أوكرانيا تفقد الاهتمام العالمي مع اتجاه الدعم الغربي لإسرائيل

الحرب على غزة ساهمت في تقليص حدة الضغوط الغربية على روسيا وتحول اتجاه التسليح لإسرائيل بدلا من أوكرانيا.

جنيف - أعتبر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك أن العالم "فقد الاهتمام" حيال الحرب في أوكرانيا مشير إلى أن البلد لا يزال يشهد جرائم حرب "ترتكب بصورة رئيسية من قبل قوات روسيا الاتحادية"، بينما تؤكد التقارير الإخبارية أن الاهتمام الغربي توجه إلى دعم إسرائيل في حربها مع حماس، ما أكسب موسكو الفرصة للتفوق في حربها مع أوكرانيا.

ويجمع المحللون على أن روسيا استفادت إلى حد كبير من اندلاع الحرب في غزة، حيث إنها فرضت تداعيات عديدة على المستويين الدولي والإقليمي، جاء في مقدمتها صرف الانتباه عن استمرار الحرب في أوكرانيا، التي اندلعت في 24 فبراير 2022، وما زالت مستمرة وتعرضت روسيا بسببها لضغوط وعقوبات غربية قوية من أجل دفعها إلى وقف عملياتها العسكرية داخل أوكرانيا.

وقال تورك الثلاثاء في جنيف خلال نقاش حول الغزو الروسي لأوكرانيا أمام أعضاء مجلس حقوق الإنسان إن الأدلة التي جمعها مكتبه "لا تزال تشير إلى انتهاكات فاضحة للقانون الدولي لحقوق الإنسان وانتهاكات خطرة للقانون الدولي الإنساني وجرائم حرب، ترتكبها بصورة رئيسية قوات روسيا الاتحادية".

ولفت إلى أن "الوضع في أوكرانيا أضيف على ما يبدو إلى سلسلة من المعاناة المتواصلة، ويبدو أن العالم فقد الاهتمام جراء الأزمات المتعددة التي نواجهها".

وساهمت الحرب الإسرائيلية على غزة في تقليص حدة الضغوط التي فُرضت على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا، واتجاه التسليح الغربي لإسرائيل بدلا من أوكرانيا، خاصة أن الولايات المتحدة قررت تسليم إسرائيل معدات عسكرية جديدة وإرسال حاملتي طائرات أميركية إلى شرق المتوسط لتكون قريبة من مسرح العمليات، وهو ما يعني أن الأولوية باتت لدعم إسرائيل وليس أوكرانيا، رغم استمرار العمليات العسكرية التي تشنها روسيا داخل الأخيرة.

ونقلت صحيفة "التايمز" البريطانية عن رقيب في الجيش الأوكراني قوله "كانت لدينا ذخيرة أكثر بعشر مرات في الصيف، وذات نوعية أفضل.. أما الآن فهم يجلبون لنا قذائف من جميع أنحاء العالم، ذات نوعيات مختلفة، ونحن نتلقى 15 قطعة فقط لمدة ثلاثة أيام".

كما يفتقر الجانب الأوكراني لسلاح الجو القوي المناظر للقوات الجوية الروسية المتفوقة، وهو ما جعل القوات البرية والمدرعة الأوكرانية فريسة سهلة للطيران وصواريخ موسكو، وفرضت روسيا حالة من شبه الجمود الميداني على خطوط المواجهة بعد ضم نحو 20 بالمئة من أراضي أوكرانيا لسيادة موسكو.

وأحصى المفوض السامي "142 حالة إعدام خارج إطار القانون لمدنيين منذ شباط/فبراير 2022 في الأراضي التي تسيطر عليها القوات المسلحة الروسية أو تحتلها روسيا الاتحادية". وأوضح أنه "في الأراضي المحتلة أفدنا عن أعمال تعذيب وسوء معاملة معممة في حق المعتقلين ولا سيما أعمال عنف جنسية، إضافة إلى عدد كبير من حالات الاختفاء القسري". وقال "فشلت روسيا الاتحادية فشلا ذريعا في اتخاذ الإجراءات الكافية لحماية المدنيين والأهداف المدنية من تأثير هجماتها".

وأردف قائلا إن القوات المسلحة لكلا البلدين وخاصة روسيا، بحاجة إلى الالتزام بالقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي. وأضاف "لا بد أن تتوقفا عن استخدام الأسلحة المتفجرة التي لها تأثيرات واسعة النطاق في المناطق المأهولة بالسكان ورسم خريطة دقيقة لمواقع الألغام".

وتنفي روسيا بشدة ارتكاب أعمال وحشية أو استهداف المدنيين في أوكرانيا.