أردوغان: أوروبا تحصد ما زرعته بفرضها عقوبات على روسيا

أوروبا تواجه أسوأ أزمة في إمدادات الغاز على الإطلاق، مع ارتفاع أسعار الطاقة لدرجة أن المستوردين الألمان يناقشون احتمال تقنين الاستهلاك في أكبر اقتصاد بالاتحاد الأوروبي بعد أن خفضت روسيا تدفقات الغاز غربا.
موسكو تحمل واشنطن أزمة الطاقة في أوروبا
الخارجية الروسية تعتبر العقوبات الغربية على روسيا عملية انتحارية
تركيا ضمنت على الأرجح استمرار تدفق الغاز الروسي
أردوغان يتوقع شتاء قاسيا في أوروبا

أنقرة - ألقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء باللوم في أزمة الطاقة التي تواجهها أوروبا على العقوبات المفروضة على روسيا ردا على غزوها أوكرانيا، في نهج مطابق لذاك الذي يتبناه الكرملين.

ويحافظ أردوغان على علاقات جيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بينما يحاول التزام الحياد في النزاع ويزوّد أوكرانيا بأسلحة ومسيّرات قتالية تركية الصنع.

وقال للصحافيين قبل مغادرته للقيام بجولة في ثلاث دول في البلقان إن البلدان الأوروبية "حصدت ما زرعته" عبر فرضها قيودا اقتصادية على روسيا.

وأفاد بأن "موقف أوروبا حيال السيد بوتين، عقوباتها، دفعته سواء برغبته أم لا للقول: إذا قمتم بذلك، فسأقوم من جهتي بذلك"، مضيفا "يستخدم كل وسائله وأسلحته. للأسف، الغاز الطبيعي أحدها". وتتطابق تصريحات أردوغان مع تلك الصادرة عن الكرملين هذا الأسبوع.

وألقى الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف الاثنين بالمسؤولية في توقف شحنات الغاز الروسية إلى ألمانيا عبر نورد ستريم على "العقوبات التي فرضت ضد بلدنا".

وساهمت روسيا في حوالي نصف عمليات شراء تركيا للغاز الطبيعي العام الماضي. وتعهّدت أنقرة الانتقال بطيئا لتسديد ثمن الواردات الروسية بالروبل، وذلك خلال قمة عقدت بين أردوغان وبوتين في سوتشي في وقت سابق هذا الشهر.

ويعتقد محللون بأن الاتفاق سيضمن مواصلة روسيا تزويد تركيا بالغاز عبر خط أنابيب "ترك ستريم" الذي يمر في البحر الأسود. وأفاد أردوغان بأنه لا يتوقع بأن تشهد بلاده أي نقص في الطاقة هذا العام. وقال "أعتقد بأن أوروبا ستواجه مشاكل هذا الشتاء.. لا نعاني من وضع كهذا".

وتسبب ارتفاع أسعار الطاقة في العالم نتيجة تعطّل الإمدادات الروسية بأزمة اقتصادية في تركيا حيث بلغ معدل التضخم السنوي 80 بالمئة بينما انهارت قيمة الليرة.

وجاءت تصريحات أردوغان بينما قالت وزارة الخارجية الروسية اليوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة هي من أثار أزمة إمدادات الغاز في أوروبا من خلال دفع الزعماء الأوروبيين نحو خطوة "انتحارية" بوقف التعاون في مجالي الاقتصاد والطاقة مع موسكو.

وتواجه أوروبا أسوأ أزمة في إمدادات الغاز على الإطلاق، مع ارتفاع أسعار الطاقة لدرجة أن المستوردين الألمان يناقشون احتمال تقنين الاستهلاك في أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي بعد أن خفضت روسيا تدفقات الغاز غربا.

وعندما سُئلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا عما يجب فعله من أجل استئناف ضخ الغاز عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 قالت "أنتم تسألونني أسئلة حتى الأطفال يعرفون الإجابة عليها: من بدؤوا هذا الأمر عليهم إنهاؤه".

وأضافت أن الولايات المتحدة سعت منذ فترة طويلة إلى قطع علاقات الطاقة بين روسيا والقوى الأوروبية الكبرى مثل ألمانيا، على الرغم من أن موسكو كانت موردا للطاقة يمكن التعويل عليه منذ الحقبة السوفيتية.

وقالت زاخاروفا لرويترز على هامش المنتدى الاقتصادي الشرقي في فلاديفوستوك "إنه انتحار ولكن سيتعين عليهم في ما يبدو اجتياز ذلك".

وتتهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي روسيا بالابتزاز في مجال الطاقة بعد أن خفضت موسكو إمدادات الغاز للعملاء الأوروبيين. وقالت روسيا إن هناك مشكلات فنية في محطة ضغط حالت العقوبات دون إصلاحها.

ويقول الكرملين إن الغرب تسبب في أزمة الطاقة بفرضه أشد العقوبات في التاريخ الحديث، وهي خطوة يقول الرئيس فلاديمير بوتين إنها أشبه بإعلان حرب اقتصادية.