"أسطول الأشباح" يهرّب النفط الإيراني الخاضع للعقوبات الأميركية

صحيفة حكومية تقر بوجود عدد كبير من الناقلات الأجنبية المتعاونة مع ايران في بيع ونقل النفط، يصل الى 182 سفينة.

طهران - نشرت صحيفة حكومية ايرانية تقريرا يؤكد ما كانت تطرقت إليه الصحافة الأميركية والبريطانية في وقت سابق حول تسخير طهران لأسطول كبير من ناقلات النفط الأجنبية للالتفاف على العقوبات الأميركية.
وبعد أن روج الإيرانيون لأساليب مقايضة على غرار "النفط مقابل الشاي" و"النفط مقابل العلاقات"، هاهي الصحافة الإيرانية الحكومية تقرّ بتعمد طهران انتهاك العقوبات الأميركية، إذ ذكرت صحيفة "إيران" الحكومية في تقريرها ان "أسطول الأشباح" مكون من "182 سفينة أجنبية فضلا عن أسطول شركة النفط الوطنية الإيرانية".
وأضافت الصحيفة أن حجم الأسطول الضخم "لا يسمح بالتتبع الدقيق لشحنات النفط الإيرانية ويساعد بتجاوز العقوبات الأميركية ونقل ملايين براميل النفط دون الاكتراث بالعقوبات الأميركية".
وكانت الصحافة الأميركية أثارت مؤخرا ومن جديد قضية "سفن الأشباح الإيرانية" التي تصدر المنتجات النفطية إلى الصين بشكل متزايد دون أن يعترض سبيلها أحد.
وأفاد تقرير نشرته صحيفة "واشنطن فري بيكون" أن إيران نجحت منذ العام 2021 في تصدير ما قيمته 22 مليار دولار من النفط الإيراني إلى الصين.
وكانت تقارير إعلامية بريطانية كشفت عن بعض الحيل التي تعتمدها طهران "لتهريب" نفطها إلى الصين. فقد ذكرت صحيفة "ديلي ميل" أن أسطول الأشباح يتكون من سفن ترفع أعلام دول أخرى وناقلات تم تسجيلها في دول صغيرة غير قادرة على مراقبتها.
واستخدمت منظمة "متحدون ضد إيران النووية"، صورا التقطتها الأقمار الصناعية تبرز انتهاكات إيران للعقوبات الأميركية خلال الأشهر الستة الماضية. 
كما كشفت المنظمة، وهي وهي منظمة أهلية تعمل على "منع إيران من امتلاك أسلحة نووية"، عن تعمد السفن الإيرانية مخادعة نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي اس" بشكل يمكّنها من الرسو بمناطق محظورة دون التفطن إليها. 
وبالفعل أبرزت صور الأقمار الصناعية تسليم سفن إيرانية منتجات نفطية لسفن صينية في بحر الصين الجنوبي، مشيرة إلى أن بعض تلك السفن كان يحمل أعلام "بنما" و"إلسا".
واعتبرت "ديلي ميل" الصين المشتري الرئيسي لنفط ايران حيث وصلت مشترياتها إلى مليون برميل يوميا من النفط الإيراني.
وكشفت وكالة رويترز في بداية العام الجاري عن سحب التصنيف الخاص بالبيئة والسلامة من قبل شركة أميركية، بعد اتهامهما بنقل الخام الإيراني.وهدد مسؤولون أميركيون حينئذ باستبعاد الشركات التي تنتهك العقوبات من النظام المالي بالدولار ومصادرة أصولها.
وفي ديسمبر الماضي سحب المكتب الأميركي للشحن "ايه بي اس" الغطاء القانوني عن ناقلتين انتهكتا العقوبات الأميركية المفروضة على النفط الإيراني. وهو إجراء من شأنه عدم تمكّن السفن من تأمين غطاء التأمين والعمل في معظم الموانئ.
وسبق ان اشادت الحكومة الإيرانية "بجهود وزارة النفط لزيادة صادرات الخام الإيراني"، معتبرة ذلك "مصدر فخر لبلد يتعرض لسلسلة من العقوبات القاسية وغير المسبوقة من قبل الولايات المتحدة".
وأظهرت تقارير نشرتها وكالة بلومبيرغ أن واردات الصين من النفط من إيران وفنزويلا ارتفعت إلى 53 بالمئة في 2021 أي ما يعادل 324 مليون برميل من الخام يوميا رغم أن فنزويلا ايضا مستهدفة بالعقوبات الأميركية.
وتهدف العقوبات الأميركية إلى إجبار طهران على التخلي عن أنشطتها النووية. وذلك بعد انسحاب الإدارة الأميركية السابقة من الاتفاق النووي الذي ابرمته ايران مع القوى الكبرى في فيينا عام 2015.