أردوغان يستبق حملته الانتخابية بوعود إسكانية ضخمة

خطة أردوغان تعتبر أحدث محاولة من جانبه منذ سنوات طويلة لوقف تراجع شعبيته بين الفئات الأقل دخلا التي كانت قاعدة تأييد تقليدية له ولحزب العدالة والتنمية الحاكم.

أنقرة – يستبق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإطلاق حملة إسكانية يسعى من خلالها لجذب الأصوات وتوجيه الأنظار بعيداً عن الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالاقتصاد التركي منذ سنوات، جراء ما يصفه معارضوه، بسياساته غير الناجحة وأساليبه التي توصف بالشعبوية في معالجة العديد من الملفات الشائكة في المنطقة والعالم.

وفي هذا السياق كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن خطة لإنفاق 50 مليار دولار لبناء 500 ألف وحدة سكنية و50 ألف وحدة إدارية جديدة فيما يعتبر أكبر خطة لتوفير المساكن في تركيا، على أمل المساعدة في الفوز بأصوات الناخبين ذوي الدخل المنخفض قبل الانتخابات المقررة في العام المقبل.

وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن هذه الخطة تعتبر أحدث محاولة من جانب الرئيس التركي الحاكم منذ سنوات طويلة لوقف تراجع شعبيته بين الفئات الأقل دخلا التي كانت قاعدة تأييد تقليدية له ولحزب العدالة والتنمية الحاكم. وتراجعت شعبية أردوغان والحزب خلال الفترة الأخيرة نتيجة ارتفاع أسعار وإيجارات المساكن إلى جانب ارتفاع معدل التضخم مما جعل الكثيرين من الأتراك ينصرفون عن تأييد الحزب.

ويلقي الناخبون الأشد فقرا بصورة متزايدة مسؤولية تراجع أوضاعهم المعيشية على أخطاء سياسة الحكومة التركية، بحسب عثمان سيرت مدير الأبحاث في مؤسسة بانوراما تي.آر لاستطلاعات الرأي العام.

وأضاف سيرت أن "المسافة بين الناخبين وحزب العدالة والتنمية تتسع".

وبحسب الخطة التي أعلنها أردوغان أمس فإن مؤسسة الإسكان التابعة للدولة "توكي" ستبني 500 ألف منزل وتبيع 250 ألف قطعة أرض بناء للمستحقين. وستمدد الحكومة فترة سداد قيمة الوحدة السكنية الجديدة إلى 20 عاما بحيث يظل القسط الشهري أقل من 125 دولار في حين أن الحد الأدنى للأجور في تركيا يبلغ حوالي 300 دولار شهريا.

ويواصل الرئيس التركي إطلاق الوعود بالتعافي للاقتصادي، وبهذا الصدد أكد قبل يومين أيضاً، أن بلاده "ستخرج بأقل الخسائر من العاصفة الاقتصادية العالمية عبر اختيارها النموذج الاقتصادي القائم على الإنتاج وخلق فرص العمل”.

وشدد أردوغان أن الشعب سيرى بشكل أفضل بعد رأس السنة الانعكاسات الإيجابية للتدابير والسياسات الاقتصادية المتبعة على حياته اليومية. وقال: "عازمون على جعل القرن الحالي قرن تركيا".

ويأتي ذلك في وقت يعاني فيه الاقتصاد التركي بشكل كبير ويعاني الكثيرون من البطالة، فقد أظهرت بيانات حديثة هذا الأسبوع أن معدل البطالة التركي وصل 0.3إلى 10.1 بالمئة في يوليو/ تموز، في حين استقرت البطالة المقنعة المعدلة موسميا عند 22.5 بالمئة.

وكانت البطالة المقنعة تنخفض في أغلب أوقات العام الماضي بعد أن بلغت ذروتها عند مستوى 29.6 بالمئة في يناير/ كانون الثاني 2021 تحت تأثير إجراءات مكافحة جائحة كوفيد-19.

وأظهرت بيانات معهد الإحصاء التركي أيضا أن معدل البطالة المعدل موسميا بلغ 10.4 بالمئة في يونيو/ حزيران. وانخفضت مشاركة قوة العمل 0.5 نقطة مئوية عن الشهر السابق إلى 52.6 بالمئة.