أمين الناجي يجسد قوة الإيمان بالأحلام في 'بنات الحديد'

الممثل المغربي يكشف في هذا الحوار عن التركيبة النفسية لشخصية 'سليمان' في المسلسل الرمضاني، ويتحدث عن أهمية تجسيد الأدوار ذات الأبعاد الاجتماعية التي تخدم الجمهور.

الرباط - تدور أحداث مسلسل "بنات الحديد" للمخرج علاء أكعبون في إطار درامي اجتماعي حول "فاطمة"، وهي شابة من وسط فقير تمتاز بقوتها وعزيمتها في تخطي صعاب الحياة، إذ إنها تعمل في مهنة والدها المتمثلة في بيع لوازم السيارات المستعملة.

العمل من سيناريو فاتن اليوسفي، وتمثيل كل من فاطمة الزهراء بناصر، وإبتسام العروسي، وأمين الناجي، وعادل أبا تراب، وسلوى زهران، وجميلة الهوني.

ويعرض هذا المسلسل في مسابقة دراما رمضان على القناة الثانية المغربية، ويحقق نسبة مشاهدة معقولة، وفي هذا السياق قامت "ميدل إيست أونلاين" بحوار مع الممثل المغربي أمين الناجي أحد أبطال المسلسل.

وفيما يلي نص الحوار: 

حدثنا عن شخصيتك في "بنات الحديد"؟

شخصية "سليمان" في "بنات الحديد" هي شخصية تعبت من العيش تحت جناح  أب الزوجة وقرر في يوم ما أن يخرج ويطير بجناحيه ليحقق أحلامه وأهدافه بعيدا عن محيطه العائلي، إذ يبني بيته بنفسه وينقل إليه زوجته وابنه، فهو إذا شخصية طموحة يعرف بالضبط من أين جاء وإلى أين يذهب، ويقاتل من أجل تحقيق أحلامه، رغم أنه تائه بين ماضيه وحاضره، إذ أن تركيبة شخصيته النفسية معقدة ومليئة بالتداخلات والضغوطات، جزء منها من الماضي وجزء يعيش معه تحت ضغط أب زوجته، فهذه هي شخصية "سليمان"

ما هي التحديات التي واجهتها في تجسيد دورك في هذا المسلسل؟

التحدي الأول والأكبر هو تركيب شخصية مختلفة تماما عن الشخصيات السابقة التي قمت بتجسيدها في أعمال أخرى، والتحدي الثاني هو الضغط أثناء عملية التصوير، وهو أمر طبيعي جدا في هذا المجال، ولكن يجب أن يظل التركيز على أداء المشاهد هو الأساس، ليحافظ الممثل على هدوئه وسط الضغوط التي يواجهها خلال عملية التصوير بشكل عام، فالهدف هو تقديم الدور بشكل متقن واحترافي وتحقيق رؤية المخرج بأفضل شكل ممكن.

هل شعرت بأن تجسيدك لشخصية معينة في أعمالك السابقة ترك أثرا عميقا على تطورك الشخصي؟

بالتأكيد، كل شخصية أقوم بتجسيدها تترك أثرا عميقا، سواء بوعي أو دون وعي، إذ يبقى لديك أثر الادوار السابقة، حيث يتطلب تحضير كل شخصية شهور من البحث النفسي والاجتماعي والاقتصادي والمهني، فعندما تعيش مع شخصية لمدة طويلة، يصعب ألا تتأثر بتجربتها، لأن تجسيد الأدوار يرتبط ارتباطا وثيقا بما هو نفسي وشخصي، لذلك فأنا كممثل أخذ من نفسي الشخصية لأطعم الشخصية التي أود لعبها بصورة أفضل.

كيف استعدت نفسيا لتقديم دور يجمع بين المسؤولية العائلية وتجارة أجزاء السيارات؟

بتبني البرودة التي تتميز بها هذه البيئة المتمثلة في بيع أجزاء السيارات المضروبة، حاولت أن أستخدم هذه البرودة كحجر أساس وأبني عليه شخصية "سليمان" في كافة جوانبها، إذ قمت بالبحث والتخطيط وأضفت عليه تصور المخرج وبدأت في دراسة الشخصيات التي قمت بتجسيدها من قبل، لأضع قالبا نفسيا للشخصية الجديدة التي سأؤديها في مسلسل "بنات الحديد"، وهذا الجانب من عملية تركيب الشخصيات هو ما أجده مثيرا للاهتمام.

هل كانت هناك مواقف صعبة أو مشاهد درامية في المسلسل؟ وكيف تعاملت معها؟

بالطبع، تعاملت مع هذه المواقف بطريقة إيجابية وبأنانية بناءة، حيث كان تركيزي الأساسي على تقديم أداء عالي الجودة للدور الموكل إلي، إذ كان هذا النهج الإيجابي والتفاني في الأداء يساهمان في إثارة الإلهام وتشجيع فريق العمل بأسره، سواء الفني أو التقني، وبالتالي تمكننا من تجاوز التحديات وتقديم الأفضل في كل مرة.

كيف تستفيد من تجارب الشخصيات التي تؤديها في أدوارك الجديدة؟

من الطبيعي أن يستفيد الممثل من تجارب السابقة، فكوني ممثلا لدي دائما خبرات سابقة في تجسيد شخصيات مختلفة، وهذا يجعلني أتجنب النمطية في أداء الأدوار، فتلك التجارب تدفعك دائما لتحدي نفسك وتركيب شخصيات جديدة لم تقم بها من قبل، وتطور كل شخصية تجسدها تلقائيا، مما يجعل كل شخصية مميزة عن الأخرى من حيث الأداء والبعد النفسي والاجتماعي والمهني، فهذه التجارب تمنحك مخزونا غنيا من النماذج التي تساعدك على تجنب التكرار والنمطية، وتزودك بمهارات جديدة في التعبير عن الشخصيات بشكل متجدد.

كيف يمكن للمشاهدين التعاطف مع شخصيتك وفهم دوافعها وتحدياتها؟

حاولت جاهدا أن أقدم للمشاهد شخصية لديها دوافع وتحديات تقاتل من أجلها، إذ سعيت لتقديمها بشكل يتعرف عليه المجتمع بسهولة، على أساس أنها جزء من مكونات المجتمع التي يمكن للمشاهد البسيط التعاطف معها بشكل عفوي، ولكن تركيزي لم يكن فقط على جذب تعاطف المشاهدين، بل كان الأهم هو تقديم شخصية تحكي قصتها بشكل مقنع، وتعكس التحديات التي تواجهها بطريقة واقعية، مما يسهل على المشاهدين فهم دوافعها وتحدياتها والتعاطف معها.

هل كانت هناك لحظات محددة في المسلسل شعرت فيها بأنك تمكنت من أداء مشهد معين بشكل مميز؟

بالنسبة لشخصية "سليمان"، كانت كل اللحظات مميزة بالنسبة لي، سواء على مستوى الحوارات، أو المشاهد، أو حتى الحركات، حيث تمثل كل مرحلة في تركيب شخصية "سليمان" تحديا وفرصة للتميز في الأداء.

كيف ترى دور الممثل في تسليط الضوء على قضايا اجتماعية مثل التجارة السوداء؟

يعتبر الممثل ناطقا باسم المجتمع وله دور كبير في تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية، إذ يجب على الممثل أن يكون واعيا ومسؤولا، وأن يفهم تماما الموضوعات التي يعمل عليها، حتى يتمكن من نقلها بأمانة إلى الجمهور، وبالتالي فإن الممثل يلعب دورا مهما في توعية المجتمع ورفع الوعي حول القضايا الاجتماعية المهمة.

هل هناك أعمال أخرى سيشاهدك فيها الجمهور المغربي؟

بالتأكيد، هناك مسلسل آخر بعنوان "دار النسا" من إخراج سامية أقريو والذي يضم مجموعة من الممثلين الرائعين، مثل نورة الصقلي وإدريس الروخ، وآمل أن ينال إعجاب الجمهور المغربي.