أصوات الابتهالات ترتفع احتفالا بالمولد النبوي في مصر

المحال بمختلف المحافظات المصرية تتبارى في عرض أشكال متنوعة من حلوى المولد.

القاهرة - في ساحة بقرية العماري جنوبي مصر، علا صوت عصا التحطيب وغبار ما يعرف بـ"مرماح" الخيول، وأنغام المزمار، وأصوات الابتهالات والمدائح، لإحياء المولد النبوي الشريف الأربعاء.

وأشار محمد العماري أحد المسؤولين عن تنظيم الاحتفال السنوي بالمولد النبوي إلى أن تلك الساحة التي استعدت منذ أيام لإحياء المناسبة كعادة كل عام، احتشدت فيها أعداد غفيرة من كل أنحاء مصر.

و"التحطيب" هو صوت عصا تتبارز مع أخرى بشكل استعراضي في تلك الساحة، وهو أحد مهارات فلكور شعبي بصعيد مصر، بخلاف المبارزة حين ترى أشخاصا يلفون تلك العصا بمهارة بين أصابع اليد، قبل أن يتبادل أحدهم مع شخص آخر ضرب العصا بطرق احتفائية.

والعصا شهيرة في صعيد مصر، وعادة ما يحملها كبار السن والوجهاء، وتظهر في المناسبات الاحتفائية، حيث يحاول كل شخص يحملها إظهار مهاراته في اللعب بها أو المبارزة.

وفي تلك الليلة الاحتفائية بمولد نبي الإسلام في الأقصر، يظهر أيضا فلكور شعبي تراثي آخر هو "مرماح الخيول"، وفيه يظهر كل خيل في أجمل زينة.

وأفاد العماري أن مرماح الخيول له عمر طويل بتلك القرية يمتد لنحو 150 عاما، حيث يتبادل الفرسان المبارزة الاستعراضية بعصا طويلة في يدهم.

وأضاف "هنا نحتفل بالمولد بمرماح الخيول والطبل والمزمار، حيث يأتي الزائرون من محافظات مصر لنحيي فعاليات في حضرة حب رسول الله، ويتخلل ذلك إنشاد ديني".

ومع حلول ليل الاثنين، تهدأ أصوات التحطيب و"مرماح" الخيول قليلا، وتعلو الابتهالات والمدائح التي تظهر كلماتها حب رسول الإسلام، ومنها: "كم جميل حبيبي النبي، كم جميل".

تحطيب
التحطيب و"مرماح" الخيول والمدائح تضيء ليلة المولد النبوي

ووسط هذه الأجواء الروحانية الشعبية في الأقصر، تهلج ألسنة الحضور بذكر رسول الإسلام والصلاة عليه والحديث عن سيرته.

وتشهد مختلف محافظات مصر إلى جانب هذه الاحتفالية التي تتكرر سنويا، فعاليات دينية عديدة، تقوم بها وزارة الأوقاف في المساجد، فضلا عن الشوارع التي تعج بشوادر بيع حلوى المولد الشهيرة.

وعادة ما يُقبل المصريون على شراء "حلوى المولد" كموسم سنوي قبل ذكرى المولد النبوي بأسابيع، حيث تتزين المحال وتتبارى في عرض أشكال مختلفة من الحلوى كإحدى العادات الشعبية المتوارثة.

وعند السور الشمالي للقاهرة التاريخية تعالت في الثاني والعشرين من سبتمبر/أيلول المدائح والابتهالات والترانيم بمختلف اللغات واللهجات معلنة انطلاق الدورة السادسة عشرة لمهرجان سماع للإنشاد والموسيقى الروحية.

ويقيم المهرجان احتفالية كبيرة في 26 سبتمبر/أيلول بعنوان "دعوني أُناجي حبيبي" بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف.

ويعد المهرجان أحد الفعاليات السنوية المميزة بمجال الحفاظ على التراث غير المدون الذي ينتقل من جيل إلى جيل عبر المنشدين والمرنمين وفرق الموسيقى الروحية.

وسنويا، يحتفل المسلمون بذكرى المولد النبوي في 12 ربيع الأول حسب التقويم الهجري، بفعاليات عديدة أبرزها أكل الحلوى والاستماع للمدائح وحلقات الذكر، والتوسع في أعمال الخير على البسطاء.