أردوغان يستثمر حرب غزة في خصامه مع الاتحاد الأوروبي

الرئيس التركي يقول إن السياسات المتّبعة من بعض المؤسسات والدول الأوروبية خلال الحرب في غزة زعزعت الثقة في القيم الغربية.

أنقرة - حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الخميس من أن السياسات التي تنتهجها بعض الدول والمؤسسات منذ بداية الحرب في غزة زعزعت الثقة في الاتحاد الأوروبي، فيما يبدو أن أردوغان يستثمر الأزمة في القطاع الفلسطيني لتوجيه انتقادات إلى التكتل الذي لا يزال يرفض انضمام أنقرة إليه. 

وكتب أردوغان في رسالة للاتحاد الأوروبي بمناسبة يوم أوروبا على منصة "إكس" "ما دامت الأزمات والنزاعات والحروب التي تؤثر على أوروبا وجغرافيتنا المشتركة من دون حلّ، سيستمر التشكيك في هذه القيم"، مضيفا "تهدّد العديد من التحديات مثل الحروب والنزاعات والأعمال الإرهابية والهجرة غير النظامية والتغير المناخي النظام في القارة الأوروبية".

وأدان "تنامي رهاب الإسلام ورهاب الأجانب والعنصرية عبر القارة، ما يُعدّ من أكبر مصادر القلق لمواطنيننا والمهاجرين المقيمين في أوروبا"، مشددًا على أن "التمييز وجرائم الكراهية ضد المجتمع التركي الأوروبي أصبحت مألوفة".

واعتبر أردوغان الذي يطالب بلده بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي منذ ثلاثة عقود تقريبًا أن "الوقت قد حان" لأنقرة وبروكسل "لتطوير تعاونهما في كلّ المجالات بما في ذلك مفاوضات الانضمام".

ومنذ بداية الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي خلّفت 34904 قتلى في قطاع غزة، دعم الرئيس التركي الحركة الفلسطينية وأدان بلا كلل مواقف قادة دول الغربية.

وقال الرئيس التركي "في مواجهة السياسات الإقصائية حيال بلدنا لن تمتنع تركيا عن استغلال الفرص المتاحة لها وقدراتها الاستراتيجية وتطويرها".

وأعلن الاتحاد الأوروبي في العام 1999 تركيا مرشحة للعضوية، غير أن مفاوضات الانضمام مجمّدة منذ العام 2018، فيما أبدى التكتل في يوليو/تموز الماضي استعداده لاستئناف التفاوض مع أنقرة بشروط من بينها إبداء أنقرة لمرونة فيما يتعلق بالقضية القبرصية وحلها بما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة، بالإضافة إلى التمسك بالحريات مثلما تحددها الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.

ويتعين على أنقرة إقناع الاتحاد الأوروبي بأنها جادة في تنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي يشترطها التكتل انضمامها، في حين تجمع التقارير على أن تركيا لا تزال بعيدة عن تحقيق الشروط الأوروبية. 

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أشار تقرير المفوضية الأوروبية الخاص بحزمة التوسع لعام 2023 إلى أن "تركيا تحتاج إلى اتخاذ خطوات حاسمة لتحسين مواءمتها بشكل كبير مع السياسة الأمنية والخارجية المشتركة للاتحاد الأوروبي"، لافتا إلى أن "التدهور في حقوق الإنسان والحقوق الأساسية مستمر".

وحصلت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي والتي تعمل على تطوير صناعتها الدفاعية الخاصة، على منظومة دفاع جوي من طراز إس-400 من موسكو تسلّمتها في العام 2019 لكنها لم توضع في الخدمة أبدًا، غير أن هذه الشحنة أثارت أزمة بين واشنطن وأنقرة، ما أعاق حصول تركيا على مقاتلات أميركية من طراز إف - 35.