إسرائيل تعيد اقتحام خان يونس وتستهدف رفح بضربات جوية

ماكرون يؤكد لنتنياهو أن فرنسا تريد وقفا فوريا ودائما لإطلاق النار في غزة وأنها تعمل على محاولة تخفيف حدة التوتر على الحدود بين إسرائيل ولبنان.

خان يونس - قال سكان اليوم الاثنين إن القوات الإسرائيلية شقت طريقها عائدة إلى منطقة بشرق مدينة خان يونس في مداهمة مباغتة دفعت السكان الذين كانوا قد عادوا إلى منازلهم للنزوح مجددا من المدينة الرئيسية بجنوب قطاع غزة.

وقالت السلطات الفلسطينية إنها انتشلت عشرات الجثث مما قالت إنها مقابر جماعية في ساحة مجمع ناصر الطبي، وهو المستشفى الرئيسي في خان يونس الذي غادرته القوات الإسرائيلية.

وجنوبا شنت إسرائيل ضربات جوية جديدة على رفح، الملاذ الأخير الذي لجأ له أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

وسحبت إسرائيل فجأة معظم قواتها البرية من جنوب قطاع غزة هذا الشهر بعد بعض من أعنف المعارك في الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر. وبدأ السكان في العودة إلى منازلهم في خان يونس، ثاني أكبر مدينة في القطاع، بأحياء لم يكن من الممكن الوصول إليها في السابق، حيث وجدوا منازل تحولت إلى أنقاض وجثثا متناثرة في الشوارع.

وقال أحمد رزق (42 عاما) من داخل مدرسة لاذ بها في الجزء الغربي من خان يونس "اليوم الصبح فيه عائلات كتير من اللي رجعوا في الأسابيع الماضية على منطقة عبسان رجعوا تاني عندنا، كانوا مرعوبين"، في إشارة إلى منطقة في الشرق.

وأضاف "قالوا إن الدبابات دخلت تاني بقوة وبشكل مفاجئ تحت غطاء من إطلاق نار كثيف، وهم طلعوا حفاظا على حياتهم".

وعلى أنقاض ما كان يعرف بمستشفى ناصر، أكبر مستشفى في جنوب غزة، شوهد عمال طوارئ يرتدون بدلات بيضاء وهم ينتشلون جثثا من الأرض بأدوات يدوية وحفار. وقالت إدارة خدمات الطوارئ إنه تم العثور على 73 جثة أخرى في الموقع الأحد ليرتفع العدد الذي تم العثور عليه خلال الأسبوع إلى 283 جثة.

وتقول إسرائيل إنها اضطرت للقتال داخل المستشفيات لأن مقاتلي حماس كانوا يعملون من هناك، وهو ما تنفيه الطواقم الطبية وحماس.

وتؤكد السلطات في غزة أن الجثث التي تم انتشالها حتى الآن هي من مقبرة واحدة فقط من بين ثلاث مقابر جماعية على الأقل عثرت عليها في الموقع.

وقال إسماعيل الثوابتة المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة التي تديرها حماس "نحن نتوقع اكتشاف 200 جثمان لشهداء خلال اليومين المقبلين في نفس المقبرة الجماعية قبل البدء في العمل في المقبرتين الأخريين".

واتهم إسرائيل بتنفيذ "عمليات إعدام" في المستشفى والتغطية على الجرائم من خلال دفن الجثث بالجرافات. وتنفي إسرائيل بشدة أنها نفذت عمليات إعدام.

ويأتي الأقارب لأخذ أحبائهم لإعادة دفنهم. وأحضر أفراد الأسرة جثة أسامة الشوبجي، أحد الذين تم انتشال جثامينهم من داخل أرض المستشفى، إلى المقبرة اليوم الاثنين لإعادة دفنه بجوار شقيقته التي تبرع لها ذات مرة بكليته عندما كانت مريضة.

وقالت سمية زوجة أسامة "ابنتي الصغيرة طلبت مني زيارة قبر والدها. أقول لها بمجرد أن ندفنه سنزوره. الحمد لله. المشهد صعب، ولكن قد نجد بعض العزاء بعد دفنه".

وكانت تحمل في يدها بعض الزهور الصفراء، وفي اليد الأخرى أمسكت بيد ابنتهما الصغيرة هند، التي ارتدت بدلة رياضية صفراء شاحبة عليها شخصيات من فيلم "فروزن" من إنتاج شركة ديزني لتوديع والدها. وقالت الفتاة الصغيرة بجانب القبر الجديد "كان يحبني وكان يشتري لي أشياء وكان يأخذني للتنزه".

وأفاد سكان غزة عن وقوع غارات جوية على عدة مناطق أخرى، ومنها رفح، حيث أجرى الأطباء قبل يوم عملية قيصرية لإخراج مولود من بطن والدته التي كانت من بين القتلى.

وفي النصيرات بوسط غزة، قال مسؤولون إن غارة جوية دمرت الألواح الشمسية التي يعتمد عليها المستشفى للحصول على الطاقة الكهربائية.

وفي سياق متصل قال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الرئيس أكد مجددا خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الاثنين على رغبة فرنسا في تجنب التصعيد في الشرق الأوسط والتصدي لجهود إيران لزعزعة استقرار المنطقة.

وأضافت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون أكد لنتنياهو مرة أخرى أن فرنسا تريد وقفا فوريا ودائما لإطلاق النار في غزة وأنها تعمل على محاولة تخفيف حدة التوتر الناجم عن الاشتباكات على الحدود بين إسرائيل ولبنان.