إسرائيل تقصف مخازن أسلحة لحزب الله في جنوب لبنان

لبنان يطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف محاولاتها لاستدراج البلد إلى حرب.

بيروت - استهدفت غارتان إسرائيليتان على الأقل اليوم الاثنين بلدة الغازية الساحلية في جنوب لبنان، ما أوقع ثمانية جرحى، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف مستودعات أسلحة لحزب الله.

وأفاد شهود عيان بسماع دوي غارتين على الأقل بفارق ثوان معدودة. وقالوا إن حريقاً ضخماً اندلع جراء غارة طالت مستودعاً يقع قرب الطريق الساحلية الدولية، ما أدى إلى تصاعد سحب دخان كثيفة غطت سماء المنطقة. وهرعت سيارات الإسعاف الى الموقعين المستهدفين.

وقال مصدر أمني لبناني إن إحدى الغارات استهدفت معمل حديد في منطقة صناعية في البلدة الواقعة جنوب مدينة صيدا والتي تبعد حوالي ثلاثين كيلومتراً بخط مستقيم من الحدود مع إسرائيل.

وأسفر القصف، وفق المصدر، عن إصابة ثمانية عمال على الأقل بجروح، سبعة منهم سوريون، يعملون في محيط الموقع المستهدف.

وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي أن مقاتلاته قصفت "منشأتين لتخزين السلاح تابعتين لحزب الله". وأوضح أن الضربات جاءت "رداً على إطلاق مسيّرة" إلى شمال إسرائيل، مرجحاً أن يكون قد "تم إطلاقها من لبنان من قبل حزب الله الإرهابي في وقت سابق" من اليوم الااثنين.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن مقاتلاته استهدفت "بنى تحتية" تابعة للحزب في بلدتي ميس الجبل والعديسة الحدوديتين.

ودعت الخارجية اللبنانية في بيان اليوم الاثنين "كل الدول الراغبة في إعادة الاستقرار والهدوء إلى الجنوب اللبناني إلى إدانة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة والمتمادية على لبنان، وآخرها ما حصل اليوم من اعتداء اسرائيلي في بلدة الغازية".
وطالبت "المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف محاولاتها الاستفزازية لتوسيع دائرة الحرب واستدراج لبنان إلى حرب يسعى جاهدا لمنع حصولها، نظرا إلى تهديدها أمن واستقرار لبنان والمنطقة برمتها ولن ينتج منها سوى الويلات والخراب".
ومنذ اليوم التالي للهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين، تشهد الحدود تصعيداً بين حزب الله وإسرائيل.

ويعلن حزب الله استهداف مواقع وأجهزة تجسس وتجمعات عسكرية إسرائيلية دعماً لغزة و"إسناداً لمقاومتها". ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف "بنى تحتية" للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود.

وشهد جنوب لبنان وشمال إسرائيل تصعيداً كبيراً الأربعاء مع شنّ الدولة العبرية سلسلة غارات جوية على بلدات عدة، بعيد مقتل جندية إسرائيلية في صفد بصاروخ أطلق من جنوب لبنان، لم تعلن أي جهة المسؤولية عنه.

وأسفرت تلك الغارات عن مقتل 15 شخصاً، بينهم عشرة مدنيين على الأقل. وتوعّد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الجمعة بأن تدفع اسرائيل ثمن دماء المدنيين الذين قتلوا الأربعاء جراء غارات في جنوب لبنان، مهدداً بأن حزبه قادر على استهداف إيلات في جنوب الدولة العبرية.

ومنذ بدء التصعيد، قتل 269 شخصا في لبنان بينهم 188 عنصرا من حزب الله و40 مدنيا، ضمنهم ثلاثة صحافيين وفي إسرائيل، أحصى الجيش مقتل عشرة جنود وستة مدنيين.