أبوظبي وموسكو تبحثان تداعيات تسقيف سعر النفط الروسي

الكرملين يقول إنه يبحث خيارات مختلفة في ما يتعلق بكيفية الرد على فرض مجموعة السبع سقفا لسعر النفط الروسي.
الزعيمان يشددان على التنفيذ المتسق ضمن اوبك+ للقرارات المتفق عليها بشان انتاج النفط
روسيا قد تحظر مبيعات النفط وتضع حدا أقصى للخصم ردا على السقف السعري

موسكو - مثل ملف التعاون في منظمة أوبك+ وسقف الأسعار الذي فرضه الغرب على النفط الروسي محور مباحثات هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اليوم الأربعاء وذلك بعد أيام من عقد اجتماع افتراضي للمنظمة وفي مواجهة ضغوط غربية لرفع إنتاج النفط وفي خضم تطور العلاقات الروسية-الإماراتية.

وقال الكرملين في بيان أن محاولات تطبيق سقف على سعر النفط الروسي من جانب بعض الدول الغربية يتناقض مع "مبادئ التجارة العالمية".
وأضاف البيان "تم التنويه على فاعلية العمل المشترك في إطار أوبك+ لضمان استقرار سوق النفط العالمية وتمت الإشارة إلى التنفيذ المتسق من جانب جميع الدول المشاركة للقرارات المتفق عليها”.
وتطرق الجانبان إلى "محاولات عدد من الدول الغربية، خلافًا لمبادئ التجارة العالمية، فرض قيود معادية للسوق على تكلفة المواد الخام النفطية الروسية”.
وأوضح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف ان بلاده تبحث خيارات مختلفة فيما يتعلق بكيفية الرد على فرض سقف لسعر نفطها.
ودخل السقف السعري للنفط الروسي، الذي حددته مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى والاتحاد الأوروبي وأستراليا عند 60 دولارا للبرميل، حيز التنفيذ يوم الاثنين مع محاولة تلك الأطراف الحد من قدرة روسيا على تمويل عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
ويأتي اتصال الرئيس الروسي بالشيخ محمد بن زايد لتخفيف هذه الضغوط خاصة وان دول خليجية بما فيها الإمارات والمملكة العربية السعودية رفضت الانخراط في الجهود الغربية لتكثيف الضغوط على روسيا بقيادة واشنطن واختارت الحياد او لعب دور الوسيط في الأزمة.
وأيدت الإمارات مواقف السعودية فيما يتعلق بتخفيض انتاج النفط نحو مليوني برميل يوميا ضمن أوبك+ فيما انتقدت واشنطن القرار واعتبرته تأييدا لموقف روسيا بينما اعتبرت الرياض القرار اقتصادي بحت.
وكانت الإمارات التي ترفض تسييس ملف النفط استضافت في وقت سابق من الشهر الماضي اجتماعا روسيا أوكرانيا لبحث تبادل الأسرى وصادرات الأمونيا ما يشير الى دور إماراتي لنزع فتيل أزمة بين موسكو وكييف وكذلك الغرب.
وأعلنت الإمارات صراحة منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير الماضي وقوفها على مسافة واحدة من طرفي الحرب مشددة على أهمية الحوار لانهاء النزاع المسلح والتمسك بالحلول السياسية.
وفي أكتوبر/تشرين الاول الماضي أدى رئيس الإمارات زيارة الى موسكو التقى خلالها بوتين في إطار جهود الدولة الخليجية لتحقيق الأمن والاستقرار وحث كل الأطراف على الجلوس على طاولة المفاوضات.
وثمن الرئيس الروسي الزيارة وجهود ابوظبي للعمل على إيجاد تسوية للازمة الأوكرانية خاصة فيما يتعلق بملف تبادل الأسرى قائلا بان بلاده مهتم باستمرار وساطتها ويبدو ان ثقة بوتين في الدور الاماراتي دفعه للاتصال بالشيخ محمد بن زايد.
ويرى مراقبون أن العلاقات القوية التي تربط بين الشيخ محمد وقادة روسيا وأوكرانيا البلدين المتنازعين وكذلك القادة الغربيين تمنح الإمارات الأفضلية للعب دور الوساطة بنجاح وفعالية.
وذكرت صحيفة فيدوموستي اليوم الأربعاء أن روسيا تدرس ثلاثة خيارات منها حظر مبيعات النفط لبعض الدول ووضع حد أقصى للخصم الذي ستبيع بها خامها.
ويفكر الكرملين والحكومة الروسية في حظر مبيعات النفط لجميع الدول التي أيدت هذا السقف، حسبما ذكرت فيدوموستي نقلا عن مصدرين مجهولين مقربين من الحكومة.
ومن شأن هذا الخيار أيضا حظر المبيعات من خلال وسطاء وليس فقط من روسيا مباشرة. والخيار الثاني الذي يخضع للبحث هو حظر الصادرات بموجب عقود تتضمن شرط سقف السعر، بغض النظر عن البلد المستفيد.
وذكرت الصحيفة أن الخيار الثالث سيضع حدا أقصى للخصم من أسعار خام الأورال الروسي عن خامات القياس العالمية.
وكان نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك قال أمس الثلاثاء إن آلية رد روسيا على سقف أسعار النفط ستدخل حيز التنفيذ في ديسمبر كانون الأول. وفي وقت سابق قال إن روسيا قد تخفض إنتاجها النفطي لكن ليس بدرجة كبيرة.
بدورها ذكرت بلومبرغ أن روسيا تدرس أيضا وضع حد أدنى للسعر لمبيعاتها النفطية الدولية.