فيروز بن صالح الغنجاتي تحاور الطبيعة بتناغم موسيقي

التشكيلية التونسية تعتبر الرسم مساحة للسفر والحلم ومنفذها للتعبير عن ذاتها داخل هذا العالم.

الفن فكرة القلب والأفق حيث النظر تجاه العوالم بكثير من الحلم والطفولة الكامنين في الدواخل قولا بالينابيع والكينونة في تجلياتها نحو البعيد بشتى عناصره وتفاصيله تقصدا للجمال والممكنات الحافة به.

هكذا هي لعبة الفن إذ تأخذ الكائن إلى مناطق أخرى من أحلامه في سفر لا يضاهى تشوفا لسحر الأشياء وشوقا وابتكارا وذهابا نحو هامش في الأقاصي.. كل ذلك في ضروب من طفولة ونشيد.

والرسم هنا والتلوين مجالات مرح في هذه الشواسع من أرجاء الفن الزاخرة بالمشاهد والأشكال والأحوال.. وهكذا على نحو من غناء الذات وهي تتجول في باحة الحياة ترى ما هو ترجمان براءتها في الألوان مثل أطفال في حدائق من نعاس يغمرهم فرح التلوين والقول بالرسم عالما وملاذا وتعبيرة فارقة عن أعماق هي حاضنة غناء خافت ملون بالموسيقى وبالكلمات ترسل معانيها عاليا وبعيدا.

وهكذا نلج عوالم الرسم مع فنانة غمرتها بهجة الولع والوله تجاه الفن لتمضي في هذا الحلم منذ رغبات أولى حيث الطفولة.. لتعود إلى حلمها القديم في هذه السنوات بكثير من العشق والشغف المكلل بالألوان لتغدو أنثى القماشة ديدنها تحويل الجهات إلى علبة تلوين.

الفنانة التشكيلية فيروز بن صالح الغنجاتي تعلقت بالرسم لتسافر معه كعصامية لتمر بمراحل التكوين والتمرس بالعملية الفنية التي تقول إنها تواصل في نهجها للتمكن أكثر من الألوان وأسرارها.

أعمال فنية تكشف عن عوالم حالمة
أعمال فنية تكشف عن عوالم حالمة

في لوحاتها شيء من فتنة المشاهد والطبيعة والورود وأحوال عازف البيانو وعازف السكسوفون وهنا يكمن عشقها المجاور للموسيقى كحاضنة لديها للأصوات والأغاني بداخلها، إلى جانب العوالم الحالمة في أعمالها الفنية ومنها تلك النافذة المكللة بالورود والأغصان والخضرة حيث بهاء النور من قنديل يحرس المشهد في شاعرية بينة.

في معرضها المشترك مع الفنانة التشكيلية نسرين تمسك الذي افتتح بالعاصمة تونس يوم الجمعة 20 يناير/كانون الثاني برواق الفنون 'علي القرماسي' تنوعت لوحاتها في أحجامها ومواضيعها لنذكر منها 'حقول القمح' و'زنبقة الماء' و'ورود' و'نظرة' و'نسمة ربيع' و'نغمات تشلو' و'عازف الجاو' و'سيدي بوسعيد'.

وفي كل الأعمال حرصت الفنانة على اللعب على فكرة التلوين في شيء من التدرب والمحاكاة وهي التي تمضي في تطوير التجربة في طريق الابتكار والإبداع المفتوحة على الزمن والوعي والمغامرة والفن هو المغامرة وفق الزمن في عالم مدهش ومتغير.

عن أعمالها تقول الفنانة فيروز "الرسم مساحة من النظر والسفر والحلم وأسعى إلى التعبير عن ذاتي وأحاسيسي في هذا العالم عبر ما أرسمه لتتعدد مواضيع لوحاتي التي يجمع بينها سحر عالم الرسم وما يمنحه لنا من حلم وإبداع... أتمنى النجاح في مسيرتي وتجربتي وأعد لمعرضي الشخصي الذي هو مرحلة مهمة من عملي الفني هذا".

وبخصوص بداياتها في هذه التجربة مع الرسم واللون تقول "أنا عشقت الرسم وأحببت الفن التشكيلي وتلقيت تكوينا من عدد من الأساتذة والفنانين منهم 'ايفيتا منكا' 'مكهاش ماقوميدوف'.

وأضافت "تعجبني تجارب واتجاهات فنية في الانطباعية والواقعية والتكعيبية.. أعمل في مجال الرسم الزيتي والأكريليك وأعدت الإنتاج والاستلهام من أعمال فنانين عالميين لأحرص لاحقا على امتلاك أسلوبي الخاص بي ولوحاتي التي تشبهني وتعبر عن خصوصيتي الفنية والجمالية".

وتابعت "شاركت في معرض جماعي نشاط ضمن نادي الرسم في مقر شركة بطاقة التأمين وفي معرض ببلدية الزهراء وبرواق الهادي التركي في معرض بدار الثقافة بالزهراء وبمعرض بالمركز الثقافي في بوحجر.. يظل الرسم حبي الذي ألهو فيه بما يمكن لأن أضيفه لهذا العالم من ذاتي وشجوني وشؤوني الجمة".

هكذا هي البدايات في تجربة الرسم من خلال حلمها الذي ترعاه تناغما وانسجاما وتفاعلا في صلتها بهذا العالم وفي هذا الجانب تواصل الفنانة تجربة السفر الملون وهي تنشد اللقاء بجمهور الفن وأحباء الرسم في معرض خاص تعمل على إنجازه قريبا بالعاصمة.