتمع، من خلال سرد بصري يعكس الوعي الثقافي والإبداعي الذي ميّز التجربة التونسية على مدى قرن من الزمن.
واختُتمت فعاليات اليوم الأول بعرض الفيلم الروائي "ولدي" (بيك نعيش) للمخرج مهدي البرصاوي، وهو عمل درامي إنساني يتناول في 96 دقيقة العلاقة بين الأب وابنه في ظل تحديات اجتماعية معاصرة، عُرض بأسلوب بصري حسّاس، وحُظي بتفاعل كبير من الحضور، لما يحمله من صدق سردي ومعالجة فنية رفيعة.
ووفق وكالة الأنباء العمانية، قال محمد بن عبدالله العجمي رئيس مجلس إدارة الجمعية العُمانية للسينما حول الأيام السينمائية التونسية "هذا التعاون الثقافي الذي نفتخر به، يأتي ليؤكّد إيماننا المشترك بأن السينما ليست فقط فنًّا بصريًا، بل لغة إنسانية توحّد، وتُقرّب، وتُعبّر عن الهوية، وتحفظ الذاكرة".
وأضاف "نحتفي اليوم بانطلاق الأيام السينمائية التونسية في مسقط التي تمتد على مدار ثلاثة أيام، نُشاهد فيها نخبة من الأفلام التونسية التي تعكس عمق التجربة الفنية، وثراء التاريخ الثقافي لهذا البلد العزيز".
وتابع: لقد آمنت الجمعية العُمانية للسينما منذ تأسيسها بأن السينما هي ركيزة من ركائز الثقافة المعاصرة، وأداة للحوار والتعارف بين الشعوب ومن هذا المنطلق، تعمل الجمعية على تنظيم فعاليات دولية وإقليمية وعرض تجارب سينمائية من مختلف دول العالم، ودعم الشباب العُماني والعربي في مسيرتهم الفنية، وفتح نوافذ التعاون مع الهيئات الثقافية.
وتضم فعاليات اليوم الثاني من الأيام عرض الفيلم الروائي الطويل "دشرة" للمخرج عبدالحميد بوشناق، وهو أول فيلم رعب تونسي صدر على شاشات العرض التونسية في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني 2018. وأتيح في العام 2020 للعرض عبر منصة نتفليكس.
ويحكي فيلم "دشرة" لمدة 114 دقيقة قصة 3 شباب جامعيين يدرسون بكلية الإعلام، يستكشفون سر قرية تونسية.
أما فعاليات اليوم الثالث والأخير، فتتضمن تقديم ورقة عمل بعنوان "ضوء على المهرجانات السينمائية في تونس"، سيقدمها الأستاذ حسين ثابتي، ثم سيتم بعد ذلك عرض الفيلم الوثائقي "بنت القمر" للمخرجة هبة الذوادي التي تسلط في هذا العمل على امتداد نحو الساعة الضوء على أطفال وشبان في عمر الزهور يعانون من مرض جفاف الجلد المصطبغ لكنهم يتسلحون بالعزيمة وقوة الإرادة لهزيمته.