
'بوابة دمشق' مشروع إعلامي يعزز فرص الدراما السورية للتعافي
دمشق - وقّعت وزارة الإعلام السورية، الاثنين، مذكرة تفاهم مع شركة "المها الدولية" القطرية لإنشاء مدينة للإنتاج الإعلامي، في مشروع تقدّر قيمته بأكثر من 1.5 مليار دولار، يعزز صناعة الإعلام ويدعم اقتصاد البلاد بعد سنوات من النزاع.
وجرت مراسم التوقيع في قصر الشعب بدمشق بحضور الرئيس الانتقالي أحمد الشرع وعدد من الوزراء والمسؤولين والفنانين، في ظل جهود الحكومة الجديدة لإطلاق مسار التعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار عقب الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وقال وزير الإعلام حمزة المصطفى خلال كلمة له في قصر الشعب إن المشروع "يشكّل أول مدينة إنتاج إعلامي وسينمائي وسياحي متكاملة في سوريا"، موضحا أنه سيُقام على مساحة تقارب مليوني متر مربع ويضم استديوهات خارجية تحاكي الطراز العربي والإسلامي وأخرى داخلية مزوّدة بأحدث التقنيات.
وأضاف أن تكلفة المشروع لا تقل عن 1.5 مليار دولار، وأنه من المتوقع أن يوفّر "أكثر من 4000 فرصة عمل مباشرة و9000 موسمية"، موضحا أن "بوابة دمشق ستساعد الدراما السورية على تحقيق قفزة نوعية… ونطمح لإنتاج 25 عملا هذا العام لإثبات أن سوريا الجديدة ستكون تربة خصبة للإبداع".
ومن جانبه، قال رئيس مجلس إدارة شركة "المها الدولية" محمد العنزي "يشرفني أن أشارككم هذا الحدث التاريخي في مسيرة بناء سوريا الجديدة"، داعيا المستثمرين من الخليج وسائر الدول إلى اغتنام الفرص في سوريا، "حيث تتوفر تسهيلات كبيرة"، موضحا أن المشروع يحتاج ما بين خمس إلى سبع سنوات لإنجازه بالكامل.
وأكد العنزي أن مشروع إنشاء مدينة "بوابة دمشق" للإنتاج الإعلامي والفني والسياحي في سوريا سيستقطب الإعلام العربي والعالمي، معتبرا وفق تصريحه للوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن المشروع يعد نوعيا وواعدا ويضاف إلى مسيرة التعافي في سوريا، ويُشكّل استثمارا متعدد الأوجه في المجالات الثقافية والعقارية والسياحية، بما يعكس التوجه العام للبلاد نحو النهوض بعد التحرير.

وتأمل السلطات الجديدة جذب الاستثمارات في مختلف القطاعات لاسيما بعد إعلان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في مايو/أيار رفع عقوبات مفروضة على سوريا منذ سنوات.
ويمثّل المشروع منصة متكاملة للإنتاج الإعلامي والفني، مدعومة بأعلى التقنيات الحديثة، الأمر الذي يُعدّ نقلة نوعية على مستوى البنية التحتية الإعلامية في سوريا والمنطقة، بحسب محمد العنزي، مشيدا بالتسهيلات التي قدمتها الحكومة السورية ووزارة الإعلام.
وأشار إلى أن مشروع "بوابة دمشق الإعلامية" سيشكّل مركز جذب رئيسيا للإعلام العربي والعالمي، لما يحمله من طابع تقني متطور، وخصوصية حضارية وتاريخية، إذ يضم تسع مدن مصممة على الطراز الإسلامي بإشراف متخصصين من هوليوود ووفق أعلى المعايير، حيث تمكن أي منتج من الاستفادة من تلك المدن سواء في الوطن العربي أو في العالم ودون الحاجة لأي شيء من الخارج.
ومن المتوقع أن يحقق المشروع نقلة نوعية في قطاع الدراما والإنتاج الفني السوري، من خلال توفير بيئة إنتاجية متكاملة تقلل من التكاليف وترفع من جودة الأعمال وسرعة إنجازها، وفق العنزي، موضحا أن القدرة الإنتاجية السنوية لسوريا ستشهد تضاعفا في عدد الأعمال في ظل توفر هذا الحاضن الإعلامي المتكامل.
ولطالما كانت الدراما السورية حاضرة على الشاشات العربية، حيث شكّلت أعمالها علامة فارقة في المشهد الفني، واشتهرت لعقود بإنتاج مسلسلات تاريخية واجتماعية لاقت رواجا في العالم العربي، وأسهمت في إبراز نجوم ومخرجين تركوا بصمة واضحة في صناعة الفن التلفزيوني والإنتاج الدرامي في المنطقة.
لكن هذه الصناعة كما كل الاقتصاد السوري، أنهكته سنوات النزاع، واستنزفت مقدراته. وقدّرت الأمم المتحدة في تقرير أصدرته في فبراير/شباط مجمل خسائر الناتج الإجمالي المحلي بنحو 800 مليار دولار.